«إيه بس ما حدا رح يضحك».. قضايا المجتمع اللبناني إلى المسرح

اقتبس مخرجها النص من رواية للتشيكي كونديرا ليكون باكورة أعماله

TT

كما العنوان جاء المضمون في مسرحية «ايه، بس ما حدا رح يضحك» للمخرج اللبناني الشاب نديم دعيبس الذي خطا أولى خطواته الفنية على خشبة مسرح دوار الشمس في بيروت. وجاءت باكورة أعماله المسرحية عاكسة لعنوانها بعيدة عن الكوميديا مقتصرة على سرد الأحداث التي قصّها البطل على طريقة الحكواتي الذي تفرّد بأدائه الممثل اللبناني عبد الرحيم العوجي.

اقتبس دعيبس عمله من رواية للتشيكي اليساري ميلان كونديرا ناقلا النص كما هو مع ابقاء العنوان نفسه. اتسمت مكونات المسرحية بالسطحية في النص والبساطة في الاخراج والديكور. وحده الممثل العوجي استولى على المسرح لمدة 50 دقيقة مؤديا دور «الحكواتي» الذي يروي رحلة «زيكو»، الدكتور الجامعي والباحث المتحمّس للسير في مسيرته طالبا مساعدة المدير ليشرف على بحثه، لكنه يصطدم بعوائق المجتمع الفاسد المجبول بالكذب والخيانة والرشاوى. أما المشكلة الأكبر فتمثّلت بتهرّب المدير من القيام بواجبه واصداره حكما مسبقا على الدراسة واصفا اياها بأنها دون المستوى المطلوب ولا يمكن نشرها في اي مجلة وان كانت فنية مثل الحسناء والشبكة أو ندين. أما الديكور البسيط فكانت مكوناته الأساسية عبارة عن حبال متدلية من السقف تحمل كومبيوترا قديما وجاكيت... وغيرها من الوسائل التي استعان بها ولكنها بقيت غير واضحة المعالم نظرا إلى الاضاءة الخافتة التي ساهمت في اضعاف الفكرة العامة أو الرسالة التي حاول دعيبس تقديمها من خلال هذه الأدوات.

كتب نص المسرحية عام 1968 واختار دعيبس أن ينقله الى المسرح في عصرنا هذا ليعكس صورة المجتمع اللبناني وما يدور في كواليسه. تجربة مهمة وموضوع مشوّق لبنانيا كان بالتأكيد حقّق نجاحا أكبر لو عولج بطريقة مدروسة أكثر كأن يشارك العوجي ممثلون آخرون أو اختصرت «الحكاية» وقدّمت في وقت أقل لتؤدي الغرض المطلوب. ورغم بذل العوجي الجهد الكافي سعيا لتقديم الأفضل لكن العمل بشكل عام بقي في مكان ما يعاني من الثغرات ويحتاج الى الحرفية والخبرة التي بدأ دعيبس أولى خطواته فيها على امل الوصول الى درجة متقدّمة في أعمال لاحقة.