انطلاق فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بنغمة إسبانية

15 فيلما من 8 دول في «مسابقة الأفلام العربية»

الممثل الاميركي كيرت راسل والممثلة غولدي هون يلوحان للجماهير (أ.ب)
TT

افتتح وزير الثقافة فاروق حسني ونظيره الإسباني سيزر أنطونيو مولينا مساء أمس، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والثلاثين. حضر حفل الافتتاح عدد من نجوم السينما العالمية، أبرزهم الأميركية برسيلا برسلي والإنجليزية جوليا أرموند والأميركية جولدي هون والأميركى كيرت راسل والأميركية اليشا سيلفرستون والفنان العالمي عمر الشريف رئيس شرف المهرجان.

تضمن حفل الافتتاح تقديم عرض راقص، أخرجه وليد عوني، صور فيه مصارعة الثيران التي تتميز بها إسبانيا عالميا.

وتبع العرض كلمة ألقاها رئيس المهرجان الشرفي الفنان العالمي عمر الشريف باللغة الإنجليزية، عبر فيها عن امتنانه للحضور الكبير للفنانين الأجانب في هذه الدورة التي قال إنها تعتبر الأفضل بين الدورات التي شهدها في سنوات سابقة.

أما وزير الثقافة المصري فاروق حسني، فقد تطرق في كلمته الرئيسية في افتتاح المهرجان، بعد الترحيب بالضيوف، وخصوصا الحضور الإسباني، الذي يشمل أكثر من 12 فنانا ومخرجا، إلى «الوضع الاقتصادي الأليم الذي يعيشه العالم»، مشيرا إلى «متغيرات سياسية تشير إلى نضج في العقل الدولي بقبوله للآخر، ودفعه إلى مقدمة المشهد السياسي العالمي، متجاوزا اختلاف اللون والجنس، واضعا ما يرى فيه مصلحته مكان الصدارة».

وتلا ذلك التعريف بلجان التحكيم، حيث يرأس المخرج الإسباني امندول اوريبي لجنة تحكيم المسابقة الدولية.

وخلال حفل افتتاح المهرجان، تم تكريم أربعة من الفنانين المصريين، وهم الفنان محمود ياسين والفنانة بوسي ومدير التصوير طارق التلمساني، ومهندس الديكور نهاد بهجت، إضافة إلى عدد من نجوم السينما العالمية من ضيوف المهرجان هذا العام. وقام مجموعة من الفنانين المصريين من بينهم الفنان مصطفى فهمي، والفنانة يسرا، والفنان خالد أبوالنجا بتقديم ضيوف المهرجان الأجانب من نجوم السينما العالمية كنوع من التكريم لهم.

من جانبها، قامت الممثلة الأميركية إليشيا سيلفرستون بتقديم النجوم المصريين والعرب على سبيل الاحتفاء بهم.

وفي الجزء الثاني من الاحتفال، عرض فيلم الافتتاح الإسباني «العودة إلى خنزالة» لشومر جوبيتريز، وتدور أحداثه بين إسبانيا وقرية مغربية معزولة، عندما يقوم صاحب دار جنازات بنقل جثة أحد المهاجرين المغاربة، الذي توفي برفقة 18 مغربيا آخر، إثر غرق قاربهم خلال محاولتهم الوصول إلى أسبانيا في هجرة غير مشروعة.

وكان من أبرز النجوم المصريين، الذين حضروا حفل الافتتاح نور الشريف وليلى علوي ونبيلة عبيد، ومن بين النجوم الشباب خالد صالح وهاني سلامة وغادة عادل ولقاء الخميسي، في حين تغيب عدد كبير منهم.

كما حضر نجوم سوريون منهم أسعد فضة وجمال سليمان وأيمن زيدان وسوزان نجم الدين التي تشارك في عضوية لجنة تحكيم المسابقة العربية.

