نقاد مغاربة يطالبون بمحاكمة مخرجين سينمائيين

بسبب أفلامهم الرديئة المنتجة بالمال العام

مشهد من فيلم «بحيرتان من الدموع» («الشرق الاوسط»)
TT

طالب صحافيون ونقاد مغاربة هذا الأسبوع، بمحاسبة عدد من المخرجين المغاربة لـ«إهدارهم المال العام» عن طريق إنتاج أفلام سينمائية رديئة لا تستحق المشاهدة.

فقد خيبت معظم الأفلام السينمائية المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم الوطني، الذي استضافته مدينة طنجة بشمال المغرب، آمال الجمهور بسبب ضعفها على جميع المستويات الفنية والتقنية والإبداعية، إلى درجة تسببها في «تعذيب نفسي للمشاهد»، على حد تعبير احد النقاد. وينطبق هذا الوصف إلى حد كبير جداً على فيلم «بحيرتان من الدموع» للمخرج محمد حسيني، الذي يحكي قصة مراهقة تتمرد على سلطة الأخ في البيت عبر الارتباط بعلاقة مع شاب تنتهي بحمل غير شرعي. إلا أن الموضوع يطرح بسطحية إلى حد العبث، كما قال أحدهم، وغياب أي منطق يبرر بعض الأحداث والمواقف، وهو الأمر الذي أثار استهجان وسخرية الجمهور، الذي حضر لمشاهدة العرض، الذي دام أكثر من ساعتين. وعبر بعض الجمهور بعدها عن أنه كان ينتظر أن تتحقق أمنية واحدة فقط، هي رؤية الكتابة تصعد على الشاشة السوداء معلنة نهاية الفيلم.

وأثناء مناقشة الفيلم من طرف النقاد والصحافيين تعامل الحسيني بلامبالاة مع الملاحظات الموجهة إليه، ورفض الإجابة عن كل سؤال على حدة، مؤكداً في الختام أنه قدم عملاً سينمائياً «فنياً» موجهاً للنخبة، وليس لجمهور المهرجان الوطني. ولم يتقبل الانتقادات التي وجهت إليه والتي دعا بعضها إلى «محاكمته» لأن الفيلم أنتج بالمال العام.

وتعليقاً على الموضوع، قال محمد الدهان الناقد السينمائي المغربي، لـ«الشرق الأوسط« انه يؤيد «محاكمة المخرجين المغاربة الذين قدّموا أفلاماً تسيء للسينما المغربية، وهي تحتفل بذكراها الخمسين، مرتكبين أخطاء غير مبرّرة بالنظر إلى تجربتهم الطويلة في الميدان، ومستحقين بذلك «محاكمة أخلاقية»، لا سيما أن هذه الأفلام تتلقى الدعم المادي من المال العام، في حين يعاني المغرب من الفقر والبطالة». وأوضح الدهان أن بعض المخرجين لم يمتلكوا الجرأة لمواجهة الجمهور، ولم يحضروا أثناء مناقشة أفلامهم.

مما يذكر أن بين الأفلام التي عرضت، نال فيلم واحد بعض الاستحسان هو «خربوشة» لحميد الزوغي، بعكس أفلام أخرى مثل «الطفولة المتمردة» لمومن السميحي «وزمن الرفاق» لمحمد شريف الطريبق و«رقم واحد» لزكية الطاهري و«عقلتي على عادل» لمحمد زين الدين. في حين وصف البعض فيلم «لولا» للمخرج نبيل عيوش، بأنه لا يحمل أية هوية مغربية، وبالتالي فإن دخوله المنافسة غير مبرّر من وجهة نظرهم، رغم جماليته على المستوى الفني والتقني.