الأمير تشارلز: 60 عاما في انتظار العرش

كاتبة سيرة الأمير: «استعاد صورته بطريقة مدهشة.. وشعبيته في أوجها»

الامير تشارلز مؤسس حملة إحياء تناول لحم الضأن و راعي أكاديمية فنون الطهي يتلقى أول كمية من لحم الضأن لهذا الموسم من القصاب أندرو شارب في مقره الرسمي بلندن (أ.ب)
TT

تقيم الملكة إليزابيث حفلا كبيرا بمناسبة بلوغ ابنها الاكبر وولي عهدها الأمير تشارلز 60 عاما اليوم الجمعة. ولكنها لن تعطيه الجائزة التي قضى عمره في انتظارها: العرش البريطاني. ورغم ذلك فالأمير تشارلز استطاع أن يحقق الكثير بصفته أمير مقاطعة ويلز.

ومنذ بضعة أشهر بالفعل، أصبح كبير أنجال ملكة انجلترا اكبر أمراء ويلز سنا، منذ منح هذا اللقب لولي العهد البريطاني. والوحيد من أولياء العرش الذي توج وهو اكبر منه سنا، كان غيوم الرابع عام 1930، وكان آنذاك في الرابعة والستين.

ويرى الكثير من المراقبين وأصدقاء الأمير، انه قدر منذ فترة طويلة ان باستطاعته تحوير دوره كولي للعهد، وأن يترك بصمة واضحة، من خلال تبنيه العديد من القضايا القريبة من اهتماماته.

وقال المؤرخ أندرو روبرت لوكالة الاسوشييتد برس، إن تشارلز «استطاع تحويل منصبه كولي للعهد الى وظيفة حقيقية. فقد تحدث عن القضايا التي تهمه بشكل خاص، مثل الاغذية العضوية والدفاع عن العمارة وتبني قضية التفاعل بين الاسلام والغرب، وأخيرا انشاء الأمير تشارلز نحو 20 جمعية أهلية أكبرها «برنسس تشاريتيز» (جمعية الأمير الخيرية) التي تعد اكبر جمعية خيرية في البلاد، حيث تجمع سنويا اكثر من مائة مليون جنيه استرليني. وقال تشارلز في برنامج تليفزيوني وثائقي أذاعته هيئة الإذاعة لبريطانية (بي.بي.سي) مساء الأربعاء، إنه يعمل أيضا في منظماته الخيرية العديدة، لأنه يشعر بالتزام تجاهها.

وتوقع أمير ويلز أنه لن يستطيع أن يعبر عن رأيه بصراحة، إذا أصبح ملكا، إلا أنه أعرب عن أمله في أن يواصل نجلاه الأمير ويليام، 26 عاما، والأمير هاري، 24 عاما، مسيرته في تحقيق بعض أمنياته.

وقال تشارلز: «اعتقد أن الناس ربما يعلمون في وقت ما، أن بعض الأشياء التي فعلتها لم تكن مجنونة على الإطلاق».

من جهة اخرى اكدت بيني جونور كاتبة سيرة الأمير، ان شعبيته هي الآن في أعلى درجاتها، وقالت «لقد استعاد صورته بطريقة مدهشة. وشعبيته في اوجها».

وكان الأمير تشارلز تعرض لهجوم عنيف في السنوات التي سبقت، واعقبت طلاقه من الأميرة ديانا عام 1996. فقد اتهم بإهمال زوجته التي تعاني من الاكتئاب من اجل كاميلا.

لكن كاتبة سيرته تؤكد أن «الشعب سامحه. فهو يرى الأميرين هاري ووليام ويقر انه أب صالح».

وأكدت «لقد احب ديانا بطريقته الخاصة، وما زلت اعتقد انه لم يسع وراء كاميلا خلال سنوات زواجه من ديانا.. كان يرغب حقا في انجاح هذا الزواج والطلاق احزنه كثيرا. لقد شعر بأنه المسؤول عن الفشل ليس امام ديانا فحسب، وانما ايضا امام البلاد وامام الملكة» والدته.

واعتبرت ان الأمير أصبح الآن «رجلا سعيدا» مع وجود كاميلا الى جانبه مضيفة «انهما صديقان منذ عهد بعيد جدا، وهي تحيطه بحنان كبير، وتهتم بأمره كما لم تفعل يوما ديانا التي كانت اكثر انشغالا بمشاكلها عن تقديم الدعم لزوجها. والآن لم يعد وحيدا».

واعترفت بيني جونور بأن الأمير تشارلز «يستعد منذ 40 عاما لأن يصبح ملكا» لكن هذا الانتظار لا يزعجه، موضحة «لا اعتقد انه محبط او منزعج من بلوغه السن، التي يفكر فيها الكثيرون في التقاعد، وهو لم يبدأ حياته الرسمية بعد. لكن اللحظة التي سيتولى فيها الملك، هي نفسها لحظة وفاة والدته، ومن ثم فإنه شيء يريده ولا يريده» في الوقت نفسه.

وأكدت انه «عندما يحين الوقت سيكون ملكا صالحا» حيث انه الآن وفي هذا العمر، اصبح «اكثر حكمة» وقدرة على الحد من صراحته المفرطة، ومواقفه المثيرة احيانا للجدل. مضيفة «انه يؤمن بصدق بالنظام الملكي الدستوري، ولا يريد القيام بأي شيء يمكن ان يعرضه للخطر».

وللامير تشارلز اهتمامات عديدة مثل الروحانيات وحوار الاديان، اضافة الى العمارة، بل وايضا مصير طيور النورس البحرية.

الا ان معركته الرئيسية هي البيئة، حيث يضم آخر مشاريعه «برنسس رينفوريستس بروجكت» (مشروع الغابات الاستوائية) اكثر من 15 شركة عاملة في هذا القطاع في العالم والهدف منه «ايجاد الوسيلة لجعل الغابات اكثر مردودا»، وبسبب اهتمامه الكبير بالتغيرات المناخية، حول الأمير الى افعال، كلمات تطلق احيانا في الهواء، فقد جعل اسطوله من السيارات الجاغوار والاودي والرانج روفر، يسير بالوقود الأخضر.

أفكاره قد تبدو للبعض راديكالية، بل وايضا مجنونة. كما يبدو رجلا رومنسيا يبحث عن عالم مثالي، ويتحدث الى أشجار حديقته. لكن آخرين يرون فيه اميرا عصريا صاحب رؤية اقام على سبيل المثال مزرعته «البيئية العضوية» قبل ان تصبح موضة بكثير.

وتؤكد بيني جونور «عندما يصبح ملكا، سيترك ميراثا لم يسبق أن تركه قبله أي أمير لويلز».