الرؤساء محرومون من بلاكبيري

أوباما مضطر للتخلي عنه وساركوزي أثار ضجة عندما استخدمه

TT

خلال أول لقاء تليفزيوني له بعد فوزه في الانتخابات الاميركية، قال الرئيس المنتخب باراك أوباما أن هناك أشياء تغيرت في حياته لم يتعود عليها بعد، عندها سألته زوجته ميشيل «مثل ماذا؟» أجابها «لا استطيع الخروج للمشي .. أود ان أصطحبك للنزهة». ولكن قد لا تكون عدم قدرة أوباما على الانطلاق بحرية في شوارع شيكاغو هي أهم ما سيفتقده من خصوصياته، فالقائمة تطول من الحاجة لوجود الحرس السري الى جانبه في كل الاوقات الى عدم قدرته الى الذهاب للعشاء في مطعمه المفضل وقتما شاء أو لقاء اصدقائه وقتما شاء. أما الشيء الذي سيجعل أوباما يشعر بعدم الراحة فهو بالتأكيد عدم قدرته على استخدام جهاز البلاكبيري الخاص به لقراءة الرسائل النصية والإيميل المرسله له. والأدهى من ذلك ان المتوقع ان يحرم الرئيس القادم من استخدام الايميل ككل، اذ ان هناك مخاوف امنية بشأن البريد الإلكتروني يمليها قانون تسجيلات الرئيس، الذي يضع مراسلاته ضمن السجلات الرسمية لتعرض بعد ذلك للمراجعة العامة ويواجه إمكانية استدعائه أمام لجان التحقيق في الكونغرس أو مجلس الشيوخ.

وخلال حملته الانتخابية اعتمد أوباما على جهازه النقال للاتصال بالعالم من حوله واستخدمه ايضا لقراءة التقارير ومراجعة الاخبار التي ترد اليه من مساعديه. ولعل من أهم الملاحظات في حملة أوباما هي اعتماده على التكنولوجيا الحديثة بشكل واسع مثل الايميل والمواقع الالكترونية الاجتماعية الشهيرة مثل فيس بوك و ماي سبيس. ويجب القول ان ذلك كان من العوامل التي قربت الشباب الى اوباما ومنحته صفة «كول» التي تروق للجيل الجديد.

واذا ما كان على أوباما التخلى عن تلك الصلة الالكترونية مع العالم فهذا من الامور التي ستتضح في المستقبل ولكن ظاهرة استخدام السياسيين للبلاكبيري لاتزال مطروحة ويختلف التعامل معها من بلد لآخر. فقد اشتهر الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي بأنه يحب الاكسسوارات البراقة ومنها جهاز البلاكبيري وفي أحد المرات اثار استياء البابا اثناء لقائه معه، اذ اخذ يقرأ احدى رسائله الالكترونية على جهازه المحمول. وعموما فان ساركوزي اضطر للتخفيف من استخدامه لجهازه المحمول ضمن محاولة لتغيير صورته العامة.

ومن المعروف ان الوزراء في فرنسا وعدد من كبار الموظفين في حكومة ساركوزي يواجهون قانونا بعدم استخدام جهاز البلاكبيري وذلك لأسباب امنية أوجزها وزير الدفاع الفرنسي بقوله ان القرار «مسألة معلومات أمنية» حيث ان الخوادم الكمبيوترية (السرفرز) التي تعمل عليها أجهزة البلاكبيري توجد خارج فرنسا وبالتحديد في بريطانيا وأميركا.

وفي بريطانيا تتندر الاوساط الصحافية البريطانية على آليستر كامبل مسؤول العلاقات العامة في حكومة توني بلير انه ارسل بالخطأ رسالة تحمل عبارات خارجة لمقدم أحد البرامج التليفزيونية الشهير على قناة الـ«بي بي سي 2» وأرجع الخبثاء الخطأ الى عدم خبرة كامبل بتقنيات الجهاز.

ولكن الأخطاء غير المقصودة لا تمنع من استخدام جهاز العصر. فالبرلمان البريطاني اصدر قرار بان يصرف لأعضاء البرلمان أجهزة بلاكبيري بدلا من أجهزة البيجرز التي يحملونها. وفي أميركا تم تخصيص 5000 آلاف جهاز بلاكبيري لأعضاء الكونغرس.

