ناد لبناني مقفل لتدخين السيجار.. يتحول إلى منتدى اقتصادي

الأول من نوعه خارج باريس

نادي عشاق السيجار اللبناني انضم اليه 30 عضوا ليس بينهم نساء (أ.ف.ب)
TT

بدأ لبنان، منذ فترة قصيرة، يشهد منتدى من نوع آخر. اجتماعات دورية في أول يوم جمعة من كل شهر. والمشاركون فيه هم أعضاؤه الدائمون الذين لا يسعون وراء منتسبين جدد، ويغيب عنهم الجنس اللطيف غياباً تاماً. والامر غير قابل للنقاش. وهذا المنتدى هو «نادي عشاق السيجار»، الذي يرأسه رئيس مجلس ادارة «البنك اللبناني للتجارة» سابقاً شادي كرم، والذي يعتبر أول من «استورد» فكرة النادي الام في باريس (نادي «كاش») خارج الحدود الفرنسية وضم اليه 30 عضواً، فقط لا غير، من النخبة في البلد والذين يستمتعون بتدخين السيجار الكوبي. ومن أبرز هؤلاء الاعضاء حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، رئيس جمعية المصارف الدكتور فرانسوا باسيل، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس، وطلال المقدسي، ورمزي نجار، وميكي تويني، وميشال تويني وبرنا خوري وسواهم من الاقتصاديين والمثقفين والاعلاميين.

أما كيف ولدت الفكرة، فيقول رئيس النادي: «لقد اختارني صديقي الفرنسي كلود لوبي عضواً في نادي «كاش» (cach)، أي نادي عشاق السيجار الهافاني عندما أسس هذا النادي في باريس ليضم حوله المولعين بتدخين السيجار من الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية مثل كلو أمبير. وباتريك ويرنر، وجان ـ فرانسوا رفيل. والعدد حالياً في حدود 50 شخصية، ويجتمع هؤلاء مرة واحدة في الشهر في احد المطاعم الباريسية الذي يتخذه النادي مقراً له. فما كان مني أن استأذنت في نقل الفكرة الى لبنان، فكان لي ما أردت، وبذلك يكون نادي بيروت هو أول فرع لـ«كاش» خارج فرنسا».

ويبدو أن النادي اللبناني اختار مطعم «لو مايون» في مركز «صوفيل» في الاشرفية موعداً للاجتماع الشهري حول مأدبة غداء يلتقي فيها الاعضاء المؤسسون البالغ عددهم 30 عضواً في أول يوم جمعة من كل شهر، ويطمح كرم لأن يتحول هذا الاجتماع الى منتدى شهري تناقش فيه كل مواضيع الساعة، من اجتماعية وبيئية واقتصادية ويكون مجموعة ضغط وقناة مساعدات اجتماعية ومصدر رعاية. الغائب الاكبر عن هذا المنتدى هو المرأة «لأن تدخين السيجار ممارسة ذكرية، ولا تأتلف مع نعومة المرأة وأطباعها، وإن كانت بعض النساء الشهيرات مارسن هذه الهواية مثل مادونا، شارون ستون، كريستين أوكرنت، ايزابيلا روسيلليني، وديمي مور»، على حد قول أحد اعضاء النادي.

وإذا كان النادي مقفلاً على 30 عضواً، فإنه ليس مقفلاً على مهنة محددة، فهناك المصرفيون والاقتصاديون والاطباء والمهندسون والمحامون والتجار والادباء والصحافيون، فضلاً عن أنه يسمح لكل عضو أن يوجه دعوة الى صديق أو أصدقاء لتذوق السيجار الهافاني، تحت اشراف المستشار التقني للنادي، والمستورد الثاني في العالم بعد اسبانيا للسيجار الكوبي محمد زيدان. فهو يلقب بـ«بابا السيجار»، وكان قد طلب من شركة «كوبا توباكو» تصنيع سيجار خاص بالنادي يحمل اسم «فينيسيا»، ليتم إطلاقه بكميات محدودة في مناسبة مرور 30 سنة على انشاء شركة «فينيسيا تريدنغ» التي يملكها زيدان في لبنان. ويتولى هذا الامر تموين الركن الخاص في المطعم بالسيجار الكوبي على أنواعه، وفي الاجتماع الشهري تختار كل شخصية ما اعتادت عليه من اسم ونوع وشكل.

ويحرص الاعضاء على ان يدعوا الى كل اجتماع ضيفا مميزا للتحدث عن تجربته مع السيجار، وكان المدعو الاول عند تأسيس النادي سفير كوبا لدى لبنان داريو دو اورا تورينتي.

يقول صاحب مطعم «لو مايون» الذي يتخذه النادي مقراً له جوزف غربي: «نحن كإدارة لا نتدخل في مسألة السيجار. كل ما نفعله هو تأمين براد خاص بالسيجار داخل المطعم يتولى الاعضاء تذخيره. وهم أيضاً يوصون على المآكل التي نعدها لهم. ونحن فخورون بأن يتحول لقاؤهم في المطعم الى منتدى رفيع يناقشون فيه كل مشكلات البلد على رائحة السيجار الذي لا يتردد مدخنوه عن التغزل بطعمه وعطره، وغلافه، ولونه وتصنيعه».

يذكر ان مؤسس نادي «كاش» في باريس كلود لوبي كان يعمل محرراً لقسم الوجبات الغذائية في مجلتي «اكسبرس» و«باري ماتش» الواسعتي للانتشار، وله مؤلفات عديدة حول الغذاء منذ العام 1987، وهو أول من أسس نادياً لـ«متلذذي الشوكولا» ونادي «أصدقاء الملاهي الباريسية»، وأخيراً نادي مدخني السيجار.

أما أشهر مدخني السيجار في العالم فكان رئيس وزراء بريطانيا الراحل السير ونستون تشرشل والمخرج الفرد هيتشكوك وتشي غيفارا، والكاتب أرنست همنغواي وفيليب نواريه وسواهم. وفي لبنان ربما كان رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام هو من أبرز مدخني السيجار.