تصاعد الجدل حول مقتل ابنة ليلى غفران وصديقتها بعد عرض تسجيل تلفزيوني للمتهم

النيابة ترفض حضور محامي هبة المعاينة التصويرية وتسمح بذلك لوسائل الإعلام

TT

أثار تسجيل فيديو عرضته عدة قنوات فضائية مصرية خاصة، بالإضافة إلى القناة الثانية في التلفزيون المصري الليلة قبل الماضية سجل بكاميرات الهواتف الجوالة لمحمود سيد عبد الحفيظ، المتهم بقتل هبة العقاد ابنة المطربة المغربية ليلى غفران، وصديقتها نادين جمال خلال قيامه بإعادة تمثيل الجريمة شكوك الكثيرين حول كونه الجاني الحقيقي، إذا توقف المتهم عن رواية وقائع الجريمة قائلا: «نسيت.. نسيت»، وصمت لنحو دقيقة، قبل أن يعاود الحديث مرة أخرى. كما قال المتهم إنه سرق 200 جنيه من مطبخ الشقة، إلا أن صوتا لم يظهر صاحبه قال له 400 فصحح المتهم المعلومة قائلا: أيوة أيوة 400 جنيه.

وقالت مصادر بالنيابة المصرية، «إن النيابة سمحت لبعض الصحافيين ومصوري القنوات الفضائية بتسجيل المعاينة التصويرية، التي أجرتها النيابة بحضور المتهم»، إلا أن المصادر لم توضح سبب هذا الإجراء غير المسبوق في حوادث أكبر من تلك الحادثة.

وقال الصحافي أحمد شلبي معد برنامج «العاشرة مساء» بقناة «دريم 2» الذي عرض التسجيل الليلة قبل الماضية، «لم نسع للتصوير، بل حضر إلينا بعض الصحافيين وأخبرونا أنهم حضروا المعاينة التصويرية وصوروها بهواتفهم الجوالة، وبالفعل عرضنا تلك التسجيلات».

وكشف عن أن هناك مقاطع أخرى لم يتم عرضها لرداءة الصورة والصوت، وقال «عرضنا أوضح المقاطع، وحرصنا على كتابة الكلام على الشاشة لنسهل على المشاهدين متابعتها»، مضيفا «لا أعلم إن كان التصوير تم بعلم النيابة أم لا».

من جانبها، شككت المطربة ليلى غفران في حديث قاتل ابنتها قائلة: «لا أتصور أن شخصا اقتحم شقة وقتل فتاتين من أجل 200 جنيه (نحو 36 دولارا) وهاتف جوال قديم، رغم وجود عدد من المقتنيات الثمينة، مثل الكومبيوتر المحمول والمصوغات الذهبية الغالية التي كانت الفتاتان تتزينان بها». وأضافت غفران «لو أنه لص بالصدفة كما قيل، فما الذي يدفعه إلى اقتحام الشقة ومعه سكين طولها 75 سنتيمترا، فاللص لا يحمل معه أسلحة لأن هدفه هو السرقة وليس القتل، ولو حمل أسلحة فربما تكون مدية صغيرة وليس سكينا كبيرة يذبح بها ويقتل».

من جانبه، رفض حسن أبو العينين محامي أسرة ليلى غفران التعليق على التسجيل الذي عرضته بعض القنوات الفضائية الليلة قبل الماضية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، «لا أستطيع التعليق لأني كرجل قانون لا أملك المعلومات الكافية، فقد رفضت النيابة طلبي بحضور التحقيقات أو الاطلاع على أوراق القضية، أو حضور المعاينة التصويرية، فيما سمحت لوسائل الإعلام المرئي والمقروء بحضور المعاينة، بل تصويرها والحديث مع المتهم».

وأضاف «مازلنا في انتظار تقارير الطب الشرعي حول تشريح جثتي الفتاتين، وتقرير البصمات وتحليل الحمض النووي (dna) الخاص بالمتهم»، مشيرا إلى أن هذه الأدلة المادية ستقطع الشك باليقين، وستثبت ما إذا كان هذا المتهم هو القاتل أم لا».

وأوضح أن الاعتراف لم يعد وحده هو سيد الأدلة، كما تقول القاعدة القانونية، وقال: «الاعتراف لا بد أن تصاحبه أدلة وأسانيد قوية، لأن المتهم قد يتراجع عن اعترافه في أي وقت، ويقول إنه تم تحت تهديد أو ضغط أو إكراه، ولكن الأدلة هي التي ستقطع الشك باليقين».

إلا أن مصادر مقربة من القضية شككت في أن يكون محمود سيد عبد الحفيظ هو القاتل، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: هناك أجزاء كثيرة مفقودة في القضية مثل حذاء المتهم، لم يرد ذكره أكثر من أن المتهم خلعه قبل دخول الفيلا، وحتى الآن لم يتم العثور عليه، كما أن دقة المتهم في تحديد المواعيد، أنه من الساعة كذا فعل كذا، وعدم قيامه بسرقة أي شيء عدا المائتي جنيه وتليفون جوال قديم، والطريقة الوحشية التي قتلت بها الفتاتان».

وأضافت المصادر، التي رفضت تعريفها، «النيابة سمحت لوسائل الإعلام بالتسجيل مع المتهم حتى تؤكد للناس أنه القاتل، إلا أن هذا الأمر، على العكس من ذلك، أثار الكثير من الشكوك حول القضية».

من جانبها، رفضت الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع الجنائي بالمركز القومي للبحوث فرضية أن يكون المتهم محمود سيد عبد الحفيظ هو الجاني، قائلة «المجرم بالصدفة لو رأى منظر الدماء سيخاف ويفر ولن يرتكب جريمتي قتل بهذه الوحشية».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط»، «المجرم بالصدفة لا يكون لديه تخطيط لارتكاب جرائم بهذه البشاعة، وبالتالي لن يحمل معه سكينا كبيرة لقتل من يعترضه حال ارتكابه السرقة».

وقالت: «عندما شاهدت التسجيلات التي بثتها القنوات الفضائية الليلة قبل الماضية للمتهم، رأيت أن عنده برودا تاما، والمجرم بالصدفة بعد ارتكاب جريمته يصاب بانهيار عصبي لأنه غير معتاد على منظر الدماء، فالقتل جريمة تتنافى مع السلوك الإنساني الطبيعي، ولكن هذا البرود يظهر أنه متمرس ومعتاد على منظر الدماء».

وأرجعت أستاذة علم الاجتماع الجنائي ازدياد نسبة العنف في الجرائم إلى سببين، أولهما الضغوط المادية والاقتصادية وانتشار البطالة في المجتمع المصري. وأشارت إلى أن السبب الثاني هو ان وسائل الإعلام أصبحت تبث محتوى حافلا بمشاهد العنف والقتل، «أصبح معتادا ن أن يشاهد الطفل مشاهد القتل والدماء والعنف على شاشة التلفاز.. أصبحنا نربي أولادنا على العنف».

من جانبها، قالت مصادر بمدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة)، أن المدينة تشهد حاليا إجراءات أمنية مكثفة لتأمين المساكن، خاصة مع اقتراب عطلات عيد الأضحى، واتجاه أغلب سكان المدينة للسفر إلى المناطق الساحلية والسياحية لقضاء العطلات، التي تستمر عشرة أيام.