الهواتف الجوالة المعطلة تنعش المشاريع الصغيرة

جمعية لبنانية تعمل على تدويرها والتبرع بها لأفريقيا

TT

هل مللت طراز هاتفك الجوال وترغب في تغييره؟ وهل تعاني من تراكم الأجهزة الجوالة القديمة المتراكمة في أدراجك ولا تجد من يشتريها منك وينقذك منها؟

اليوم بات بإمكانك أن تتخلص من هذه «المعاناة» اذا كنت لبنانياً. اكثر من ذلك يمكنك ان تحوّل هذه الأجهزة التي انتهت صلاحيتها لديك الى مصدر افادة للكثيرين من المعوزين، وعلى أكثر من صعيد. فقد انبرت لهذه المهمة في لبنان «جمعية التضامن المهني» التي أسسها في العام 1984 عدد من رجال الأعمال أمثال بشارة عجبي والمطران غريغوار حداد والمصرفي جان حجار وأنطوان شماع.

وتشرح السيدة لينا صياد مديرة الجمعية لـ«الشرق الأوسط» المهمة الجديدة التي ندبت لها نفسها وتقضي بجمع كل أجهزة الهاتف الجوال القديمة أو المعطلة، وتقول: «لقد أطلقنا حملة الهواتف الجوالة القديمة أو المعطلة بالتعاون مع مؤسسة «عماوس الدولية» التي أسسها الأب بيار الفرنسي وتقضي الحملة بجمع كل هذه الاجهزة، وإرسالها الى فرنسا، حيث يتولى محترف اعادة التدوير اصلاح ما يمكن اصلاحه منها، وإرسالها الى افريقيا لوضعها في متناول ايدي الطبقات الفقيرة، وما تبقى يعاد تفكيكه واستخدامه قطع غيار، كالبطاريات، وأجهزة التعبئة، والأسلاك النحاسية، والبلاستيك. أما ما يتبقى بعد استخدام الإكسسوارات فيتم تفتيته والتخلص منه، وهكذا نكون قد ساهمنا في حماية البيئة ووفرنا الحاجة الهاتفية للفقراء الذين يشترون الأجهزة المعاد تشغيلها بأسعار رمزية، وشجعنا على خلق فرص عمل».

وتضيف صياد «ان الجمعية استطاعت أن تجمع حتى الآن 600 جهاز هاتف نقال (جوال) معطل أو قديم، وذلك بفضل مجموعة من الموظفين في الجمعية والمتطوعين في صفوفها الذين يسعون الى لعب دور اجتماعي بنّاء ومفيد ونحاول الآن توسيع حملتنا باتجاه كل المناطق اللبنانية، وقد نتوجه الى خارج لبنان».

وبسؤال عن كيفية ولادة الفكرة، أجابت: «ان مجموعة من اعضاء مؤسسة «عماوس الدولية» زاروا لبنان واكتشفوا ان اللبنانيين يستعملون جهاز الهاتف الجوال بكثرة، ويغيرون أجهزتهم بشكل شبه دائم، مما جعلهم يدركون وجود خزين كبير من الاجهزة القديمة والمعطلة والتي يساهم رميها في النفايات في تلويث البيئة. وبنتيجة هذه الزيارة، تولدت فكرة الحملة لجمع الاجهزة غير المستعملة للافادة منها، إما اعادة تدوير للاكسسوارات، وإما تصليحاً لما يمكن اصلاحه والافادة من ثمنه في دعم مشاريع التنمية الصغيرة». وكشفت مديرة الجمعية عن دراسة تعدها الجمعية من أجل انشاء مركز اعادة تدوير في لبنان في العام 2009، «وعندما ننتهي من الدراسة، سننكب على درس كيفية تمويلها، وإمكان الاستفادة منها في غير مجال». تجدر الاشارة الى ان الجمعية أنشئت أساساً "لدعم الذين لا يستطيعون الوصول الى المصارف»، على حد قول صياد، التي تضيف: «لقد تخصصنا في تقديم القروض الصغيرة، أو التي يسميها الآسيويون القروض المجهرية التي تستهدف تطوير المشاريع القائمة أو اطلاق مشاريع جديدة ذات حجم صغير».

وتلفت صياد الى ان الجمعية قدمت حتى الآن نحو 8 آلاف قرض المجهري، لا تتعدى قيمة القرض الواحد 5 آلاف دولار أميركي. وقد شملت هذه القروض القطاعات الخدماتية والزراعية والتجارية والحرفية والصناعات الصغيرة مع فترة سماح تختلف باختلاف قيمة القرض ومدته.