رحلة حج في عام 1859 وصور نادرة لمسقط.. ومشاهد من القسطنطينية

في مزاد سوذبيز لكتب الرحلات والتاريخ الطبيعي

صورة لجدة القديمة (الصور من سوذبيز)
TT

لا يكاد يمل مرتادي المعارض من الصور التاريخية وخاصة تلك التي ترتبط بمناسبات وذكريات ما زالت تحمل دفئا وعبقا عبر السنين. في مزادها المقبل للمخطوطات وكتب الرحلات تفتح دار سوذبيز ابواب عوالم قديمة ذهب معظمها وبقيت ومضات من بعضها الآخر. المزاد سيقام بلندن في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على فترتين، الفترة الاولى تقدم محتويات مكتبة خاصة ضمت العديد من الكتب واللوحات عن تركيا واليونان. أما الفترة الثانية من المزاد فتقدم مجموعة نادرة من كتب الرحلات والتاريخ الطبيعي.

يشير مسؤولو الدار الى ان المزاد يقدم اربع مجموعات نادرة تتعلق برحلة الحج تضم الصور والكتب التي تروي تجربة شخصية لرحلة الحج في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

من أهم تلك الاعمال مجموعة من الصور والوثائق التي أرخ بها المصور المصري محمد أفندي سعودي رحلته للأراضي المقدسة. الصور المعروضة في المزاد الحالي مرفقة بمذكرات بخط يد سعودي يروي فيها وقائع الرحلة وتقدم صورة لرحلة حج في بداية القرن العشرين. يشار الى ان سوذبيز قدمت في العام الماضي مجموعة من الصور لسعودي.

يشير ريتشارد فاتوريني المختص بقسم الكتب والمخطوطات في دار سوذبي الى ان المذكرات التي لا تزال بحالة جيدة تعتبر مرجعا تاريخيا لم يعرض من قبل امام الجمهور وهو ما يجعلها محط اهتمام الجامعات ومراكز الابحاث.

وقد قام سعودي بأداء فريضة الحج مرتين بمرافقة المحمل المصري في بداية القرن التاسع عشر برفقة إبراهيم رفعت باشا، وقام بالتقاط مجموعة من الصور النادرة للمحمل وللحجاج وقام بتدوين مذكراته. يقول فاتوريني ان سعودي استفاد من موقعه كمبعوث رسمي مشترك في تنظيم رحلة المحمل لالتقاط الصور وتدوين الملاحظات. تعرض مجموعة سعودي بمبلغ يتراوح ما بين 40 الفا الى 60 الف جنيه استرليني.

يضم المزاد أيضا كتابا آخر نادرا للمصور محمد صادق بيه الذي يعتبر من رواد فن التصوير في العالم العربي. الكتاب يضم مجموعة من الصور لمكة والمدينة يعود تاريخها الى عام 1880. ويتوقع ان يباع الكتاب بسعر يتراوح ما بين 4 الاف الى 6 آلاف جنيه.

وبالنسبة للقطع الاخرى المعروضة من مزاد كتب الرحلات يشير فاتوريني الى ان المزاد يقدم مجموعة كبيرة من الصور لمنطقة الخليج العربي بعض منها يعرض للمرة الاولى. من تلك المجموعة صور لمدينة مسقط والتي تعتبر من أوائل الصور التي التقطت لها. الصور التي يرجع تاريخها الى عام 1859 تضم صورة لرجلين بالزي العماني وكتب تحتها «أمراء محليون» وصور للميناء.

كما يضم المزاد 51 صورة تسجل لرحلة الملك فيصل الى مقر البعثة الفرنسية العسكرية في الحجاز ومنها صور نادرة من الاردن والجزيرة العربية وصورة نادرة لمدينة جدة.

ومن معروضات الفترة الاولى من المزاد يشير فاتوريني الى كتاب ضخم يعتبر من أبرز الكتب المصورة التي صدرت للامبراطورية العثمانية. الكتاب يقدم مجموعة من الرسومات البديعة التي تصور الملابس التقليدية لعدد من الشخصيات في الامبراطورية العثمانية ويقدر له سعر يتراوح ما بين 40 ألفا الى 50 الف جنيه استرليني. هناك أيضا مجموعة من اللوحات لمدينة القسطنطينية منها مجموعة من ثماني لوحات رسمها الفنان هنري أستون باركر للمدينة، اللوحات تكمل إحداها الاخرى لتكون لوحة بانورامية يبلغ عرضها اربعة أمتار. وردا على استفسار عما إذا كانت الازمة المالية العالمية ستلقي بظلالها على مبيعات المزاد يرد فاتوريني بثقة «انا متفائل جدا. فالمعروضات هنا نادرة للغاية وليس من السهل العثور على نسخ أخرى منها مثلما، هو الحال مع أعمال الفنانين المعاصرين. أتوقع ان تهتم المكتبات العامة ودور الابحاث باقتناء بعض المعروضات خاصة انها ذات قيمة أكاديمية عالية».