مقهى «كافيه رويال» العريق يغلق أبوابه.. ويطرح محتوياته للبيع في المزاد

بعد 150 عاما من افتتاحه

مقهى «كافيه رويال» في وسط لندن يغلق أبوابه بعد 150 عاما (إ.ب.أ)
TT

تودع العاصمة البريطانية احد أعرق مقاهيها والشاهد على الكثير من الاحداث الاجتماعية والثقافية على مدى 150 عاما. مقهى «كافيه رويال» الواقع في شارع ريجينت ستريت سيغلق أبوابه يوم 22 يناير (كانون الثاني) المقبل بينما سيقام مزاد لبيع محتوياته. وسيغلق المقهى، الذي كان نقطة التقاء لأشهر الأسماء، أمثال اليزابيث تيلور وبريجيت باردو، أبوابه بسبب أعمال إصلاح وصيانة.

وستقوم دار مزادات «بونهامس» ببيع محتويات المقهى في صالتها بحي نايتس بريدج يوم 20 من شهر يناير المقبل ومن بين 120 قطعة من محتويات المقهى هناك نجفة ذهبية تقدر قيمتها بنحو ثمانية آلاف جنيه استرليني (ما يعادل 8500 يورو) وكذلك ساعة مصنوعة من خشب الماهوجني تقدر قيمتها بنحو ستة آلاف جنيه استرليني.

ويتوقع تشارلي توماس من دار «بونهامس» ان يحقق المزاد نجاحا نظرا لمكانة المقهى التاريخية وقياسا على النجاح الذي لاقاه المزاد الذي أقامته الدار لمحتويات فندق «سافوي» اللندني العام الماضي. ويضيف توماس ان المشترين سيكون بمقدورهم الحصول على قطعة من مؤسسة لندنية عريقة. ويتوقع خبراء المزاد ان تصل الارباح العامة للمزاد حوالي 200 الف جنيه استرليني.

المزاد الذي ينقسم الى ثلاث اقسام يقدم مفروشات وثريات وقطع سجاد واعمالا فنية زينت أرجاء المقهى العريق من بينها ثريا يتوقع ان تباع بـ 10 آلاف جنيه استرليني وساعة من خشب الماهوجني صنعت في اوائل القرن العشرين يقدر لها 6 آلاف جنيه.

ومن القطع التي يضمها المزاد أيضا حلبة للملاكمة من فترة الخمسينات من القرن الماضي يقدر سعرها ما بين 4000 الى 6000 جنيه استرليني. الحلبة التي استخدمت ايضا لإقامة حفلات العشاء الرسمية، شهدت جلسات لأعضاء «ناشيونال سبورتينغ كلوب» التي قاموا فيها بوضع بعض قواعد اللعبة التي لا تزال سارية حتى الآن.

يعرض المزاد ايضا مجموعة من الصور التاريخية لشخصيات مشهورة اعتادت ارتياد المقهى تقدر بحوالي 300 جنيه، كما يقدم المزاد مجموعة من المرايات يعود تاريخها الى اواخر القرن التاسع عشر.

ويذكر أن العديد من الفنانين والساسة والادباء وأفراد الاسرة المالكة كانوا من الزبائن المستديمين في المقهى. ويروي التاريخ ان إدوار الثامن وجورج السادس اعتادا على الذهاب الى المقهى قبل اعتلائهما العرش وتحتفظ سجلات المقهى بتعليمات احد العاملين في المقهى حول زيارة الاميرين حيث كتب «دوق يورك وأمير ويلز يحضران للغذاء دائما، قائمة الطعام دائما بسيطة لا تعقيدات فيها».

يحفل سجل زوار المقهى بأسماء شهيرة من كافة المجالات، فقد استضاف المقهى شخصيات مثل الاميرة ديانا والمغني ميك جاغر ورئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر والملاكم محمد على كلاي والممثل الاميركي يول براينر. كما قام الشيف المعروف غوردون رامزي بإقامة حفل زواهه هناك.

والى جانب المشاهير لا يخلو تاريخ المقهى من المشاجرات والجرائم ايضا، ففي عام 1894 تم العثور على جثة حارس المقهى مقتولا بطلق ناري ولم يعثر على قاتله.

والمقهى الذي ستقوم شركة عالمية بتجديده وتحويله الى فندق فاخر يضم قاعة مطعم (غريل) مدرجة ضمن قائمة المباني الأثرية البريطانية والتي تضمن حمايتها من الهدم أو التغيير، ما يعني ان الفندق الجديد سيحافظ على القاعة كما هي.

يذكر ان المقهى فقدَ تألقه بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية التي تسببت في انخفاض نسبة الاشغال في فنادق العاصمة وانخفاض عدد رواد المقاهي والمطاعم. وبنبرة لا تخلو من الحسرة على أمجاد المقهى العريق يقول بول بوون مدير العمليات بـ«كافيه رويال»: «لا توجد مقاهٍ عديدة في لندن على مستوى كافيه رويال وهو ما يثير الأسى لدى رواده».

ويبدو ان خبر إغلاق المقهى مسّ الكثيرين من رواده فيقول بول بون انه تلقى اتصالات عديدة من رواد المقهى يعربون فيها عن حزنهم لإغلاق المقهى.