طرب وفن وأدب عبر احتفالية «سما دبي.. لوحة وقصيدة ونغم»

جانب من أنغام احتفالية «سما دبي» (تصوير: عبد المطلب محمد)
TT

أمتعت مؤسسة سلطان العويس الثقافية عشاق الفن وعلى مدى ثلاثة أيام باحتفالية «سما دبي.. لوحة وقصيدة ونغم»، فعلى أنغام عازفة القانون السورية مايا يوسف، دشن وزير الثقافة والشباب عبد الرحمن محمد العويس أول أيام الاحتفالية وافتتح المعرض الفني «أجنحة عربية» تضمن أكثر من سبعين عملا لفنانين من ثلاث عشرة دولة عربية، وتنفرد مايا بمزجها البديع بين الألحان الشرقية والغربية في موسيقاها.

وقد مثلت السعودية من خلال فنانيها التشكيليين أقوى المشاركات في المعرض، أبرزها تمثل في لوحات التشكيلية نجلاء فلمبان حيث نجحت في التعبير عن إحساسها بأزمة العصر، توتر الروح والقلق، من خلال مجسم عنكبوتي لإنسان كبل من أطرافه الأربعة، ومن أزمة العصر جسد فلمبان كذلك عذاب الطفولة في زمن الحروب والعولمة، فالأطفال يصرخون ولا أحد يسمع صداهم.

ومن ألوان فلمبان الحارة كحرارة تعابيرها تهدأ انفعالات النفس ما أن تقع العين على أعمال السعودية مهدية اَل طالب، التي اختزلت صورة المرأة المسلمة والطفولة البريئة في ألوان زاهية تذكرك بمجلد ألف ليلة وليلة.

أما أعمال الفنان السعودي أحمد الأحمدي فهي «كزبدية الصيني» كما يقولون في الأمثال الشعبية حيث اللوحات نابضة بألوان متنوعة وتعابير لا نهائية من أية زاوية كانت، وكل عمل للأحمدي كمترجم يتحدث بسبعة ألسن. البيئة المصرية بأصالتها كانت مصدر الإلهام الأول للفنانة هبة فكري المقيمة في السعودية ولن يختلف اثنان في أن الاغتراب ساعد فكري على عكس بين تفاصيل لوحاتها، فهي تعبر عن أهل الجنوب بألوان حارة وساخنة توحي بطقسهم الحار، مستخدمة الرموز الشعبية التي ظهرت في أعمالها على استحياء.

الرقص بالألوان حمراء وخضراء وصفراء، المشرقة والداكنة، الحارة والباردة، معزوفة ينفرد بها التشكيلي العالمي اللبناني وجيه نحلة، تجذبك كالمغناطيس القوي للوقوف أمامها، فلا يهم عما تتحدث اللوحة، فكل وحدة لونية في اللوحة عمل قائم بذاته، ووسط جموح الألوان لنحلة توسط أعماله زيتية بديعة لحصان جامح شفاف. وبجانب حصان نحلة الجامع تطالعك أعمال التشكيلية العراقية يقين الدليمي بما تجسده من حنين إلى وطن هو كالحب من طرف واحد بلا أمل، فهي تحاول بألوانها المحايدة الابتعاد عن الضجيج والصراخ، والانطلاق نحو كوكب آخر مصنوعة تضاريسه من تجاويف القلب والشرايين.

ويفتح المعرض أبوابه للحضور على مدى أسبوعين متواصلين.

ختام الأيام الثلاثة كان مسكا بأمسية شعرية أحياها كل من الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم والشاعر سالم الزمر من الإمارات، إضافة إلى الشاعر أحمد زهراني من السعودية، أنهاها كل من الشاعرة السعودية مها سراج بقصيدة عاطفية حزينة، ومقطوعات شعرية حرة لإبراهيم المصري من كتابه «الديوان العراقي». ولم ينس الطرب الأصيل متعة التمازج مع روعة اللون وشفافية الكلمة من خلال مقطوعات شرقية عزفها خماسي النغم الشرقي بقيادة الموسيقار وعازف الكمان العراقي نوري الجبوري، كانت مسك الختام في ثالث أيام الاحتفالية الثقافية. ويصف الجبوري التوجه الموسيقى لفرقته التي أسسها منذ أقل من عام خلال حدثيه مع «الشرق الأوسط» بأنها تعزف «عكس التيار»، فجمهور الفرقة كما يوضح الجبوري يقتصر على النخبة.

«من يستمع للكليبات السريعة لن يكون في هذا المكان ليستمع إلى ما نعزفه من موسيقى أصيلة».

وأكد الجبوري أن المحاولات الفنية لإعادة توزيع أغاني أم كلثوم وفيروز على طريقة الراب أو الموسيقى السريعة لم تلق صدى بين عشاق الطرب الأصيل.

ومن المقرر أن يحيي خماسي النغم حفلا موسيقيا في المركز الثقافي بالعاصمة أبوظبي مطلع الشهر القادم.