مصر: تحقيقات مقتل ابنة ليلى غفران وصديقتها تدور حول الحقيبة المختفية

محامي المتهم لـ«الشرق الأوسط»: علمتُ أن زوج هبة حضر إلى النيابة وقدم المجوهرات التي كانت ترتديها زوجته يوم الحادث

TT

شهدت تحقيقات النيابة المصرية في قضية مقتل هبة العقاد، ابنة المطربة المغربية ليلى غفران، وصديقتها نادين جمال في فيلا الأخيرة غرب القاهرة الشهر الماضي مفاجآت مثيرة. فقد قدّم حسن أبو العينين محامي أسرة هبة بلاغاً للنيابة باختفاء حقيبة تخصها كان فيها مجوهراتها الشخصية، بالإضافة إلى بطاقتها الشخصية وعدد من بطاقات الائتمان «الفيزا»، وفي اليوم نفسه حضر خالد جمال، والد القتيلة الثانية نادين، وسلم النيابة الحقيبة إلا أنها كانت فارغة من محتوياتها. وكشف أحمد جمعة، محامي محمود سيد عبد الحفيظ المتهم بقتل الفتاتين، عن أن علي عصام زوج القتيلة هبة حضر إلى النيابة أمس وسلّم المجوهرات المُبَلغ باختفائها قائلا إنه أخذها من منزل والدتها ليلى غفران.

المحامي حسن أبو العينين قال أمس لـ«الشرق الأوسط»: إن «تحقيقات الأمس دارت كلها حول حقيبة هبة التي قدمتُ بلاغاً باختفائها بعد مقتلها»، مشيراً إلى أن «والد القتيلة نادين حضر إلى النيابة وسلّمها الحقيبة بعدما عثر عليها في مسرح الحادث وظن أنها تخص ابنته، خاصة وأنها كانت فارغة ولا يوجد بها ما يدل على هوية صاحبتها».

وأضاف: «تعرفتُ على الحقيبة، وكانت عليها بقع دم كثيرة، لذلك طلبتُ من النيابة إحالة الحقيبة للطب الشرعي، لتحليل آثار الدماء التي عليها ومعرفة هوية صاحبتها»، معرباً عن اعتقاده أن هذه الحقيبة ستلعب دوراً مهماً في القضية.

وأشار محامي أسرة القتيلة هبة العقاد إلى أن النيابة سمحت له أول من أمس بالاطلاع على أوراق القضية، وقال: «لم أجد أي مفاجآت غير متوقعة. كل أوراق القضية عبارة عن التحقيقات مع المتهم وأقوال الشهود، وكذلك محضر الضبط، والمعاينة التصويرية»، موضحاً أن تقرير الطب الشرعي حول تشريح جثة القتيلتين وكذلك عينة الحمض النووي (DNA) الخاصة بالمتهم لم يصدرا بعد. أما أحمد جمعة محامي محمود سيد عبد الحفيظ المتهم بقتل الفتاتين فقال لـ«الشرق الأوسط»: «علمتُ من مصادر بالنيابة أن علي عصام حضر إلى النيابة أمس (الخميس) وقدم المجوهرات التي كانت ترتديها زوجته يوم الحادث، زاعما أنه حصل عليها من منزل والدتها ليلى غفران بعد الحادث ليبيعها ويتصدق بثمنها على روح زوجته». وأكد ثقته في براءة موكله الذي أنكر تهمة القتل المزدوج المقرون بالسرقة التي وجهتها له النيابة العامة عند النظر في تجديد حبسه أمام قاضي المعارضات. وقال: «موكلي (المتهم) تعرض لتعذيب مادي ومعنوي من قبل رجال الشرطة دفعه للاعتراف بجريمة لم يفعلها».

وبينما نفت مصادر أمنية مصرية ما قالت إنها مزاعم المتهم في محاولة منه للإفلات من عقوبة ما ارتكبه من جريمة ثابتة بالأدلة، نقل جمعة عن المتهم قوله «بعدما تعرضت للتعذيب عقب إلقاء القبض عليَّ عُرِضتُ على وكيل النيابة، وأنكرت أمامه ارتكابي للجريمة، إلا أن الضباط أخذوني مرة أخرى وعذبوني، وعرضوني ثانية على وكيل النيابة، واعترفت له بأني سرقت الفتاتين فقط، ليأخذني ضباط الشرطة ثانية ومارسوا عليَّ ضغوطا نفسية، وقالوا لي إنهم سيوكلون محاميا للدفاع عني في حال اعترافي، وأنني لن أُعدم لأن عمري يقل عن 21 عاما، وهددوني بأنني في حال رفضي سيلفّقون لي القضية وسينكّلون بأسرتي، فاعترفت خوفاً من إلحاق الأذى بي وبأسرتي».

وأوضح جمعة أن النيابة توصلت للمتهم عن طريق الهاتف المحمول الخاص بالقتيلة نادين والذي اشتراه المتهم من أحد الباعة في سوق شارع عبد العزيز بالقاهرة، وهو شارع رئيسي في بيع الهواتف المحمولة، دون أن يعرف أنه يخص القتيلة. وتابع إن «شارع عبد العزيز معروف بأن الهواتف المسروقة تُباع فيه، وأحد هذه الهواتف اشتراها محمود (المتهم) دون أن يعلم مصدره، وأعطاه لصديق له بدلا من هاتف آخر كان أخذه منه، وهذا الهاتف سيكون دليل البراءة».

وكانت غرفة المشورة بمحكمة جنوب الجيزة الابتدائية برئاسة المستشار عصام عبد الراضي قد جددت أول من أمس حبس محمود سيد عبد الحفيظ عيسوي (20 عاما حداد مسلح) المتهم بقتل هبة العقاد ونادين جمال في فيلا الأخيرة بحي الشيخ زايد بمحافظة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة) في السابع والعشرين من الشهر الماضي.