المعرض الأول للبنانية زينة لطيف في باريس

في لوحاتها شفافية تشي بروح تواقة إلى عالم أنيق وآمن

زينة لطيف
TT

في القاعة الأنيقة للمركز السياحي اللبناني في العاصمة الفرنسية باريس، تعرض الفنانة التشكيلية اللبنانية زينة لطيف مجموعة من أعمالها الفنية للمرة الأُولى في «عاصمة النور». وقالت الرسامة إن اختيارها «النظرة المختلفة» عنواناً لهذا المعرض قد يكون بسبب تحسّسها للتحوّل الذي طرأ على حياتها وكان له الفضل في نقلها الى عالم الفن.

المعرض هو خلاصة تجربة عاشتها زينة لطيف بين بيروت والعاصمة السعودية الرياض. وكانت عودتها الى وطنها لبنان بعد عشرين سنة من الغياب قد أحدثت ما يشبه الصدمة في نظام حياتها فانتقلت إلى الفرشاة والألوان في محاولة لرسم ما تعجز الكلمات عن التعبير عنه. سبع وعشرون لوحة من الزيت والإكريليك تنادي بالحرية والتوق الى عالم لا تهدده الحروب ويرتاح فيه الإنسان المفطور على السلام. ويمكن تلّمس هذا التوق من خلال الألوان الشفافة والخطوط المرهفة والأشكال التي تنقل المتفرج إلى أجواء من العذوبة والشعر. كأن هذه السيدة الجميلة تود أن تنشر الجمال حولها وأن تكتب بالفرشاة قصيدتها الأثيرة إلى قلبها. ولهذا يبدو طبيعياً أن نسمعها تقدم لوحاتها بالقول إن الفن يجمع ولا يفرق.

أطلت زينة لطيف على الدنيا في العاصمة اللبنانية بيروت، ويافعة تفتحت عيناها على الحرب اللبنانية. واختارت دراسة الحقوق كي تصبح محامية تدافع عن قضايا الإنسان.  وفي جامعة الحكمة تابعت الدراسة لمدة سنتين، لكن نار الحرب التي اندلعت في ذلك البلد الجميل عبثت بمسار حياتها مثلما حصل للكثيرين من أبناء جيلها، ودفعت بها إلى حياة الاغتراب. فمن بيروت الى جزيرة قبرص، ومنها إلى الملكة العربية السعودية ثم إلى فرنسا، بحثاً عن الأمان بمنأى عن الموت.

انتظرت زينة لطيف طويلاً قبل أن تلبّي نداء التعبير عن الذات بلغة الخطوط والألوان. وفي عام 2005 حدثت هزة في حياتها أدت الى دخولها، لاجئة، عالم الفن التشكيلي الذي كان يعيش في أعماقها. ولم يكن مستغرباً أن تحدث هذه النقلة في باريس، مدينة الثقافة والحرية والفنون. وهي أيضاً المدينة التي جمعتها بشقيقتها غابي لطيف، الإعلامية المعروفة التي ألفت آذان مستمعي راديو «مونت كارلو ـ الدولية» نبرتها المتأنقة.

شاركت الفنانة، للمرة الأولى، في صالون فناني العالم في آذار ـ مارس 2006 بلوحتين من أعمالها. وفي  العام الماضي نالت جائزة  التوقيع «Prix Signature» من غاليري كريستيان سيريه في حدائق القصر الملكي في باريس. أما في بلدها لبنان فقد شاركت، هذا العام، في معرض «ديكو فولي» الذي أُقيم في قاعات «البيال». وفي الصيف الماضي كانت لوحاتها على «درج الفن» في الجميزة  إشارة إلى التحاقها بركب الفنانين اللبنانيين الذين يجسّدون نبض الفن التشكيلي اللبناني المعاصر.

ويجيء المعرض الحالي ليتوج مسيرة زينة لطيف، الفنانة التي كانت تمسك الأقلام الملونة لتساعد أبناءها في واجباتهم المدرسية، لتكتشف أن هذه الأداة التعبيرية هي بالذات ما تحتاجه. إنه معرضها الباريسي الشخصي الأول الذي يستمر حتى الحادي عشر من الشهر المقبل.