فندق شط العرب في البصرة يوثق حقبة احتلالين للمدينة

بناه البريطانيون عام1937 وسكنوا فيه عام 2003

جنود عراقيون يقابلهم بريطانيون في احتفال أمام فندق شط العرب في البصرة («الشرق الأوسط»)
TT

حمل فندق شط العرب في محافظة البصرة منذ أن شيده البريطانيون عام 1937، اثناء الاحتلال الاول للمدينة، وإلى أن اتخذوا منه قاعدة لقواتهم بعد الاحتلال الأخير في 2003، الكثير من الحكايات والمواقف والأسرار التي تروي قصة مدينة بين احتلالين. في الطريق الرئيس المؤدي إلى الفندق والمحاذي لمجرى شط العرب، وبعد اجتياز تقاطع محطة قطار المعقل بقليل، سدت القوات البريطانية الشارع الذي تقع فيه البوابة الرئيسية للفندق، والذي يفضي الى منطقة النجيبة، بكتل كونكريتية كبيرة منذ دخولها الفندق في الأيام الأولى من الاحتلال، وتستمر تلك الكتل على امتداد محيط الفندق، باستثناء بوابتين، إحداهما جانبية وأخرى من الخلف مخصصة لدخول القوات إلى فناء الفندق، فيضطر سالكو الطريق إلى الدوران من خلفه والسير على مدرجات المطار القديم، الذي شيد الفندق أمامه للوصول إلى كليات كرمة علي أو الأحياء في شمال المدينة، ولم يزل الوضع على حالة بعد أن اتخذته قيادة عمليات البصرة مقرا لها، اثر انسحاب القوات البريطانية منه العام الماضي. وظل الفندق الذي اتخذ اسمه من الشط المطل عليه، وأمام مطار المدينة السابق، منذ أن افتتحه الملك غازي، واحدا من أجمل المعالم الحضارية في المدينة، وأعيد اعماره نتيجة تعرضه الى أضرار خلال الحرب العراقية الإيرانية، باعتباره احد المرافق الحكومية التابعة للشركة العامة لموانئ العراق، كما تعرض خلال السنوات الأربع الأولى من الاحتلال البريطاني للمدينة، رغم التحصينات والخنادق والأسلاك الشائكة والتحوير في مرافقه، إلى أضرار أخرى نتيجة قذف التيارات المناوئة للاحتلال بالهاونات والصواريخ عليه. وحلت في الفندق منذ الأيام الأولى لافتتاحه شخصيات مهمة، بينها رؤوساء حكومات، وكان حلم العرسان الذين يتطلعون لقضاء ليلة زفافهم في واحدة من غرفة، واشارت وثائق الموانئ الى أن من ابرز ضيوف الفندق في سنوات قبل الثمانينات، العالم الاثاري ماكس مالون وزوجته المعروفة اجاثا كريستي والعالم الجغرافي هيردال صاحب سفينة البردي المعروفة والشاعر نزار قباني وقائمة طويلة من المشاهير، إضافة للمك غازي والعائلة المالكة، التي كان مخصصا لها ست غرف (من غرفة رقم 32 إلى 37) ومطعم. وكان الفندق يضم قبل ان تحتله القوات البريطانية 100 غرفة ومطعما بسعة 500 كرسي وجاليري لمعارض الرسوم وقاعة للبليارد وأخرى لخدمات الانترنت وفرع مصرف الرافدين وحوانيت لبيع التحف وكازينو وحدائق.