حمى أوباما تجتاح أميركا من أزرار القمصان إلى الأكواب.. والجوال

تشهد الفترة المقبلة صدور 9 كتب حول الرئيس المنتخب

في أحد أسواق لوس انجليس إقبال واسع على البضائع التي تحمل صورة أوباما (لوس انجليس تايمز)
TT

مثلما أثار باراك أوباما اهتماماً غير مسبوق بالانتخابات الرئاسية، أسهم في تعزيز بيع سيل من السلع والمقتنيات وأجهزة التلفزيون والكتب.

وقد عمل الرؤساء دوماً كمصدر إلهام لمثل هذه الصورة من الرأسمالية. إلا أن الخبراء المعنيين بشؤون السوق يؤكدون أن الأهمية التاريخية التي اتسمت بها هذه الانتخابات والتأثير القوي الذي خلفته الحملة الانتخابية لسيناتور ولاية إلينوي أثارا طلباً بمعدل مُذهل على جميع الأشياء التي لها صلة بأوباما. في هذا الصدد، أشار ديرموت مكفوي، المحرر البارز بإصدار ببليشرز ويكلي، وهو دورية تُعنى بالشؤون التجارية والصناعية، إلى أن: «انها أكبر مادة للنشر منذ هاري بوتر». ومن الواضح أن تأثيرات الولع بأوباما آخذة في الانتشار، حيث انطلق الباعة في الشوارع وعلى شبكة الانترنت لبيع قمصان وأزرار ودمى وأكواب وزجاجات وبطاقات تهنئة وإشارات تضيء بغاز النيون وأجهزة هاتف محمولة تحمل جميعها صور لأوباما. ورغم المخاوف السائدة في الوقت الراهن بشأن الأوضاع الاقتصادية، تشهد تلك السلع إقبالاً بالغاً من جانب المستهلكين. من جانبه، أكد إدوارد روبرت، 64 عاماً، وهو بائع متجول بمنطقة وسط مدينة لوس أنجليس، على أن: «هذا الأمر يعد ظاهرة... لم اشهد في حياتي قط أمراً بهذا الشكل». وقد باع روبرت ما يزيد على 3.000 زر تحمل صورة أوباما و مارتن لوثر كينج. في العادة، يبيع روبرت الأزرار، التي تبلغ تكلفة الواحد منها بالنسبة له 80 سنتاً، في أيام الجمعة مقابل 3 دولارات للقطعة.

خارج مقر صحيفة لوس أنجليس تايمز، اصطفت أعداداً غفيرة من الأشخاص للحصول على نسخة من عدد الصحيفة الصادر في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) والذي نفذت الكميات التي طرحت منه في الأسواق. يذكر أن لوس أنجليس تايمز واحدة من بين صحف عديدة على مستوى البلاد تتطلع حالياً نحو كسب المزيد من الأموال من خلال إصدار نسخ تذكارية من أعدادها. من ناحية أخرى، من المنتظر أن تشهد الفترة القادمة صدور تسعة كتب على الأقل حول الرئيس المنتخب وحملته الانتخابية في عام 2008 خلال الشهور القليلة القادمة، حسبما أوضح مكفوي، من بينها «قائمة أوباما: ولائم العشاء مع باراك أوباما» و«تحديد صانع القرار القادم: صورة متناغمة على السباق الرئاسي لعام 2008». كما أبرم بعض الصحافيين المعنيين بتغطية الحملة الانتخابية اتفاقات لوضع كتب حول أوباما، بينهم مراسل مجلة نيوزويك في البيت الأبيض، ريتشارد وولف، والمحلل السياسي البارز لدى مجلة تايم، مارك هالبيرين. ومن المتوقع أن ينضم إليهم آخرون. ومن المقرر أن تُصدر ببليك أفيرز، وهي دار نشر تتخذ من نيويورك مقراً لها وتركز اهتمامها على الكتب السياسية، كتاب تحت عنوان «مستقبل طويل الأجل: الانتخابات القتالية وباهظة التكلفة والمُلهمة لعام 2008 وفوز باراك أوباما»، من تأليف إيفان توماس وفريق العمل بمجلة نيوزويك. كما تنوي الدار إعادة نشر كتاب شارك في كتابته رهام إيمانويل، رئيس فريق العمل داخل البيت الأبيض المعاون لأوباما.

