شال علم الإمارات .. ظاهرة تجمع بين المواطنين

الإماراتيون يحتفلون بطريقتهم الخاصة باتحاد بلادهم

احتفال في رأس الخيمة («الشرق الأوسط»)
TT

حينما وقف أعضاء الحكومة الإماراتية في اجتماعهم هذا الأسبوع، ارتدى كافة الوزراء، بدءا من رئيس مجلس الوزراء نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مرورا بباقي الوزراء، الشال الممهور بالعلم الإماراتي، غير أن للشال الإماراتي قصة ترتبط بهوية وطنية يبحث عنها الإماراتيون كثيرا، فكان ارتداء هذا الشال تعبيرا عفويا لاتحاد الإماراتيين، والذي كان لافتا أنه لم يرتبط بفئة محددة من المواطنين، بل جميع أبناء الإمارات السبع، اضحوا يستخدمونه كشعار يجمع بينهم في المناسبات الوطنية، بل حتى شيوخ الإمارات لا يترددون في إرتدائه.

ولأن الإمارات تحتفل بعيد تأسيس اتحادها اليوم، فقد تحول لبس الشال الإماراتي إلى ظاهرة بين المواطنين، رجالا ونساء، أطفالا وصبية.

وبالرغم من أن الشال يتكون غالبا من العلم الإماراتي ذي الألوان الأربعة، فإن ابناء الإمارات يضيفون عليه بعضا من اللمسات في سبيل تعزيز ارتباطهم بقيادتهم، وهذا العام كانت السمة البارزة على هذا الشال، هو صورة رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وايضا صورة نائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأيضا الرقم سبعة وثلاثين في إشارة إلى أن مرور هذا العدد من الأعوام على قيام اتحاد الإمارات.

ويقول بلال البدور المدير التنفيذي لوزارة الشباب وتنمية المجتمع لـ«الشرق الأوسط» إن عام 2008 هو عام الهوية الوطنية الذي أطلقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مشيرا الى أن ظاهرة ارتداء الإماراتيين للشال «هو محاولة لترسيخ حب الوطن والارتباط به من خلال المظهر والملبس ومن خلال إشعار المواطن والمقيم والزائر على ارض الإمارات بحق هذا الوطن علينا جميعا».

ويعتقد البدور أن إظهار الإماراتيين لحب الوطن في الملبس هو واجب عليهم كما هو حق للوطن عليهم، «وبالتالي يجدد الولاء للوطن وقيادته».

البدور يقول إن قيادة الإمارات، من رئيس الدولة إلى نائبه إلى حكام باقي الإمارات وبقية المسؤولين الكبار، ارسوا تقليدا بحملهم شعار علم الإمارات على صدورهم في المناسبات الوطنية منذ عامين تقريبا «.. وهذا أبرز تأكيد على ترسيخ شعار حب هذه الأرض من الكبير والصغير ومن الشيوخ والحكام إلى المواطنين».

لكن البداية الفعلية لارتداء العلم الإماراتي كشال يلبس فوق الثوب الإماراتي، بدا واضحا وبصورة مكثفة ابان فوز منتخب الإمارات بكأس دورة الخليج التي احتضنتها العاصمة الإماراتية أبوظبي في يناير 2007، حيث حضر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المباراة النهائية وهو مرتدٍ هذا الشال، كما ارتداه ايضا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، عند استقباله المنتخب الفائز بكأس الخليج. واستمر تقليد ارتداء الشيوخ الإماراتيين للشال المزين بعلم بلادهم في المناسبات الوطنية، والتي كان آخرها فوز المنتخب الإماراتي لكرة القدم بكأس آسيا للشباب، حيث ارتدى جميع الشيوخ الذين استقبلوا المنتخب الفائز الشال الإماراتي.

وإذا كان الإماراتيون يحتفلون بطريقتهم الخاصة بمناسبتهم الوطنية بارتداء شعار علم بلادهم، فلا بد من التذكير بأن لهذا العلم قصة تستحق أن تروى، فالعلم الذي كان أول من رفعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان موحد الإمارات ورئيسها الراحل في الثاني من ديسمبر من عام 1971 ، معلناً ميلاد دولة مستقلة ذات سيادة، يتكون من اربعة ألوان. وقد لخص الشاعر صفي الدين الحلي معاني هذه الألوان في بيت من الشعر هو:  بيض صنائعنا خضر مرابعنا ..

سود وقائعنا حمر مواضينا  ويقول عبد الله محمد المعينة، السفير الإماراتي في كوريا الجنوبية، والذي صمم العلم الإماراتي، إنه قرأ إعلانا في جريدة الاتحاد الظبيانية قبل شهرين من إعلان قيام دولة الإمارات وكان الإعلان من الديوان الأميري بالتعاون مع دائرة الإعلام في حكومة أبو ظبي عن طرح مسابقة لتصميم علم الاتحاد، وفي آخر لحظة قرر المشاركة في المسابقة وتوجه لأقرب مكتبة واشترى أوراقاً وأقلام ألوان وقام بعمل 6 نماذج لعلم الإمارات كما تخيله، ووضعها في البوم وأرسلها بالبريد على العنوان الوارد في الإعلان. ولم تمض سوى أيام قليلة عندما اخبره عضو في لجنة تحكيم المسابقة وكان يعمل مستشارا في وزارة الخارجية آنذاك بأنه تم اختيار أحد التصاميم التي قدمها من ضمن 6  تصاميم فائزة من بين 1030 تصميما تلقتها اللجنة.  وتقرر عرض التصاميم الستة المختارة من قبل اللجنة على المجلس الأعلى للاتحاد لاختيار أحدها، وبقي الأمر معلقا بدون الإعلان عن التصميم الفائز انتظارا لإعلان اتحاد الإمارات، إلا أن الفائز لم يدر بفوزه بمسابقة تصميم الشعار إلا بعد أن رأى العلم خفاقا في سماء الدولة الفتية حينها.

بقي أن نشير إلى أنه وبنهاية الشهر الجاري يكون عام الهوية الوطنية الذي حدده رئيس الإمارات قد انتهى، لكن آثاره الإيجابية بالتأكيد لن تنتهي مع نهاية عام 2008، ليس فقط بارتداء الشال الذي غدا بدوره نسخة مسجلة باسم الإماراتيين، ولكن أيضا بانعكاس ارتداء هذا الشال والاهتمام به على نطاق واسع من المواطنين الإماراتيين، الذين استحقوا فعلا ان يعكسوا حبهم وولاءهم لوطنهم بارتدائهم علم بلادهم، بوسيلة بسيطة وسهلة، لكنها ذات تأثير عميق، يلحظه كل من يزور الإمارات، خصوصا في مناسباتها الوطنية.