محامي المتهم بقتل ابنة ليلى غفران لـ «الشرق الأوسط»: موكلي تعرض للإكراه للاعتراف بالجريمة

متحدث أمني ينصحه بتقديم شكوى فورية إلى النيابة

TT

في وقت أوضح فيه مصدر قضائي بالنيابة المصرية ردا على أسئلة «الشرق الأوسط»، أن مزاعم المحامين أو شكاواهم من أي عراقيل في متابعة سير التحقيقات، «لا محل ولا وجود لها»، قال سيد فكري محامي محمود سيد عبد الحفيظ المتهم بقتل هبة العقاد، ابنة المطربة المغربية ليلى غفران، وصديقتها نادين جمال قبل عشرة أيام، إن موكله لم يعترف أمام النيابة العامة بارتكاب الجريمة، وإنه مثّل المعاينة التصويرية للجريمة تحت الإكراه، لكنه أقر في الوقت ذاته، بأن المتهم تسلل إلى شقة الضحيتين بالفعل وسرق مبلغ 400 جنيه وهاتفين محمولين، فيما كانت الفتاتان نائمتين، وانصرف من دون أن يقتل أحدا، بينما قال حسن أبو العينين محامي ليلى غفران، إن النيابة العامة منعته أمس من الاطلاع على أوراق القضية، التي تتضمن تحقيقات النيابة مع المتهم، ومحاضر الضبط، وتقارير الطب الشرعي، رغم أنه قدم طلبا رسميا بهذا الخصوص لمكتب النائب العام.

وقال فكري في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن موكله (المتهم) بريء من دم الفتاتين، وأنه طوال سبع ساعات ظل ينكر أمام النيابة ارتكابه الجريمة، ليتدخل ضابط مباحث كان ألقى القبض على موكله، وأن الضابط قال للنيابة: «اتركوني معه (مع المتهم) ربع ساعة وسوف يعترف بعدها (بقتل الفتاتين)»، وأضاف المحامي أن «وكيل النيابة رفض طلب الضابط المثير للريبة».

وأضاف فكري، محامي المتهم، قائلا إنه خرج من النيابة في الساعة الواحدة والنصف فجر الأربعاء الماضي، بعد انتهاء التحقيقات مع موكله، وأنه انصرف على أساس أنه سيعود إلى محبسه، إلا أنه، كمحام، فوجئ في اليوم التالي بأن النيابة اصطحبته في الثالثة والنصف فجرا لإجراء المعاينة التصويرية بمسرح الحادث، بدون حضوره للدفاع عن المتهم، وتساءل: «ما الذي حدث في الساعتين بين انصرافي والانتقال للمعاينة التصويرية.. ما الذي جعل موكلي يقر بالجريمة».

وأوضح محامي المتهم، أن القانون ألزم المحقق بضرورة وجود محام عن المتهم في كل خطوة من خطوات التحقيق، بما فيها المعاينة التصويرية، وهو ما لم يحدث على حسب قوله، وأضاف موضحا: «علمتُ أمس (السبت) بالصدفة أن موكلي نُقل من محبسه في سجن طرة إلى نيابة جنوب الجيزة، وذهبتُ مسرعا لأتابع التحقيق إلا أنني لم أجد تحقيقا، ولم أعرف سببا لوجوده في النيابة حتى الآن». وأشار محامي المتهم، الى أنه قدم طلبا للاطلاع على أوراق القضية، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من النيابة التي تتولي التحقيق.

وأقر فكري بأن موكله تسلل بالفعل إلى شقة المجني عليهما وسرق 400 جنيه وهاتفين محمولين، فيما كانت الفتاتان نائمتين وهرب من دون أن يقتل أحدا، وقال: «بقعة الدماء التي وجدت على سور الفيلا بالفعل تخص موكلي، ولكنها من أثر إصابته بجرح وهو يتسلق مواسير الصرف الصحي للتسلل إلى الشقة».

وشكك فكري في أن اتهام موكله بارتكاب الجريمة تم تحت ضغط، وقال: «رغم عدم وجود أية آثار لضرب أو تعذيب على موكلي، إلا أنه من الممكن أن يكون تعرض لضغط معنوي دفعه للاعتراف بارتكاب الجريمة، كما أن كل من شاهد تسجيل المعاينة التصويرية أكد أن المتهم كان في حالة عقلية غير طبيعية، مرجعا ذلك إلى أنه قد يكون تحت تأثير حبوب مخدرة».

وأشار إلى أن المتهم قبض عليه في الساعة الواحدة فجر الثلاثاء الماضي، وعرض على النيابة المسائية في السابعة والنصف من مساء اليوم نفسه أي بعد نحو 16 ساعة من القبض عليه، وتساءل قائلا: «أين كان موكلي طوال هذه الفترة، وما الذي منع عرضه على النيابة الصباحية؟». وأضاف فكري: «المتهم جاري في السكن وأعرفه وأعرف أسرته كلها، ووالده هو الذي وكلني للدفاع عن ابنه، وأؤكد أنه (محمود) لا يمكنه أن يرتكب مثل هذه الجريمة».

من جانبه رفض متحدث باسم وزارة الداخلية المصرية اتهامات محامي المتهم بقتل الفتاتين وتشكيكه في سلامة إجراءات القبض والتحقيق، وقال المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان محامي المتهم يشك في أن موكله تعرض لضغط أو إكراه، أنصحه بالتوجه فورا للنيابة للإبلاغ عن ذلك».

وأضاف «ماذا تتوقع من محامي الدفاع عن المتهم.. يجب أن يثبت براءة موكله بكل الطرق، وأول هذه الطرق هو الادعاء بأن المتهم تعرض للتعذيب، ولكني أسأله أين كان وكيل النيابة المرافق للمتهم في المعاينة عندما جرى التعذيب.. هذا كلام غير منطقي».

من جانبه قال حسن أبو العينين محامي أسرة القتيلة هبة العقاد، إن النيابة منعته أمس (السبت) من الاطلاع على أوراق القضية، رغم أنه قدم طلبا رسميا بهذا الخصوص إلى النائب العام، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»، «ذهبتُ أمس لمقر النيابة وفقا للموعد المحدد للاطلاع على أوراق القضية، إلا أنني فوجئت برفض طلبي بحجة أن أوراق القضية في مكتب أحد مسؤولي النيابة، الذي بدأ إجازة عيد الأضحى».

وأشار أبو العينين إلى أن القضية ستغلق مؤقتا حتى انتهاء عطلات عيد الأضحى المبارك، يوم السبت المقبل، حيث سيطلب مجددا الاطلاع على الأوراق ومتابعة التحقيقات، وفقا للقانون.

وقال مصدر قضائي بالنيابة المصرية، إن مزاعم المحامين أو شكواهم من أي عراقيل في متابعة سير التحقيقات لا محل لها. وكانت النيابة قد جددت يوم الخميس الماضي حبس محمود سيد عبد الحفيظ المتهم بقتل هبة العقاد ابنة المطربة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين جمال في شقة الأخيرة بمدينة الشيخ زايد بمحافظة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة) قبل عشرة أيام طعنا بالسكين.