المدينة المنورة: مهرجان يحتضن 200 صنف من أجود أنواع التمور السعودية

يتوقع أن يزوره نحو 700 ألف شخص ويستمر لـ18 يوما

المهرجان كان فرصة للحجاج لشراء تمويلهم من التمر («الشرق الأوسط»)
TT

في تجمع يعد الاكبر على مستوى السعودية وربما العالم لمختلف انواع التمور الفاخرة، تحتضن المدينة المنورة التي تعد الاشهر بزراعة التمر في السعودية اكبر تظاهرة لمهرجان التمور الدولي على مدار نحو 15 يوما تنتهي بنهاية الشهر الحالي.

200 صنف من انواع التمور تنتشر في انحاء ذلك المهرجان متخذة اشكالا وعروضا مختلفة ومنوعة، تقدمتها العجوة المدينية التي تصدرت مبيعات المعرض فالتمرة العنبرة والبرني.

المعرض الذي وافقت فترة اقامته مع وجود مئات الالاف من الحجاج كانت فرصة حقيقية لمعظمهم لشراء تمويلهم من التمر خلال فترة الحج وما بعده وخاصة من التمور المعلبة التي يمكن لهم حملها معهم.

كما كان المعرض فرصة لمشاركة نحو 10 جمعيات خيرية من مناطق المملكة قدمت برامجها في مجال الأسر المنتجة التي تعتمد على الانتاج التحويلي لمخلفات النخلة. ولان الشيء بالشيء يذكر فان المدينة المنورة تعد من أكبر مناطق زراعة النخيل في المملكة ففيها حوالي مليوني نخلة مثمرة وأجمالي مساحات مزارع النخيل 19 ألف هكتار حجم إنتاجها 12.3الف طن تمثل 12 في المائة من إنتاج التمور في المملكة الذي يبلغ حوالي مليون طن.

ونبعت فكرة مهرجان التمور والغذاء الدولي السنوي الأول والذي تنظمه الجمعية التعاونية للمزارعين وافتتحه الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة بتفعيل الشراكة القائمة بين الهيئة العليا للسياحة والآثار مع وزارة الزراعة ووزارة الشؤون الاجتماعية والغرفة التجارية الصناعية والعديد من الشركات والمؤسسات، وإيجاد منافذ تسويقية جديدة لكميات التمور الواردة من مختلف مناطق المملكة.

ويقول المهندس حمود الحربي رئيس الجمعية التعاونية الزراعية لـ«الشرق الأوسط»: «أن نسبة 90 في المائة من تسويق محصول التمور المنتجة من المدينة المنورة والواردة لها من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية يتم تسويقها عن طريق مكة المكرمة أو مدينة دبي، وأن ما نسبته 10 في المائة على الزوار من المعتمرين والحجاج والمواطنين.

ويضيف الحربي أن جودة تمور المملكة لا تقتصر على الميزة النسبية في الإنتاج والجودة، بل تتعدى ذلك إلى أن صادرات التمور السعودية تحظى بمكانة خاصة لدى مواطني الدول الآسيوية، الأمر الذي سهل وصول صادرات التمور الوطنية إلى تلك البلاد، مما دفع البعض لاستغلال سمعة التمور السعودية، إضافة إلى روحانية الأماكن المقدسة السعودية في نفوس مسلمي البلاد الآسيوية، وتقوم على تصدير منتجاتها إلى دول مثل باكستان واندونيسيا وماليزيا على أنها تمور سعودية وتحت مسميات منها تمور المدينة المنورة.

ويتوقع المنظمون لمهرجان التمور والغذاء الدولي السنوي الأول أن يصل عدد زوار المهرجان الى 690 الف زائر طيلة فترته التي تستمر 18 يوماً، وأشار تقرير الجمعية التعاونية الزراعية أنه من المتوقع أن يزور المعرض 450 ألف زائر من المواطنين وحجاج الداخل، إضافة إلى 240 ألف زائر من الحجاج بما يعادل 15 – 20 في المائة من العدد اليومي لإعداد الحجاج الزائرين للمدينة المنورة. كما كثفت الفعاليات المصاحبة لاستهداف شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين والزوار وحجاج بيت الله الحرام الذين يتزامن وجودهم خلال موسم الحج لهذا العام مع إقامة المهرجان. وتشمل الفعاليات متحف التراث الشعبي وبعض القطاعات والمراكز المتخصصة في مجال التمور والمسيرة الكرنفالية والمسرح التربوي والمسابقة الوطنية للرسم والأعمال الفنية والديكور والصور المرتبطة بالتمر والنخيل وفعاليات الأسرة والطفل وغيرها.

