الداعية المصرية منى صلاح : ابنة ليلى غفران متديّنة .. وكانت تريد غسل الموتى لأخذ العبـر

سكين ملوثة بالدماء قرب موقع الجريمة وبصمة لقدم رَجُل على النافذة

TT

مع عثور الشرطة المصرية على سكين ملوثة بالدماء قرب موقع الجريمة وبصمة لقدم رَجُل على النافذة في الفيلا التي شهدت مقتل ابنة المطربة المغربية ليلى غفران، هبة إبراهيم العقاد (23 سنة) وصديقتها نادين خالد محمد جمال (23 سنة)، يوم أول من أمس، قالت الداعية الدينية المصرية منى صلاح إن هبة وصديقتها «كانتا تواظبان على حضور دروس الدين التي ألقيها، وأن هبة كانت تريد غسل الموتى لأخذ العبر». اليوم تشيع جنازتا المغدورتين اللتين لقيتا حتفهما في ظروف غامضة أول من أمس (الخميس) في فيلا بمدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة)، بينما واصلت النيابة المصرية أمس تحقيقاتها في الحادث، فاستمعت لأقوال عدد من أصدقاء القتيلتين في محاولة للعثور على أي خيط يساعد على التوصل للجاني (أو الجناة).

كذلك أجرت النيابة معاينة تصويرية لمكان الحادث، كشفت عن وجود دماء للجثتين في أماكن متفرقة من الفيلا إلى جانب وجود آثار للدماء على ستائر الشقة والنوافذ.

النيابة عثرت أيضاً على حقيبة فيها ملابس رجالية من المرجح أن تكون للقاتل أو لأحد معارف الفتاتين أمرت النيابة بالتحفظ عليها، كما أمرت بتشريح الجثتين وإرسال ستائر الفيلا إلى الطب الشرعي لتحليل الدماء الموجودة عليها. ومن ناحية ثانية عثر رجال الشرطة على سكين عليها آثار دماء في حديقة فيلا مجاورة لمكان الحادث يعتقد أنها سلاح الجريمة، وجرى إرسالها للطب الشرعي لفحصها وتحليل آثار الدماء عليها.

هذا، ورجحت المعاينة أن يكون ارتكاب الجريمة بدافع الانتقام الشخصي وليس بدافع السرقة، خاصة في ظل وجود مجوهرات وتحف باهظة الثمن في أماكن ظاهرة داخل الشقة لم تمتد لها اليد، إلى جانب أن الطعنات على جثتي الفتاتين كانت متعددة، إذ بلغت 60 طعنة لهبة العقاد بينما فصلت رقبة نادين خالد عن جسدها، وتبين أيضاً أن معظم الطعنات جاءت إليها من الخلف.

ورجّحت المعاينة أيضاً أن يكون الجاني قد دخل إلى الشقة من الباب وخرج من إحدى النوافذ، إذ اتضح عدم وجود أي آثار عنف على باب الشقة، بينما اكتشفت بصمة قدم رجالية على إحدى النوافذ.

الجريمة كانت قد اكتشفت إثر اتصال هاتفي من هبة العقاد إلى خطيبها أبلغته فيه بتعرضها هي وصديقتها لطعنات بالسكين، فتوجّه على الفور إلى الفيلا ليجد نادين قد فارقت الحياة، بينما حاول إنقاذ حياة هبة بنقلها إلى مستشفى «دار الفؤاد» القريب من موقع الحادث، إلا إنها فارقت الحياة قبل لحظات من إجراء عملية جراحية لها لمحاولة إنقاذها.

هذا، وقالت مصادر قريبة من أسرة المطربة ليلى غفران إن ليلى في حالة انهيار تام منذ الجريمة، بينما وصل والد هبة إلى القاهرة أمس آتياً من لندن، حيث سيشارك في تشييع الجنازة اليوم.

وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «أظهر تحليل الطب الشرعي لدماء هبة ونادين عدم وجود أي آثار لأي مواد كحولية أو خمور أو مواد مخدرة، بما يدحض المزاعم التي تردّدت عن وجود زجاجات خمر ومواد مخدرة في الفيلا التي وقعت فيها الجريمة». وأشارت المصادر إلى أن هبة ملتزمة دينياً تماماً منذ أكثر من سنتين، وتؤدّي باستمرار صلاة الفجر، وتابعت المصادر: «المرحومة هبة كانت تحضر باستمرار دروس الدين لدى الداعية الإسلامية منى صلاح».

ومن جانبها أكّدت الداعية منى صلاح في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» التزام الفتاتين هبة ونادين دينياً، وقالت: «كانتا تواظبان على حضور دروس العلم والدين التي ألقيها، وكانتا تصلّيان باستمرار، وأحسب أنهما ماتتا مظلومتين».

وأضافت: «كانت هبة تريد باستمرار أن تذهب معي لغسل الموتى لتأخذ العبرة من الموت، ولم أتوقع أن يأتي يوم أذهب فيه لأغسلها».