عُمان تحتضن أول مكتبة عامة للأطفال

تفتح أبوابها في صيف عام 2011

TT

تشهد سلطنة عُمان ورشة بناء أول مكتبة عامة متخصصة للأطفال في السلطنة والمنطقة ككل، موجهة للأطفال منذ الولادة وحتى سن الثامنة عشرة. وتقدر التكلفة الاجمالية لهذه المكتبة بنحو ثمانية ملايين ريال عماني اي حوالي عشرين مليون دولار. وتجمع لمناسبة اطلاق هذا المشروع عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين العمانيين؛ تقدمهم وزير التراث والثقافة هيثم بن طارق آل سعيد. وتنبع فكرة انشاء هذه المكتبة من واقع عدم وجود مكتبة عامة في عُمان، وتقول الدكتورة سميرة موسى رئيسة مجلس ادرة المكتبة لـ«الشرق الاوسط» ان «الاطفال يشكلون حوالي نصف المجتمع العماني؛ وهنا تكمن الاهمية الكبرى لوجود مكتبة عامة متخصصة لهم تزوِّدهم بالمعارف والعلوم التي يحتاجون اليها». ولفتت الى ان المكتبة مصممة بطريقة يستطيع مختلف افراد العائلة الاستفادة منها، فهناك قاعات مخصصة للتواصل بين الاهل واولادهم من خلال اللعب والقراءة. كما هناك اماكن مخصصة للتعلم المبكر واخرى للاطفال والشباب مقسمة بحسب الأعمار بالاضافة الى كومبيوترات وقاعات لمشاهدة الافلام المصورة. وستضم المكتبة اماكن مخصصة للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والكفيفين. وستحتوي مكتبة الاطفال العامة في البداية على اكثر من 12000 كتاب. وتشير سميرة الى ان المكتبة ستعمل على تقديم احدث الكتب من خلال شراكات واتفاقيات مع دور نشر ومكتباتٍ عالمية مثل الاتفاقية الموقعة مع مكتبة كوينز العامة في نيويورك. وفيما تظهر آخر الاحصاءات بأن نسبة القراءة بين الاطفال العمانيين لا تتجاوز 16 في المائة، تشدد الرئيسة الفخرية للمكتبة، منى بنت فهد آل سعيد على ان «المجتمعات التي لا تضع الاطفال في مقدمة اولوياتها هي مجتمعات لا تخطط لبناء مستقبلها. ومن هنا يجب تشجيع الاطفال على القراءة والاطلاع على كل جديد». واللافت في هذا المشروع أنه يقوم فقط على جمع تبرعات من القطاع الخاص بما يشكل فرصة لهذا القطاع، بحسب القيمين على المكتبة، للاضطلاع بمسؤولياته تجاه المجتمع.

ومن المقرر ان تفتح المكتبة ابوابها صيف عام 2011. وتعتبر رئيسة مجلس الادارة ان المشروع جزءٌ من السعي الاكبر لتشجيع اطفالنا على القراءة. في الوقت الذي يلاحظ فيه افتقار معظم الدول العربية الى مكتبات عامة والى مشاريع ثقافية متخصصة وموجهة فقط للاطفال. على الرغم من أن مجتمعاتنا العربية هي مجتمعات شابة يشكل الاطفال نسبة كبيرة فيها.