طبعا، سيكون باراك، إذا فاز غدا، اول رئيس اسود يدخل البيت الأبيض في واشنطن العاصمة. لكن، في هوليوود، عاصمة السينما الأميركية، دخل أكثر من ممثل اسود «البيت الأبيض» في أكثر من فيلم سينمائي.
مؤخرا، كان للمسلسل التلفزيوني «24 ساعة» السبق بخلق شخصية الرئيس الأسود ديفيد بالمر التي تمتعت بحضور قوي ومقنع (مثل دوره الأسود دينس هايسبرت) ولعل تلك الشخصية كانت اقرب مثال حي للجماهير الاميركية بإمكانية ان يكون رئيس البلاد اسمر البشرة. ويذكر ان المسلسل قدم شخصية ديفيد بالمر وهو سيناتور يقود حملة انتخابية ناجحة تميز فيها بالهدوء والثبات والاستعداد للقيادة ثم تطورت الاحداث بفوزه ودخوله البيت الابيض ومواجهته للمخططات الارهابية والكوارث القومية.
وقبل ذلك بسنوات، في فيلم «انديبندانس داي» (يوم الاستقلال)، كان رئيس الجمهورية اسود، ومثله المرموق والعتيق مورغان فريمان الذي اشتهر بتمثيل هذا المنصب في اكثر من فيلم، مثل: «ديب امباكت» في هذا الفيلم، يؤدي البطل دور المنقذ للأمة وكوكب الأرض من كوكب صغير شارد يندفع بسرعة بالغة نحو الأرض. وقد أكسبته أعماله البطولية في ذلك الفيلم شهرة واسعة جعلته يحتل المركز الثاني في استطلاع للرأي عن الرؤساء المفضلين في أفلام السينما الأميركية وكان اشتهر قبله هاريسون فورد (ابيض) عندما مثل المنصب في فيلم «اير فورس ون» (الطائرة الرئاسية). يذكر ان الممثل الاسود العريق والمرموق ايرل جيمس جونز مثل دور الرئيس في فيلم «ذا مان» (الرجل) ولكن، ليس بانتخابات حرة، ولكن بعد سلسلة كوارث وحوادث غريبة هزت واشنطن العاصمة.
وقبل ذلك بسنوات، مثل الاسود الراحل سامي ديفز دور طفل اسود يريد ان يكون رئيسا للجمهورية، رغم التفرقة العنصرية القوية في ذلك الوقت، وذلك في فيلم «ديفز فور بريزيدانت». صور الفيلم الانطباعات العامة عن السود في ذلك الوقت، وعرض منظرا يأكل فيه ديفز الدجاج المقلي والبطيخ (اكلات شعبية التصقت بالسود في امريكا)، ويشترى اصوات السود بشرائح من لحم الخنزير.
مؤخرا، خلال الحملة الانتخابية الحالية، عرضت اجزاء من هذا الفيلم في موقع »يوتيوب» في الانترنت. وكان ديفيس جونيور في التاسعة من عمره في ذلك الوقت كما كان الفيلم الذي استغرق عرضه 21 دقيقة حافلا بالأفكار النمطية عن الخنوع والذل. في جانب، علق بعض الناس بأن الفيلم يصور التفرقة العنصرية ضد السود، من جانب البيض. وخاصة الانطباعات العامة بأن السود يأكلون كذا، ويشربون كذا، ويتكلمون هكذا، ويمشون هكذا. في الجانب الآخر، علق آخرون بان الفيلم يصور التقدم الكبير والكثير الذي حدث في العلاقات بين البيض والسود خلال الخمسين سنة الماضية، بل حتى خلال الثلاثين سنة الماضية.
وبسبب حساسية الموضوع، لا يمثل بيض ادوار سود، سواء رئيس جمهورية او خادم لرئيس جمهورية. وذلك لأن البيض يخافون من ان تعقيدات العلاقات العرقية ستجعل السود يتهمون البيض باحتقارهم والإساءة لهم.
لهذا، صار تمثيل اسود لاسود مقبولا. بل تندر اسود على اسود. مثل استعمال كلمة «نيغر» (عبد) التي صار السود يكررونها، سواء في مثل هذه الافلام، او في الاغاني، وخاصة اغاني «هيب هوب». وهنالك نجوم كوميديا من أمثال كريس روك وريتشارد بريور قد استخفوا فى الغالب بفكرة وجود رئيس أسود، ففي إحدى المسرحيات الهزلية، لعب بريور دور رئيس أراد تعيين عضو من منظمة النمور السود ذات الاتجاهات الماركسية التى نشطت فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى فى أميركا مديرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، كما أنه وجه لكمة تقريبا إلى رجل أهان عن غير قصد أمه.
وفي فيلم «رئيس الدولة» الذي عرض عام 2003 ، يعلب الممثل مايس جيليام دور منسق محلي سابق يرتدي بنطلون جينز فضفاض ويتحدث بلهجة عامية ويستأجر اشخاصا مختلفين مثل عضو فى عصابة كلو كلوكس كلان (كى كى كى) لمساندة خصمه.
في الاسبوع الماضي، قدم الممثل الفكاهي كريس روك برنامجا عن اوباما. بدأه بالقول انه يؤيد اوباما، ويتمني ان يفوز. لكنه تندر بأن اوباما سيقدم دجاجا مقليا وبطيخا في مآدب الملوك والرؤساء الاجانب في البيت الابيض (عادة، تقدم ارقى انواع الاطعمة، وخاصة الفرنسية). وان اوباما سيجلس امام عتبات البيت الابيض ويحمل زجاجة خمر داخل كيس ورق ليخفيها (ظاهرة تنتشر في احياء السود الفقيرة). وان اوباما سيعين في وظيفة مدير مكتب التحقيق الفدرالي (اف بي آي) رئيس منظمة «بلاك بانثارز» السابق (نمور سود، وكانت منظمة سوداء متطرفة قبل ثلاثين سنة). وان اوباما صوب لكمة، داخل البيت الابيض، نحو ملك اجنبي كان في زيارة رسمية.