الإقبال الكبير من جانب زوار موقع اول مكتبة رقمية اوروبية «أوروبيانا»، لم يكن في الحسبان، هذا ما أعلنت عنه المفوضية الاوروبية ببروكسل، بعد ان وصل عدد زوار الموقع الالكتروني للمكتبة في الساعة الى عشرة ملايين شخص، بينما كان المتوقع ألا يزيد العدد عن مليوني زائر للموقع، وادي هذا الاقبال الكبير الى حدوث مشكلة وعدم قدرة البعض على دخول الموقع. وقال الجهاز التنفيذي الاوروبي ان هذه المشكلة ستعرف الحل النهائي لها في منتصف الشهر القادم.
وكانت المفوضية الاوروبية ببروكسل قد أعلنت عن تدشين المكتبة الاوروبية الالكترونية، واعطى رئيس المفوضية مانويل باروسو في مؤتمر صحافي، اشارة بدء العمل بالمكتبة الرقمية التي قال، انها تحتوي على ثقافات الدول الاعضاء في العديد من اللغات. وذكر باروسو ان المكتبة ستحتوي على كتب وصحف وصور، وأفلام واعمال بصرية وسمعية، ووثائق من المؤسسات الثقافية الاوروبية حول الثقافة الاوروبية المعمارية والحضارية، والفنون والعلوم والسياسة، والتاريخ، والموسيقى، والسينما.
واضاف ان اطلاق المكتبة يجسد الخطة التي تبناها الاتحاد الاوروبي عام 2005 لتوفير التراث والثقافة الاوروبية للجميع، وهي تعد بداية، حيث انه في عام 2010 يمكن من خلال المكتبة الوصول الى ملايين الوثائق.
واوضح انه ما بين الاعوام 2009 الى 2011 تم تخصيص نحو مليوني يورو سنويا من اجل تمويل المكتبة. من جانبها اكدت رئيسة مؤسسة المكتبة الاوروبية الرقمية اليزابيث نيغيمان، ان اكثر من الف مؤسسة ثقافية ومتاحف اوروبية ستشارك في تزويد المكتبة بالوثائق. وذكرت انه خلال الاعوام من 2009 الى 2010، سيتم تمويل المكتبة بـ 69 مليون يورو من برنامج البحث الاوروبي، و50 مليون يورو من برنامج تشجيع المافسة والابتكار الاوروبي.
يذكر انه تم تاسيس مؤسسة المكتبة الرقمية الاوروبية بهولندا في نوفمبر عام 2007، حيث اعد لتدشين المكتبة، وقامت المفوضة الاوروبية للشؤون الاعلامية والمعلوماتية فيفيان ردينغ بافتتاح المكتبة الاوروبية الالكترونية «اوروبيانا» التي ستشكل بوابة اوروبا الثقافية بلغات متعددة.
وستكون «اوروبيانا» بوابة لمختلف المكتبات الوطنية الاوروبية وتغطي قطاعات مختلفة تشمل المؤسسات الثقافية والفنون والموسيقى والخرائط والمخطوطات والصحف اليومية الاوروبية وغيرها.
وسيتمكن الجمهور الأوروبي وكذلك مثقفو العالم من الدخول إلى موقع أوروبي خاص يسمح بتصفح كافة الكتب ورؤية أهم اللوحات الفنية المعروضة في المتاحف الأوروبية، وكذلك الاستماع إلى أهم المقطوعات الموسيقية الشهير ومشاهدة أهم الأفلام، أي الاطلاع على أهم محتويات التراث الثقافي الأوروبي، ومن جانبه يقول مارتن زيلماير، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إن هذا المشروع سيكون مجانياً وبمتناول الجميع حالياً، أما في المستقبل، فقد يمكن إدخال بعض الخدمات المأجورة عليه، كخدمات الإطلاع على كتب منشورة حديثاً أو أفلام أو مقطوعات صادرة مؤخراً ومتواجدة في السوق الأوروبية، «هنا لا بد من الاهتمام والالتفات إلى حقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف».
وقال البيان الاوروبي الصادر في بروكسل إن التكلفة الكلية لوضع خمسة ملايين عمل فني وأدبي على شبكة الإنترنيت تصل إلى 225 مليون يورو، دون حساب اللوحات والمخطوطات، ولهذا لا بد من أن تعمد الدول الأعضاء والمكتبات الوطنية والمؤسسات الثقافية الأوروبية إلى الاستثمار بشكل أكبر في هذا المجال.