«ذاكرة التاريخ» تحط رحالها في باريس وتبوح بأحداث قرن في السعودية

الفرنسيون تفاعلوا مع الفولكلور المحلي وتذوقوا الأكلات الشعبية.. واستهواهم الجمل والصقر

السفير السعودي في باريس اثناء زيارته للمعرض («الشرق الأوسط»)
TT

حطّ معرض من «ذاكرة التاريخ»، الذي يرصد بالصورة تاريخ السعودية منذ أكثر من مائة عام، رحاله في العاصمة الفرنسية بعد أن حقق نجاحاً في أربع محطات محلية. واستهوى المعرض الذي استضافته أخيراً باريس، الزوار الفرنسيين والجاليات العربية المقيمة هناك وأقيم المعرض في مقر السفارة السعودية، ورصد تاريخ السعودية ممثلاً بملوكها ومدنها وقراها ومعالمها منذ أكثر من قرن، واحتوى عشرات الصور التي توثق حقبة زمنية من بدء تأسيس البلاد على يد الملك عبد العزيز، ومروراً بعهود أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد، وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. ووقف الزوار من خلال المعرض على ملامح البطولة التي سطرها الملك المؤسس وجهود أبنائه لتحقيق التنمية والتطور في مختلف المجالات.

وأقيم على هامش المعرض عدد من الفعاليات أبرزها الأنغام الفولكلورية السعودية، التي أحيتها الفرق الشعبية من مختلف مناطق السعودية، وتابعها الجمهور الفرنسي الذي وقف طويلاً لمتابعة العروض والتمتع بالأهازيج، وأبدى تفاعله وإعجابه بالعرضة السعودية.

ووقف الزوار على ألوان من التراث السعودي من خلال الخيمة العربية التي نصبت في حديقة مقر الاحتفال وضمت الأدوات والأواني التي كان يستخدمها الآباء والأجداد في عقود مختلفة، وعكست المقتنيات التي اختيرت من مختلف المناطق السعودية، واقع البيئة العربية الأصيلة، كما استوقف الزوار صقر عربي وقف بشموخ بجوار الخيمة، وأعجب الزوار جملان زيّنا بالأقمشة الملونة، كذلك حصانان عربيان يرمزان إلى الأصالة.

وتذوق الحضور أكلات شعبية سعودية من خلال وجبة غداء كبرى أقامتها السفارة. وتولى السفير السعودي في فرنسا الدكتور محمد بن إسماعيل آل شيخ، استقبال الضيوف وتوجيههم إلى زيارة المعرض الذي ضم أكثر من 120 صورة من المقاس الكبير، ترصد بعض زيارات الملك عبد العزيز إلى كل من مصر والبحرين والعراق في بدايات القرن العشرين، ولقائه بزعماء تلك الدول، بالإضافة إلى نشاطاته الداخلية التي أرست دعائم الدولة وحافظ عليها أبناؤه الملوك من بعده.

وأبدى الزوار إعجابهم بالمعرض وبفكرته مؤكدين على الدور البارز للسعودية على المستوى الدولي وثقلها السياسي والاقتصادي.

واعتبر محمد بن أحمد الشدي، أمين عام مركز ومكتبة الأمير فيصل بن فهد للأسرة والطفل، أن المعرض الذي يمثل مقتنيات الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبد العزيز، نجح بكل المقاييس امتدادا لنجاحاته السابقة في محطاته الأربع، حيث تم عرض صوره على الجمهور لأول مرة في حفل افتتاح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض عام 2001، ورعاه الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي اطلع على محتويات المعرض وأثنى عليها، وأقيم المعرض لاحقاً في كل من بريدة والدمام والمدينة المنورة.