من ناحية ثانية أوضح مدير عام مديرية الزراعة بمنطقة المدينة المنورة المهندس صالح اللحيدان أن البنك الزراعي خلال السنوات الماضية قدم 408 مليون ريال كإعانات للمزارعين، فيما تم صرف 1.27 مليار ريال كقروض ميسرة خلال أربعين عاماً الماضية، ويتم تشجيع زارعة الفسائل وفق نظام الري الحديث بصرف مبلغ 50 ريال لكل فسيلة تتم زراعتها مطابقة للشروط.

وبين أن المنطقة تحوي على 3 ملايين نخلة إنتاجها السنوي بأكثر من 117 ألف طن وتضم أكثر من 125 صنف عالي الجودة، وحقق التشجيع الرسمي بتقديم الإعانات لمنتجي التمور بواقع 0.5 ريال لكل كيلو غرام, وشراء 21 الف طن سنويا من التمور من المزارعين بسعر مجزي يصل 5 ريالات لكل كيلوغرام يتم ريه بالري الحديث ومنح القروض بدون فوائد لمدخلات الإنتاج من فسائل وأسمدة ومحروقات وشبكات ري تسدد على أقساط مريحة ومنح تسهيلات وقروض ميسرة لمصانع التمور بالمملكة.

ولفت اللحيدان أن الحاجة ملحة إلى قيام صناعات لمعالجة التمور الخام في المملكة عموماً ومنطقة المدينة المنورة خصوصاً، ومن ذلك تغليفها، نظرا للطلب الكبير في السوق العالمي على هذه المنتجات، لافتا أن منطقة المدينة المنورة بها 16 مصنعاً منتجاً، كما أن المدينة تضم أول مصنع للتمور في المملكة.

ومن بين 35 نوعاً من التمور يزخر بها السوق تبرز تمرة العجوة والبرني كأكثر الأنواع إقبالا لما ورد فيها من الآثار النبوية الشريفة في مزاياها وأشهرها حديث ( من أكل في يوم سبع تمرات عجوة على الريق من تمر العالية, لم يضره سم, ولا سحر شيطان) فيما تأتي أنواع التمور الأخرى بحسب جودتها وحلاوتها وإن كان الجميع يتفق على أن التمر هو فاكهة وغذاء وحلوى.

ومن أنواع التمور المشهورة ويتم تداولها تمر العنبرة، بيض، لونة، سويدا، أفندي، سارية، سكري، برحي، برني العيص، لبانة، حلوة، مشوكة، شقري، حلية، مكتومي، صفاوي، خلاص، ونانة، صقعي، ربيعة، وتمثل الأسعار تصنيف التمر ومستوى جودته فالعجوة يصل سعر الكيلو منها إلى 140 ريالاً للكيلو فيما لا يزيد سعر الأقل جودة عن 10 ريالات. ويحرص بعض الزوار في العادة على شراء تمر العجوة والأغلبية من تمر البرني وبكميات متفاوتة تتراوح ما بين 5 ـ 20 كيلوغرام وتقوم بعض المحلات بتوفير خدمات التهيئة والشحن للكميات الكبيرة.

ويتنافس منتجي التمور عدة طرق في تسويق منتجاتهم للمستهلك بطرق جذابة سواء بواسطة الصناعات التحويلية في عبوات جذابة وانيقة أو بالطرق التقليدية ومنها الفذ: وهو الذي يباع كما جني من النخل بعد التنظيف والتنقية، أو المكرتن: وضع التمر في كراتين كبيرة، أو المكيس ويوضع في أكياس بلاستيكية، أو في صفائح من التنك وتسمى تعبئته ( بالترقيد )، المطحون: وينزع منه النوى ثم يطحن في مصانع التمور ليتمكن المستهلك من استخدامه في أنواع الأطعمة والحلويات التي يحتاجها، الملوز: وهو الذي تم خلطه باللوز، كما يقوم أصحاب المحلات بعرض أنواع التمور المعبأة والمفروطة بأشكال جذابة.

ويصف مجيب الرحمن حقي من الباكستان أن قدومه للحج يمثل فرصة جيدة له للشراء من أجود تمور المدينة المنورة، كما أن المهرجان وفر له فرصة الاختيار من بين أنواع التمور. أما مدحت الششتالي من مصر فيقول أن قرب موقع المهرجان من الحرم النبوي الشريف يوفر فرصة جيدة لكبار السن والنساء لزيارة موقع وصالات العرض، كما أن أنواع التمور جيدة والأسعار منافسة وأضاف «كنا نتمنى أن يكون هناك خدمات مساندة تعنى بجانب الشحن، بحيث يمكن للحاج او الزائر أن يتسلم كمياته من التمور في منفذ الخروج عند مغادرته».