الفيلم الروسي «حقل بري» يفوز بـ«النجمة الذهبية» للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الصايل: راضون عن مستوى الدورة الثامنة.. ومتفائلون بمستقبل السينما المغربية

TT

فاز الفيلم الروسي «حقل بري» للمخرج ميخائيل كالاتوزشفيلي بالنجمة الذهبية، الجائزة الكبرى، للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، والذي تواصلت فعاليات دورته الثامنة على مدى تسعة أيام واختتمت الليلة قبل الماضية.

ويتناول الفيلم قصة طبيب شاب يختار العملَ في منطقة قاحلة، يجد أهلها فيه ملجأ ليس، فقط، لطلب النصح والإرشاد الطبي، بل، أيضا، ليقاسمهم همومهم اليومية، قبل أن يعيش عزلة تؤدي به إلى الاكتئاب. وذهبت جائزة لجنة تحكيم المهرجان للفيلم الصيني «البئر» للمخرج زهونغ شي. وتدور أحداث الفيلم حول حياة عائلة من عمال المناجم في جبال الصين الغربية، ترويها ثلاث حكايات مختلفة: حكاية الفتاة التي تريد بدء حياة جديدة، ويكون عليها الاختيار بين أن تتبع مسلك الحب أو أن تسعى إلى تحقيق أحلامها، وحكاية الابن، الذي يحلم بأن يصبح مغنياً بدل أن يكون عامل مناجم، وحكاية الأب المتقاعد حديثاً، الذي يود أن يهتدي إلى مكان زوجته التي تركته. وجاءت جائزة أحسن دور نسائي من نصيب الممثلة، ميليسا ليو، عن دورها في الفيلم الأميركي «النهر المتجمد». ويحكي الفيلم قصة البطلة «راي» التي بعد أن كانت على أهبة تحقيق الحلم، واقتناء مسكن لأسرتها، تجد نفسها رفقة ابنيها من دون مورد مالي بعد اختفاء زوجها المقامِر، بعد سرقة مدخراتها. أما جائزة أحسن دور رجالي، ففاز بها الممثل إيرو أهو، عن دوره في الفيلم الفنلندي «دموع أبريل». وهو فيلم يتناول قصة جندي يشهد، في خضم الحرب الأهلية بفنلندا سنة 1918، على التجاوزات المقترفة في حق الجنديات اللاتي كن يتعرضن للاغتصاب، ثم التصفية الجسدية من دون محاكمة، فيقرر مرافقة إحدى الناجيات إلى محكمة عسكرية.

وقال المخرج الأميركي باري ليفنسون، رئيس لجنة التحكيم، «إن الأفلام التي دخلت المنافسة كانت من دول مختلفة وتناولت مواضيع صعبة، بلمسة إنسانية ترصد مشاكل المجتمع عبر العالم، من خلال تناول درامي أحيانا، وكوميدي، أحيانا أخرى». وتنافس على جوائز المهرجان 15 فيلما، فيما تكونت لجنة التحكيم، إضافة إلى ليفنسون، من الممثل الألماني سيباستيان كوش، والممثل البرتغالي جواكيم دي ألميدا، والمخرج الإنجليزي هيو هدسون، والممثلة الإيطالية كاترينا مورينو، والمخرج الإسباني أغوستو فيارونغا، والممثلة الفرنسية ناتاشا ريغنييه، وأستاذة الأدب والفنون المغربية، غيثة الخياط، والكاتبة الغينية ـ السنغالية، مريامة باري.

وعُـرض خلال هذه دورة هذه السنة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش 123 فيلماً، من 20 دولة، هي ألمانيا والأرجنتين وأستراليا والصين والدنمارك وفنلندا وفرنسا وغواتيمالا والهند وإيرلندا وإيسلندا وإيطاليا وفلسطين وهولندا والفلبين وبولونيا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة ، إضافة إلى المغرب. وتوزعت الأفلام المشاركة تحت عناوين كبرى، منها 15 فيلما عرضت في المسابقة الرسمية، و7 ضمن فقرة «نبضة قلب»، و10 ضمن الفقرة الخاصة بتكريم الممثلة الأميركية، سيغورني ويفر، و6 لتكريم الممثلة الصينية، ميشال يوه، و45 فيلما ضمن الفقرة الخاصة بتكريم السينما البريطانية، و7 لتكريم المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، و7 ضمن فقرة «روسيا أندري كونشالوفسكي»، و12 ضمن فقرة «استعادة»، التي استمتع خلالها الجمهور المراكشي بروائع ألفريد هيتشكوك واستانلي كوبريك وجوزيف لوزي، فيما حولت 9 أفلام ساحة جامع الفنا إلى قاعة عرض سينمائية في الهواء الطلق.

وقال نور الدين الصايل، نائب رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومدير المركز السينمائي المغربي لـ«الشرق الأوسط» إن «الدورة الثامنة حافظت على مكتسبات المهرجان. ويبقى أهم مكتسب هو حسن اختيار الأفلام، في مختلف فقرات البرنامج المسطر، سواء تعلق الأمر بالمسابقة الرسمية أو «نبضة قلب» أو غيرها. كما احتفظنا بالمستوى الرفيع للأفلام، في تنوعها، من دون اختيار أفلام من جغرافيات محددة، بل من بقاع ودول مختلفة، لها مضمون وقوة إبداعية، وهذا ما تأكد من خلال عمل لجنة التحكيم وطريقة تعاملها مع هذه الأفلام المبرمجة».

وأشار الصايل إلى أن «اختيار بريطانيا ضيف شرف كان في محله، وهو الشيء الذي تأكد من خلال طريقة تعامل ومتابعة الجمهور المراكشي للأفلام المبرمجة ضمن هذه الفقرة». وتوقف الصايل عند الالتفاتة التي حظيت بها السينما المغربية، عبر تكريم مزدوج، صادف احتفال الشعب المغربي بذكرى الاستقلال، وذلك بتقديم ثلاثة أفلام وتكريم التقنيين والسينمائيين المغاربة في شخص العربي اليعقوبي، فضلا عن الفقرة التي مكنت فئة المعاقين بصرياً وضعاف البصر من ولوج عالم الإعلام المتعدد الوسائط، وهي فقرة أكدت، برأي الصايل، أن «السينما هي هذا الفن الجامع الذي يسمح للناس كيفما كانوا بتقاسم لذة مشاهدته». وأكد المنظمون، على هامش حفل الاختتام، أن الدورة التاسعة من المهرجان ستنظم ما بين 4 و12 ديسمبر (كانون الأول) عام 2009.