أقيم يوما الاربعاء والخميس الماضيان 5و6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في مجمع دُمَّر الثقافي بدمشق العرض الفني المسرحي الراقص:
«كونتراكت ـ تحية للشاعر أدونيس» لفرقة ميوسوتس. كما شهد مساء يوم الجمعة أمسية حوارية مع أسرة العمل الفني في مقر جمعية «مكان» التي أقيم العمل بالتعاون معها ومع شركة توتال بغاليري مصطفى علي بدمشق القديمة. وأشرف على العرض الراقص «كونتراكت» لفرقة ميوسوتس، الكوريوغراف (مصممة الرقصات) السورية مي سعيفان، وهو من أداء مي سعيفان وبترا يافورسكي، ومشاركة كريوغرافية لإنغو شفايغر. أما النصوص الشعرية والإلقاء المسجل لأدونيس. وعرض «كونتراكت» الراقص أنماطاً نسائية لها تطلعات متباينة. تشكلت هذه التطلعات وتبلورت كنتاج للبيئة الخاصة والعامة المحيطة بها بما تحمله من تصورات مسبقة، وحاول العرض تلمّس ما هو حقيقي وما هو مفتعل، متسائلاً عما نتركه خلفنا في سبيل البحث عمّا نعتقد بأنه السعادة. يتناول العرض في تكوينه الفني عوالم المرأة كموضوع أساسي يتجاذبه طرفان، تقليدي يتمحور حول انحسار عالم المرأة في إطار الغرائز الطبيعية التي يسجنها المجتمع التقليدي فيها ولا يراها إلا من خلالها وهي عالم الرجل الأب والزوج والأخ والابن. وطرف آخر حداثي تنطلق فيه المرأة للبحث عن حرية توفر لها النجاح المهني، متسلحة فيه بقيم الفردانية والاستقلال الذاتي وبناء الشخصية. كل تلك التقاطعات رصدها العرض من خلال عوالم الشاعر أدونيس وتحديداً من كتابه «تاريخ يتمزق في جسد امرأة» حيث يترافق العرض مع تسجيلات بصوته لنصوص من هذا الكتاب، تم تسجيلها خصيصاً لهذا العمل، لتلعب هذه النصوص دوراً في التطور الدرامي لهذا العرض. تقول بطاقة الكريوغراف مي سعيفان أنها واحدة من الأسماء الهامة الناشطة على ساحة الرقص المعاصر العالمي والمحلي. انتسبت عام 1988 إلى مجموعة الباليه الأولى في دمشق التي أصبحت نواة لمدرسة الباليه فيما بعد، وتخرجت فيها عام 1998. تابعت دراستها الأكاديمية في ألمانيا وحصلت على شهادة الدبلوم العليا في الرقص المسرحي الكلاسيكي والمعاصر من المعهد العالي للفنون المسرحية بفرانكفورت عام 2003 تحت إشراف الكوريوغراف العالمي وليم فورسايث. ثم حصلت على دبلوم الدراسات المعمقة في الطرق المعاصرة لتلقين الرقص للأطفال.
أسست وأدارت فرقة ميوسوتس السورية ـ الألمانية ومدرسة «ورشة الرقص» بالإضافة لكونها عضو مجلس إدارة هيئة الراقصين المحترفين في إقليم نورنبرغ. أما الألماني إنغو شفايغر، الذي يشارك في تصميم هذا العرض، فهو حاصل على شهادة الدبلوم العالي في الرقص المسرحي الكلاسيكي والمعاصر من المعهد العالي للموسيقى والفنون المسرحية في فرانكفورت عام 1997، ودبلوم في تنظيم الأعمال والمهرجانات الفنية (عام 2003). وإضافة إلى خبرته بدار الأوبرا في فيزبادن ونورنبرغ ألمانيا، عمل أيضاً مع العديد من المخرجين كراقص وكوريوغراف في عروض قدمت عالمياً. ويشارك في أداء هذا العرض الراقصة بيترا يافورسكي الحاصلة على دبلوم عال من معهد الرقص التجريبي في سالزبورغ ـ النمسا، والتي تعمل حالياً كراقصة ومدربة رقص مع العديد من الفرقة المحترفة في ألمانيا.