كائنات رمزية وأساطير ملونة وطيور خيالية

في معرض الفنان حسكو حسكو في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق

الفنان حسكو حسكو مع لوحة له في المعرض
TT

تحتضن حالياً صالة المعارض في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق معرض الفنان التشكيلي السوري: (حسكو حسكو) والمستمر حتى التاسع من يناير القادم. يضم المعرض عدداً من الأعمال ذات الأحجام الكبيرة التي أنجزها حسكو في السنتين الأخيرتين والتي تأخذ من البيئة المحلية للشمال السوري موضوعاً رمزياً لها حيث الطبيعة والحياة الريفية البسيطة والبيوت الطينية. وفي حديث حول أعماله قال حسكو لـ«الشرق الأوسط»: «قدمت أعمالاً جديدة مستمدة من الذاكرة الشعبية للشعب السوري ومن الحكايات والأساطير السورية القديمة حيث الكائنات الرمزية كالغول والطيور الضخمة ذات الدلالات والمعاني في نسيج سورية الحضاري القديم». وعمل حسكو على تقديم أعماله الجديدة بطريقة معاصرة وبأدوات معاصرة وباستخدام مواد غير تقليدية حيث استخدم الزيت والاسمنت والجبصين والأكريليك ورمل الأرصفة والكاوتشوك ودواليب السيارات «جمعتها كلها في لوحاتي ولذلك كان هناك صعوبة في التنفيذ لبعدها عن التقليدية وتركيزي على المعاصرة مع الحداثة والتعبيرية وعدم التخلي عن الشكل النهائي للكائنات الحيوانية الأسطورية».

وبشكل عام ـ يقول حسكو ـ إنه لم يعتمد مدرسة وأسلوباً فنياً محدداً بل استخدم السوريالية والتعبيرية والواقعية وأحياناً وبنفس اللوحة تشاهد مساحة من التجريد، وكلها تعبر عن شيء في داخل الفنان.

وعن أعمال حسكو ومعروضاته قال الناقد الفني جولان حاجي: (تبدو لوحة حسكو للوهلة الأولى انفجاراً هادئاً، إذا جاز التعبير؛ لقد انفجر المشهد وبقيت مخلوقاته معلَّقةً في فضاءٍ معلَّق قلما نلمح أثراً للبشر، إنهم غائبون وقد نلمحُهم أحياناً أثرَ عبورهم. إنها احتفاء ببراءة الحيوان الأول، الحرّ والنقي، واليد التي تلتقطه لا تلوذُ به أو تهرب إليه وإنما تنطلقُ صوبه.

تقول بطاقة حسكو انه تخرج من كلية الفنون الجميلة في العام 2000. وأقام عددا من المعارض الفردية في صالة عشتار 2002، وغاليري مصطفى علي 2007، وهي المرة الثانية التي يعرض فيها أعماله في المركز الثقافي الفرنسي حيث أقام معرضا فرديا في صالة المركز في العام 2004. شارك بعدد من المعارض الجماعية داخل سورية وخارجها منها معرض في قصر اليونيسكو ـ بيروت 2001، ومعرض جماعي في قاعة المتحف الوطني السليمانية العراق 2004. نال عدة جوائز منها وآخرها جائزة غاليري أيام للشباب السوري في العام 2007.