الأحسائيون يحولون التصويت لواحتهم في مسابقة عجائب الدنيا السبع إلى ظاهرة شعبية

شعور جارف للتصويت معززا بدعوات الواجب الوطني

الأحساء.. أكبر واحة نخيل على مستوى العالم («الشرق الأوسط»)
TT

حول الأحسائيون التصويت لواحتهم (الأحساء)، كبرى الواحات السعودية، للفوز في مسابقة عجائب الدنيا الطبيعية السبع إلى ظاهرة شعبية ذات وهج عاطفي يمتد عبر مدن ومناطق سعودية وحتى خليجية، الأمر الذي حولها إلى ما يشبه (القضية) الوطنية، حيث ظهر متحدثون أحسائيون متحمسون لمدينتهم وهم يحثون الناس للتصويت باعتباره (واجباً وطنياً).

في حين وصف إستشاري في الطب النفسي، تحدثت معه «الشرق الأوسط» هذا الحماس منقطع النظير نحو التصويت بأنه (نوع من الركائز الأساسية العملية في شخصية الإنسان، الذي تولد شعوريا من حيث انتمائه للمكان الذي ولد وعاش فيه)، وقال إن التصويت يشعر أبناء الأحساء بالراحة والشعور بالسعادة لأن التصويت تعبير عن مرحلة من (مراحل تحقيق الذات).

في حين رأى أخصائي آخر، أن السبب يعود للحملات الاعلانية التي تزيد الناس حماساً وتزيد الواحة الاحسائية زخماً.

وعلى مدى عشرة أشهر من إعلان المسابقة والأحسائيون يتنافسون في مدنهم وقراهم بالتصويت لواحتهم، ويشعرون بضرورة تكثيف حملاتهم الدعائية لها، خلال جلساتهم وأماكن وجودهم في الاستراحات والمقاهي الشعبية، والمجمعات التجارية وحتى المطاعم، دون أن يشعروا نحو ذلك بكلل أو ملل، فهو شعورا يزداد طموحا للفوز، الأمر الذي أعطى طابعا شعبيا سعوديا، إذ تحتل الأحساء حاليا خلال الترتيب الأخير للمسابقة من بين 277 موقعا يشاركون في المسابقة المرتبة السادسة، وهو ما يعني أن حظوظها للفوز ضمن قائمة السبعة الأولى كبيرا.

ومع صباح كل يوم اثنين، يترقب نحو 1.5 مليون من الأحسائين، إضافة إلى آلاف السعوديين النتائج الجديدة للمسابقة، حيث يعلن المسؤولون عن المسابقة من خلال الموقع الرسمي لها، نتائج الترتيب الجديد للأماكن والمواقع التي تقدمت أو تراجعت في الترتيب والتي حازت على أعلى نسبة تصويت خلال أسبوع.

وقال أمين لجنة التصويت للأحساء، علي السلطان، إن واحة الأحساء تحتل المركز الأول عربياً والسادس عالمياً في هذه المسابقة، مضيفا أن هناك خطة مدروسة نسعى فيها إلى القيام بحملة شاملة وكبيرة خلال عيد الأضحى المقبل، تشمل عددا من المناطق السعودية وكذلك جميع الدول الخليجية، إضافة إلى الدعاية التلفزيونية، في بعض القنوات الفضائية المعروفة.

وأشار السلطان، إلى أن هناك مواقع في الانترنت تدعم التصويت للأحساء، منها مواقع رسمية سعودية، وأخرى غير رسمية، يبلغ عددها نحو 45 موقعا، مشيرا إلى أنه أثناء الحملة ستعلق بنرات وبرشورات في بعض الأماكن، وأيضا لوحات إعلانية، مذكرا أن اللجنة قامت على حملة تصويت في بعض المواقع في البحرين.

وأوضح السلطان أن دخول الأحساء في المسابقة كونها تحتوي على مجموعة من الميزات والمواقع التي تجعلها تنافس من حيث التكوينات والمعالم الطبيعية التي توجد فيها، إذ تعتبر أكبر واحة نخيل على مستوى العالم، يوجد بها أكثر من 3 ملايين نخلة، بها أجود أنواع التمور في العالم، مغارة جبل القارة المشهورة، مسجد جواثا التاريخي، ميناء العقير الأثري، العديد من القصور والقلاع، اشتهارها بعدد كثير من العيون من أول التاريخ، حقل الغوار العملاق كأكبر حقل بترول على اليابسة في العالم، الكثير من المواقع الطبيعية والتاريخية والأثرية. وقال الاستشاري في الطب النفسي، الدكتور علي الخرس، لكل إنسان في العالم، له شعور وانتماء إلى أرضه أو منطقته، وهو الذي يجعل الفرد أن ينتصر لها، وحسب إطلاعي أن هناك حملة إعلامية تصاحب المنافسة والفوز بعجائب الدنيا الطبيعية السبع، وهو ما سبب شعورا وأهمية لدى المواطنين للتدافع والتصويت.