معرض فوتوغرافي عن البيوت الريفية ذات القباب والجدران الطينية

أمام زحف الإسمنت واختفاء العمارة التقليدية

الأسقف الخشبية الفلكلورية في البيوت الريفية السورية («الشرق الاوسط»)
TT

تحتضن حالياً صالة المعارض في المركز الثقافي الألماني بدمشق (معهد غوته) وصالة كلية العمارة بجامعة دمشق معرض صور فوتوغرافية تحت عنوان: «العمارة والهوية: البيوت السكنية التقليدية في سورية).

ومعه يسترجع الدمشقيون تلك البيوت الطينية التقليدية ذات القباب بشكل فني من الطين، وكذلك البيوت المربعة والمستطيلة بجدرانها الطينية وأسقفها المشيّدة من عوارض خشبية وبلوك طيني جميل. ويسلط الضوء على الجودة العالية لظروف السكن في المنازل التقليدية الريفية السورية خاصة من النواحي الصحية والبيئية والاجتماعية. ويقام المعرض في إطار احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية بالتعاون مع معهد غوته ومعهد الآثار الألماني في دمشق والهيئة الألمانية للتبادل العلمي والهيئة الألمانية للتعاون التقني ومتحف الفنون الإسلامية في برلين، وهو موزع على قسمين في آن واحد. يتناول القسم الأول المُقام في معهد غوته موضوع المنازل التقليدية السورية من الناحية الجمالية عبر مجموعة صور فوتوغرافية للمصورين والمعماريين الألمانيين كارين بوت ويوليانه ييغر والمصور العراقي الألماني إخلاص أبيس. أما القسم الثاني المُقام في كلية العمارة، فيتناول الجانب التقني والإنشائي للمنازل التقليدية الموجودة بشكل خاص في شمال شرقي سورية ووسطها. يقدم المعرض صوراً فوتوغرافية لبيوت قديمة متميزة في دمشق وحلب وفي المناطق الريفية أيضاً في المنطقتين الشمالية الشرقية والوسطى الغربية، وهي منازل مبنية من الطين والحجارة والقش والخشب، طبقاً لأساليب عرفت منذ ما يزيد عن خمسة آلاف عام. يقام هذا المعرض في معهد غوته في دمشق، ومن ثم في المدينة القديمة بحلب قبل أن ينتقل إلى ألمانيا في متحف الفن الإسلامي في برلين وغيره من المتاحف المتخصصة بثقافة الشرق الأوسط. كما رافقت افتتاح المعرض محاضرة قدمتها الدكتورة كارين بوت في صالة معهد غوته، حول «البيوت السكنية التقليدية في سورية» والدكتورة كارين بوت فنانة غرافيكية وباحثة في تاريخ البناء قامت بوضع تصميم هذا المعرض. وكانت قد كتبت رسالة دكتوراه حول «خيم وبيوت مقببة وبيوت مربعة ـ السكن والبناء في ريف سورية» ونشرتها في ألمانيا عام 2005 ككتاب مصور بدعم من جمعية الأبحاث الألمانية.

وفي مفردات المعروضات، نشاهد تلك البيوت الريفية البسيطة التي قضى عليها الزحف الإسمنتي حتى في القرى السورية الصغيرة، فتحولت هذه البيوت المقببة والطينية تراثاً جميلاً تجهد العديد من الجهات المعنية والجمعيات الأهلية للمحافظة عليه وتشجيع أصحاب هذه البيوت على عدم هدمها واستبدالها بالاسمنت المسلح. ونشاهد في المعرض نماذجَ لأبنية بشكل هرمي مخروطي تنتشر في ريف الداخل والشمال السوري مبنية على ارتفاع حوالي 4 أمتار وفوقها ما يسمى محلياً طنطور القبة. كذلك نشاهد في المعرض بيتاَ مبنيا من عدة قباب متجاورة بشكل سلسلة يفصل بينها منطقة تسمى «التياخ» تساعد في عملية الصعود إلى كتف القبة ونشاهد أيضاً البيوت المربعة والمستطيلة الطينية ومفرداتها من الساموك والطنب والبان، وهي جذوع أشجار قوية تبنى منها البيوت بشكل فني بيئي جميل.