من جهته، أكد بيتر أوسنوس، مؤسس دار ببليك أفيرز، أن: «الناس مهتمون بأوباما وفوزه بصورة غير عادية إطلاقاً». علاوة على ذلك، انضمت صناعة التلفزيون إلى هذه الظاهرة، فبعد يومين من الانتخابات، أعلنت شبكة إتش بي أو حصولها على فيلم وثائقي غير معنون يتناول الحملة الانتخابية لأوباما من إنتاج الشركة المملوكة للممثل إدوارد نورتون، وتحمل اسم كلاس 5 فيلمز. من جهته، أعرب بيتر سيلي، بروفسير التسويق بجامعة كليرمونت جراديويت، عن اعتقاده بأن من المؤكد وجود المزيد من الأفلام التسجيلية التي تتعرض للأحداث التي شهدتها الحملة الانتخابية لأوباما. وصرح القائمون على موقع CafePress.com، الذي يبيع قمصان وسلع أخرى صممها مستخدمو الموقع، بأن الموقع يعرض 2.8 مليون سلعة مختلفة ترتبط بأوباما، بينها قمصان تحمل عبارة «الرجل الذي فاز» وحقائب تحمل عبارة «الحلم تحقق». وأوضحت آمي مانياتيس، نائبة رئيس شؤون التسويق بالموقع الذي يتخذ من كاليفورنيا مقراً له، أن هذا الرقم يبلغ قرابة ثلاثة أضعاف الآخر الخاص بعدد المواد التي تم صنعها من أجل خصم أوباما، عضو الحزب الجمهوري جون ماكين. وأكدت أنه: «هذا أكبر موسم في 5 نوفمبر نشهده في تاريخ شركتنا. لقد ألهب أوباما بالفعل خيال الناس منذ البداية». من ناحيتها، أشارت جنيفير فندربرك، التي تقوم ببيع سلع عبر موقع CafePress.com إلى أنه في اليوم التالي للانتخابات، تلقت 96 طلباً لقمصان تحمل عبارة "نعم لقد فعلناها!" ومنتجات أخرى تحمل صورة أوباما. وأكدت على أن هذا المعدل المرتفع على الطلب يتناقض بصورة صارخة مع ما كان عليه الحال بالنسبة للسلع التي حملت صورة جون كيري عام 2004. بيد أن المقتنيات المرتبطة بأوباما ربما لا تكون بذات القيمة التي يأملها البعض. على سبيل المثال، أوضح نيل ماتشندر، الرئيس السابق لجمعية مقتني المواد السياسية الأميركية، أن أعضاء جمعيته سوف يسعون للحصول على الأزرار والقمصان التي تم إنتاجها خلال فترة الحملة الانتخابية، وليس بعدها، كما أنهم لن يدفعوا أموالاً كثيرة للحصول على السلع التي تحمل صورة أوباما إذا كان هناك فائض منها. ونوه بأنه، مثلاً، المواد المرتبطة بالحملة الانتخابية لجون إف كينيدي تباع مقابل مبالغ زهيدة لتوافر كميات كبيرة منها. ومع ذلك، يحظى أوباما بمميزات إضافية، حيث أوضح ماتشندر أنه: «أول رئيس للبلاد ينتمي لأقلية، إن الأمر يختلف عن الضجة التي عادة ما تصاحب الانتخابات». ومن الواضح أن الإقبال على السلع التي تحمل صورة أوباما فاق توقعات كوانتافيس بيفرز، الذي يقوم وعمه ببيع القمصان في لوس أنجليس، فمنذ أيام، قاما بشراء مجموعة من القمصان والقبعات تحمل صورة أوباما بسعر الجملة وشرعوا في بيعها بوسط المدينة. في البداية، توقع الرجلان أن يربحا بضع مئات من الدولارات، لكن بيفرز قال إنهما كسبا 1500 دولار يوم الجمعة فقط. من ناحيته، علق جورج والين، رئيس شركة كارلسباد الاستشارية بمجال البيع بالتجزئة، على الأمر بقوله إن الانتخابات التي شارك بها أوباما يسرت من الترويج للسلع المرتبطة بالرئاسة. وأضاف أن أوباما يعتبر: «كياناً فريداً وسط مجموعة من الرجال البيض المثيرين للضجر».

*خدمة: «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ «الشرق الأوسط»