ويشارك في المهرجان 18 فيلما تمثل 16 دولة في مسابقته الدولية، ويقتصر التمثيل العربي في المسابقة الدولية للمهرجان على الفيلم المصري «يوم ما اتقابلنا» للمخرج إسماعيل مراد، فيما يشارك 15 فيلما عربيا من 8 دول عربية في «مسابقة الأفلام العربية» التي تبلغ جائزتها 100 ألف جنيه مصري.

ويتبارى على الفوز بجوائز المسابقة الدولية عدة أفلام من: الأرجنتين، وبلجيكا، والدنمارك، واليونان، والمجر، وإيطاليا، واليابان، والصين، وروسيا، وتركيا، وسويسرا (تشارك بفيلمين)، وليتوانيا، وفرنسا (تشارك بفيلمين). ويشهد المهرجان لأول مرة، قسما جديدا عن (سماحة الإسلام في السينما العالمية)، وأكد الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله «أمين عام المهرجان»، لـ«الشرق الأوسط» أن هذا القسم الجديد لم يكن مدرجاً في خطة المهرجان الأولى، لكن وجود مجموعة من الأفلام التي تقدم الإسلام بشكل إيجابي ومتوازن، ساعد على جمعها في قسم مستقل، بينما تشارك كل منها في أقسام أخرى ضمن فعاليات الدورة نفسها.

ويتضمن القسم الجديد سبعة أفلام، أبرزها الفيلم الأميركي «مسلم» لادريس بورمول، وتدور أحداثه حول فتى يدرس الإخراج، ويقوم باختيار مشروع تخرجه عن المسلمين والعنف، متأثرا بالصورة المأخوذة عنهم في وسائل الإعلام.

ومن بريطانيا سيعرض فيلم «نيران على مرمى البصر» لجاج موندهارا، ويعرض لضابط مسلم يقوم بالتحقيق في تفجير مترو الأنفاق في العاصمة البريطانية، ويواجه الضابط المسلم تشكيك زملائه من ضباط اسكوتلنديارد فيه كونه مسلما. ويتطرق الفيلم الاسباني «العودة إلى حنظله» لشومر جوبيتريز إلى الهجرة غير المشروعة لشاب مغربي يموت غرقا خلال محاولة وصوله إلى إسبانيا، وتتم إعادة جثته إلى المغرب، ويستقبل الحانوتي الإسباني المرافق للجثمان بحفاوة من قبل أهل الشاب، لأنه أعاد لهم جثمان ابنهم. ويصور الفيلم الجزائري الفرنسي «الأذان» لرابح عامر زميش تحول رجل أعمال مسلم إلى مؤذن، بعد أن قام ببناء مسجد في المدينة الصناعية الفرنسية، التي شهدت نشاطاته الاقتصادية، بجانب أفلام من تركيا وباكستان والهند.

من جهة أخرى تعود الدنمارك مرة أخرى للمشاركة في فعاليات المهرجان، بعد غياب استمر ثلاث سنوات، إثر أزمة «الرسوم المسيئة»، وكان غيابها قد أثار تحفظ بعض النقاد. وتشارك الدنمارك في مسابقة المهرجان الدولية، فيما يعرض أيضا على هامش المهرجان، فيلم دنماركي بعنوان «مع السلامة يا جميل» وهو ناطق باللغة العربية، ويشارك في بطولته مجموعة من الفنانين العرب المقيمين في الدنمارك، ومخـرجه عمر شرقاوي، من مواليد كوبنهاغن عام 1974 لأم دنماركية وأب فلسطيني، ويدور الفيلم حول الكراهية القديمة التي يسببها اختلاف الأديان، وحول مشاعر الحب والعقاب والإحساس بالندم، وكيف يجب أن يشعر المرء بالمسؤولية عن أفعاله الشخصية فقط، وليس عن الأحداث العنيفة التي حدثت في الماضي البعيد، وذلك من خلال شخصية «جميل» الذي يأخذ موقفا متوازنا من الأحداث ويقرر مواجهة المجتمع.