البصرة تفقد حبالها التقليدية مع تراجع صناعاتها الشعبية

الحرفيون هجروها مع دخول الشركات والمعامل

TT

تراجعت كثيرا معظم الصناعات الشعبية في البصرة، واختفى معظمها، نتيجة التطور التقني ومنها صناعة الحبال التي اشتهرت بها المدينة منذ القدم وتفنن الحرفيون في صناعتها إلى درجة الإتقان، وهي مثل المدن الخليجية المطلة على المياه لتلبية حاجات السفن التي لا يخلو منها زورق أو باخرة أو مرسى. وقال محمد عبد الكريم (صاحب محل في سوق الحبال وسط العشار) لـ«الشرق الأوسط» إن صناعة الحبال هي من  الحرف التي كان يمارسها أهل البصرة قبل عشرات السنين «وبدأت من فتل ليف النخيل حيث يتم قطع النخلة التي لا يستفاد منها او لا تنتج ثمرا جيدا، ومن ثم يؤخذ منها الليف ويوضع في الماء حتى يبتل ويلين ويسهل استخدامه وتمتاز بسهول تصنيعها وتوفرها لكثرة النخيل في المدينة، تستخدم في أعمال الزراعة من الجر والرفع وعمل آليات الجني وغيرها».

وأضاف «ثم تطورت صناعة الحبال بعد استخدام مواد أخرى في صناعتها، وشهدت أسواقها تطورا واسعا نتيجة الطلب عليها في الموانئ والصيد البحري الذي تشتهر به المحافظة». مستدركا انه «بعد دخول الشركات والمعامل في صناعة الحبال بتقنية عالية وارتفاع أسعار المواد الأولية في صناعتها هجرها الحرفيون إلى العمل في مجالات أخرى». الا ان سلمان الدوسري (تاجر جملة) يرى «إن تجارة الحبال نشطة، وان تحولت من أرباب الحرف إلى الصناعة كون وظيفتها في تصاعد ومنها إنقاذ الأشخاص وتطويق مكان الحوادث، تثبيت الخيام والأعمدة وفي مشاريع البناء والأعمال الزراعية واقتناص الطرائد»، مشيرا إلى إن للحبال عدة أنواع من حيث التكوين «منها حبل ثلاثي ويتكون من 3 نمور وهو الشائع استعماله في كثير من الأغراض وحبل رباعي ويتكون من 4 نمور وحبل مركب ويتكون من 3 حبال ثلاثية أو رباعية مجدولة وحبل منسوج ويتكون من مجموعة خيوط مكسوة بنسيج خيطي أو قطني». ويرى عباس موزان (معلم رياضة متقاعد) ان الحبل «يعد واحدا من أهم مستلزمات الكشافة التي يتعلمون فيها مهارات استخدامه في المخيمات التكشفية التي تبدأ بكيفية العناية بالحبال وطرق حفظها وتخزينها ومعرفة العقد والربطات والدورات، وأساليب الشد والتثبيت والتزيين».