«كوين اليزابيث 2» تتقاعد في دبي

نقلت 2.5 مليون راكب وسترسو في جزيرة النخلة كفندق عائم

«كوين اليزابيث 2» («الشرق الأوسط»)
TT

ودعت السفينة البريطانية التاريخية الشهيرة «كيو اي 2» أمس شواطئ مدينة ساوثهامتون جنوبي إنجلترا، متجهة في رحلة تاريخية أخرى، لكن هذه المرة نحو التقاعد من نقل الركاب والجنود، كما كانت مهمتها منذ أكثر من أربعين عاما، لتستقر على شاطئ دبي، وتصبح فندقا عائما بالغ الفخامة، وتتحول إلى مركز فخم للثقافة على الجانب الشرقي لجذع نخلة الجميرا الشهيرة، التي تعد أكبر جزيرة اصطناعية في العالم.

وقبل أن تشرع «كيو إي 2» في رحلتها الأخيرة من بريطانيا كانت محور احتفالات بذكرى انتهاء الحرب العالمية الاولى قبل 90 عاما.

وكان الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا على متن السفينة أثناء مراسم إحياء الذكرى.

وأطلقت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية السفينة التي تحمل اسمها عام 1967، ودخلت في الخدمة بعد سنتين، وهي السفينة التي خدمت اكبر عدد من السنين تحت راية كونارد التي تأسست قبل 168 عاما.

ومن المقرر ان ترسو السفينة في موقعها النهائي بميناء راشد في غضون 14 يوماً وتحديدا في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

وتخطط دبي لاستخدام السفينة التاريخية بحيث ترسو بشكل دائم في قلب مشروع مرسى فاخر يتم تطويره قبالة الجذع الشرقي لنخلة جميرا. وستمثل «كيو إي 2» النقطة الرئيسية لرصيف بحري ملكي سيمتد على مساحة 300 متر انطلاقا من جذع نخلة جميرا عبر مياه الخليج العربي، يبدأ ببوابة واسعة تقود إلى ممر يؤدي باتجاه القسم السكني والفندقي الذي يحتوي على شقق فاخرة، وناد خاص، ومطاعم ومركز رعاية، وحدائق، ونادي يخوت فاخر لخدمة المارينا الملحقة بالرصيف البحري. وتتضمن خطط تحديث السفينة «كيو إي 2» تحويلها إلى فندق عائم فائق الفخامة يحتوي على متنزهات عامة، ومحلات تجزئة، ومقاه، ومطاعم، ومتحف للتراث يعرض مقتنيات فريدة تحكي تاريخ الملاحة البحرية، وسفينة «كيو إي 2» الاسطورية. ويتوقع الانتهاء من أعمال الردم للرصيف البحري مع نهاية العام الجاري، فيما سيتم الانتهاء من المشروع بالكامل في عام 2011. وتسعى دبي للاستفادة من سمعة السفينة البريطانية، لتستقطب المزيد من السياح القادمين من الخارج، حيث ستمثل السفينة العملاقة إضافة نوعية إلى العروض السياحية المتميزة التي تقدمها «نخلة جميرا» من طراز منتجع «أتلانتس» إلى«سيرك دو سوليل»، وفندق وبرج «ترامب إنترناشيونال». وقال سلطان أحمد بن سليم، رئيس دبي العالمية، إن «السفينة كوين اليزابيث هي واحدة من عجائب عالم البحار» مضيفا «يسعدني أن نتمكن من توفير مقرّ لها في واحدة من أحدث عجائب الدنيا، ألا وهي مشروع جزيرة النخلة جميرا»، مشيرا الى ان دبي هي مدينة بحرية وان وجود السفينة فيها سيزيد تاريخها غنى.

وستتسلم شركة «نخيل العقارية» الإماراتية التابعة لمجموعة دبي العالمية السفينة الفارهة لتجديدها قبل أن ترسو بشكل نهائي ضمن مشروع «نخلة الجميرة».

وكانت دبي في يونيو (حزيران) من العام الماضي قد اشترت سفينة «كوين اليزابيث 2» من شركة كونارد للخطوط البحرية بمائة مليون دولار، على أن تحولها الى فندق عائم على ضفاف جزيرة نخلة جميرا الاصطناعية بمحاذاة ساحل الامارة. وتجري الاستعدادات لعملية الاستقبال في دبي، حيث يتجمع اسطول كبير من اليخوت والقوارب المحلية، على رأسها سفينة حربية ملكية في جزر العالم، لاستقبال السفينة في الموعد المقرر لوصولها يوم الاربعاء 26 الحالي. وقد تم توجيه دعوة مفتوحة لمالكي اليخوت والقوارب المحلية الراغبين بمرافقة السفينة «كيو اي 2» ضمن اسطول الترحيب «الملكي» من الخليج العربي وصولا الى ميناء راشد.

وأقيمت مراسم توديع السفينة «كيو اي 2» في بريطانيا يوم أمس، بحضور دوق ادنبرة الامير فيليب، عند مغادرة السفينة مدينة ساوث هامبتون، كما أقلعت عدد من الطائرات التي حامت فوق مؤخرة السفينة على ارتفاع 500 لتقديم التحية لها. وقام جمع غفير من الاشخاص بالسفر من شتى ارجاء بريطانيا الى ساوث هامبتون ليودعوا هذه السفينة العزيزة على قلوب البريطانيين، والتي ابحرت في رحلتها الأخيرة إلى مياه دبي الدافئة.

ويقول مانفريد اورسبرنغر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «كيو اي 2»، التابعة لشركة نخيل للفنادق «يعد وصول السفينة كيو إي 2 من اكبر الاحداث المرتقبة لهذه السنة، وتفخر نخيل بكونها الامينة على كنز تاريخي بحجم هذه السفنية». والسفنية «كيو إي 2» هي إحدى اشهر واهم السفن في العالم، حملت على متنها اكثر من 2.5 مليون راكب، من ضمنهم الملوك والملكات والرؤساء ورؤساء الوزراء ورواد الفضاء وعدد من المشاهير العالميين، وقد نجت السفينة من موجة بارتفاع 95 قدماً خلال اعصار «لويس»، ونقلت 3000 جندي خلال حرب جزر الفوكلاند، وانقذت 500 مسافر من حطام سفينةٍ مشتعلة، وحطمت السفينة عددا من الارقام القياسية لسرعتها وقوة ثباتها، كما ظهرت في عددٍ من الافلام والعروض التلفزيونية، وهي تجتذب دائما الحشود الكبيرة في كل رصيفٍ ترسو فيه.