أحرضان: الرسم مثل السياسة جهاد ومعاناة

ينشر مذكراته عن الحياة السياسية المغربية قريبا

TT

قال المحجوبي أحرضان رئيس حزب الحركة الشعبية المعارض، ورئيس مجلسه الرئاسي، إنه بصدد وضع كتاب عن سيرته الذاتية، متحدثا فيه عن المراحل التي عاشها، والمواقف التي واجهها، والتجارب التي مر بها، على امتداد حياته السياسية، وتوقع أن يصدر الكتاب في المستقبل القريب خلال العام المقبل.

وأعلن احرضان عن ذلك لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مساهمته بلوحاته وأعماله التشكيلية في معرض مشترك بأحد المراكز التجارية الكبرى بالرباط، الليلة قبل الماضية، إلى جانب أربعة رسامين مغاربة هم محمد بناني، وكريم بناني، وسعد السفاج، ومحمد التومي.

وأضاف أحرضان، أنه لا يعتبر نفسه زعيما سياسيا، رغم هذا المسار الطويل الذي قضاه في معترك الحياة السياسية، سواء كوزير لأكثر من مرة، في عدد من الحكومات المتعاقبة، أو كأمين عام سابق لحزب الحركة الشعبية، الذي أنشأه في أواخر عقد الخمسينات من القرن الماضي، موضحا انه «مواطن مغربي يكرس نفسه في خدمة بلده، لا أقل ولا أكثر».

ورفض أحرضان تصنيف فنه في أسلوب تشكيلي محدد، أو مذهب معين، مكتفيا بالقول، إنه يرسم ما يحس به، وما يعبر عن تفاعله بصدق مع العالم والمحيط به، مشيرا إلى أن عطاءه في هذا الميدان نابع من الأرض التي ولد فيها، وأن ألوانه، بالتأكيد، هي انعكاس للطبيعة المغربية بكل غناها وتجددها عبر الفصول.

وذكر أنه لا يخلط بين السياسة والرسم، وأنه يدخل إلى مرسمه للتفرغ لعمله الفني حين تنتابه الرغبة في ذلك، مشيرا إلى أن الأشياء التي لا يمكنه التحدث عنها، أو كتابتها، ينصرف إلى صياغتها في تعبيرات تشكيلية تجسد ما يعتري دواخله من مشاعر وأحاسيس.

وأوضح أحرضان أنه لا يجد راحته في الرسم بل في المشي، لأن التشكيل، في نظره، مثل السياسة، جهاد ومعاناة، يتطلب تركيزا كبيرا، وبحثا عميقا، وإلماما واسعا بكل قواعده.

وعبر عن اعتزازه بكون أولاده، مثله، «مولوعين بالفن عامة، وبالتشكيل بصفة خاصة»، وأن لهم محاولات في هذا المجال.

وعند سؤاله: هل يحضر الأمناء العامون للأحزاب السياسية المغربية معارضه التشكيلية، وهل يتابعون تجربته الفنية؟ رد بطريقته المعهودة في الكلام: «ذلك شأنهم، وهم أحرار، سواء حضروا أو تغيبوا».

وحين طرحت عليه «الشرق الأوسط» سؤالا حول غلاء اللوحات التشكيلية، مما يحول دون امتلاكها من لدن الجمهور العادي، انبرى مجيبا، أنه يجب ألا تستهين بالرسم، وأن العاجزين عن الشراء في إمكانهم صرف النظر عن ذلك، وقال إن الرسام بدوره يصرف مالا كثيرا من اجل اقتناء مواد الرسم وأدواته ومستلزماته، إضافة إلى ما ينفقه من وقت طويل، وجهد فكري وذهني وإبداعي، عند انجاز لوحاته التشكيلية.

وخلص أحرضان إلى القول: «طبعا، هناك العمل الفني التشكيلي الغالي، وهناك الرخيص أيضا، وهناك بعض الرسامين ممن يتبرعون بإنتاجاتهم الفنية من دون مقابل مادي».