وخلال حملة الانتخابات الرئاسية أثار تعليق أدلى به أحد مساعدي جون ماكين للصحافيين الكثير من النوادر. الخبر بالطبع يتعلق بالبلاكبيري، حيث قال دوغلاس هولتز اياكن مساعد ماكين: ان ماكين من خلال عمله في لجنة التجارة بالكونغرس ساهم في اختراع البلاكبيري وهو ما أثار الكثير من التعليقات والسخرية، بل وأعاد الى الأذهان قول آل غور في حملته الانتخابية امام جورج بوش بأنه ساهم في اختراع الانترنت.

* من هم مستخدمي بلاكبيري؟

* القاهرة: «الشرق الأوسط»

* إذا كنت دائم التنقل وتحتاج أن تبقى على اتصال بزملائك في العمل أو أصدقائك، إذا كنت ترغب في الوصول إلى الموارد الخاصة بشركتك وعناوين البريد الإلكتروني المتعلقة بك، فإن هاتف الـ«بلاك بيري» يحقق لك كل ذلك.

الـ«بلاكبيري» جهاز اتصال حديث أنتجته شركة «ريسرتش إن موشون»Research In Motion الكندية، عام 1999 وتطور على مدار السنوات اللاحقة. بحيث أصبح ليس فقط مجرد هاتف لاسلكي محمول، بل إنه بالإضافة إلى إمكانية إجراء مكالمات عادية وإرسال رسائل SMS القصيرة، يمكنك أيضاً من خلال هذا الجهاز صغير الحجم تصفح الإنترنت وإرسال رسائل البريد الإلكتروني وتسلمها أثناء تنقلك في أي وقت وفي أي مكان، بدرجة عالية من الأمان، وإعداد جدول المواعيد اليومية ودفتر الملاحظات والعناوين، مع إمكانية دمج حتى 10 عناوين بريد إلكتروني ليتم إرسال محتواها لجهازك، وغيرها من خدمات المعلومات اللاسلكية، التي تجعل هذا الجهاز يطلق عليه حقاً «المكتب المتحرك».

لذلك تعتبر هذه الخدمة هي الحل الرائد لقطاعات المال والأعمال، فبواسطتها يبقى موظفو الشركات والمؤسسات على اتصال بمكاتبهم أثناء تواجدهم خارج العمل أو خارج المكتب، ولذلك شكلت هذه التقنية نقلة نوعية في وسائل الاتصالات الحديثة بجمعها بين تقنية الإنترنت والهاتف والبريد في جهاز واحد.

ونظراً لأن جهاز الـ«بلاكبيري» يستخدم على معظم الشبكات العالمية (GPRS, GSM, EDGE)، فإنه يتيح للمستخدمين التمتع بخدمة التجوال الدولي في معظم أنحاء العالم، وهو الأمر الذي أدى الى زيادة عدد المشتركين في هذه الخدمة، حتى وصل إلى حوالي 19 مليونا، في 25 سبتمبر 2008، أكثر من ثلاثة ملايين منهم في الولايات المتحدة فقط، وفقاً لما أعلنته الشركة ذاتها، التي تأسست عام 1984. انتشار أجهزة «بلاكبيري» على نطاق واسع، وكونها أصبحت مفردة أساسية في غرف مجالس الإدارة والمؤتمرات وعلى مقاعد الطائرات والقطارات، أكسبها أسماء حركية ومستعارة للدلالة على تهافت الأفراد عليها، ومن هذه الأسماء: «كراك بيري» دلالة على إدمانها، و«بلاكبيري ثامب» الذي يدل على الإفراط في استخدامها.

ورغم كل هذا النجاح بدأت الشركة، التي تحقق 70% من عائداتها من مبيعات الـ«بلاكبيري» والباقي من بيع برمجيات أخرى، تواجه منافسة محمومة في سوق هذه الأجهزة، ولكي توسع دائرة انتشارها منحت تراخيص إنتاج برمجية بلاكبيري لشركات صناعة أجهزة الهاتف المحمول الكبرى مثل: نوكيا وموتورولا وسامسونغ.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»