3 ملايين سيارة.. تخنق العاصمة الجزائرية

جزائري يسوق 5 كلم للوصول إلى عمله.. في ساعة ونصف

تزدحم العاصمة الجزائرية يوميا بثلاثة ملايين سيارة وأكثر من مليوني ونصف المليون راجل يخرجون إلى الشوارع («الشرق الاوسط»)
TT

تكاد العاصمة الجزائرية، الجزائر، تختنق من كثرة الزحمة التي يتسبب فيها سائقو السيارات والراجلون، ولا يمر يوم واحد إلا وتشهد الشوارع والطرقات ملاسنات ومشادات جسدية بين السائقين او بينهم وبين مستعملي الطريق من الراجلين. تفيد الإحصائيات الرسمية بأن العاصمة تزدحم يوميا بثلاثة ملايين سيارة، وأكثر من مليوني ونصف المليون راجل يخرجون إلى الشوارع. وتقول نفس الإحصائيات إن العاصمة يسكنها 4 ملايين شخص. ويتدافع هذا العدد الكبير من السيارات والأشخاص في مساحة ضيقة، محصورة بين وسط المدينة والرويبة شرقا على مسافة 25 كلم. ومنها إلى زرالدة غربا على مسافة 30 كلم. ومنها أيضا إلى منطقة بئر توتة على مسافة 25 كلم جنوبا. ويجد المتدفقون من النقاط الثلاثة المذكورة نحو وسط العاصمة، صعوبات جمة في الوصول إلى أماكن العمل أو المدرسة أو الجامعة في الوقت المحدد. ولا تجد واحدا من هذا العدد الكبير، لم يحصل وأن عاد أدراجه معلنا عجزه عن الوصول إلى العاصمة في الوقت الذي يحدده الشغل أو الدراسة.

ويقول عبد الوهاب دحماني الذي يسكن بحي العاشور بأعالي العاصمة، أن يقضي أكثر من ساعة ونصف في الحافلة صباحا حتى يلتحق بمكان عمله في «المجلس الشعبي لولاية الجزائر»، الذي يقع بحب بن عكنون، البعيد عن بيته بخمسة كلومترات فقط. عن معاناته اليومية، يذكر عبد الوهاب لـ«الشرق الأوسط»: «في يومي الأحد والأربعاء المخصصين للاستقبال في الإدارات والمؤسسات العمومية، أضطر للنهوض الساعة الخامسة صباحا حتى أضمن الوصول السابعة في مقر العمل. فأنا حارس مقر مجلس ولاية العاصمة في النهار، ولا بد أن أصل في الوقت حتى يمكن لحارس الليل أن يغادر العمل وآخذ أنا مكانه. لكن هذه الحال لم أعد أتحملها فرأسي يكاد ينفجر من شدة الإزدحام، وأنا عازم على طلب نقلي إلى المحول الهاتفي الليلي في مقر العمل، حيث أشتغل من العاشرة ليلا حتى السادسة صباحا، وأدخل بيتي في النهار لأنام».

وللتخفيف من وطأة الزحمة، أطلقت السلطات منذ شهرين مشروعا لإنجاز ترامواي يربط بين منطقة باب الزوار شرقا ووسط المدينة. ويفترض حسب التوقعات أن تدفع وسيلة التنقل الجديدة التي سينتهي إنجازها أواخر 2010، بالآلاف إلى ترك سياراتهم قرب منازلهم والتوجه بواسطة «الترام» إلى أماكن العمل. لكن الورشة المفتوحة الخاصة بالمشروع تحولت هي نفسها إلى مصدر ازدحام، حيث أغلقت وزارة الأشغال العمومية شوارع عديدة تتفرع عن المواقع التي توجد فيها أشغال إنجاز محطات الترامواي، ما تسبب في هروب السيارات والراجلين إلى شوارع وطرق أخرى تعاني أصلا من اكتظاظ كبير.

ويشتكي غالبية اصحاب السيارات عبر أعمدة الصحف وموجات الإذاعات الحكومية الثلاث، من نقاط المراقبة الأمنية المنتشرة بكثرة في الطرقات، بحيث تعرقل حركة المرور وتحول دون قضاء المواطنين حوائجهم في أوقاتها. وحدث مرة أن توفيت امرأة كانت متوجهة إلى المستشفى وتعاني من آلام حادة في بطنها، بسبب طول انتظار السيارة التي كانت تقلها في طابور طويل من السيارات تنتظر دورها للمرور أمام حاجز شرطة بالضاحية الشرقية للعاصمة.