الإعلام.. ذراع الشرطة الخفية

كان السبب في القبض على المتهم بقتل ابنة ليلى غفران

TT

«الإعلام مهم يا أستاذ.. هو اللي بينوّر الناس».. بهذه الجملة المفصلية دحض العم سيد، وهو بواب بإحدى البنايات في حي المهندسين الراقي، أي سبب للتردد أو الامتناع عن إبلاغ الشرطة، إذا ما وقع في موقف مشابه لما حدث مع سائق التاكسي، الذي أبلغ عن المتهم بقتل هبة ابنة الفنانة ليلى غفران، وصديقتها نادين بعد انتشار القصة في وسائل الإعلام.

وبشهامة ابن البلد يؤكد العم سيد: «هو في حد حيتأخر عن انه يبلغ عن المصيبة ديه يا بيه.. لازم أي حد حيعمل كده». شهامة سيد وأمثاله تعيد إلى الذاكرة ما تم في الفيلم السينمائي الشهير «حياة أو موت»، وكيف كان للإعلام دور بارز في التأثير على المواطنين، وفي إنقاذ البطل من موت محقق. وكما ساهم الإعلام في الفيلم في إنقاذ حياة أحد المرضى، ساهم أيضا بشكل من الأشكال في التوصل إلى المتهم بقتل هبة ابنة الفنانة ليلى غفران وصديقتها نادين.

وحسبما تقول الشرطة فإن أحد سائقي التاكسي كان المبلغ عن الحادث. ولم يتحرك السائق، إلا بعد نشر تفاصيل الجريمة بكل أبعادها البشعة على نطاق واسع في وسائل الإعلام والصحافة، لتتوصل الشرطة إلى المتهم خلال 5 أيام من وقت وقوع الجريمة.

ورغم ذلك لا يزال البعض يتخوف من الإبلاغ عن الجرائم حتى إن كانت شخصية وبسيطة، خوفا من الدخول في روتين السلطة. ومثلما يقول إياد صالح، وهو خريج حديث في كلية الإعلام جامعة القاهرة: «نعم قد أتردد قبل الإبلاغ عن أي حادث، ولي سابقة في هذا الأمر عندما سرق الجوال الخاص بشقيقتي وأمسكوا باللص ومع تسليمه للشرطة صادرت الشرطة الجوال، كونه من أحراز القضية ولم أتسلمه إلا بعد إجراءات طويلة ومملة». لكن إياد يتجاوز هذا الموقف البسيط الخاص مؤكدا أنه إزاء أي حادث قتل أو حادث كبير لن يتردد معه في الإبلاغ، «لأن الأمر لن يكون مقتصرا على شيء بسيط وإنما حياة إنسان».

من جهته يرى الدكتور عاطف العبد أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، أن دور وسائل الإعلام زيادة وعي المواطنين، ويساعد في تحويلهم من متلق سلبي إلى عضو نشيط في المجتمع.