في سابقة لم تشهدها دوراته السابقة، حصد أربعة فنانين عرب جوائز الدورة الحادية عشرة لبينالي القاهرة الدولي، والتي افتتح فعالياتها فاروق حسني وزير الثقافة المصري يوم (السبت) الماضي وتستمر حتى 20 فبراير(شباط) 2009 المقبل. وفازت الفنانة المصرية لارا بلدي بالجائزة الكبرى للبينالي وقيمتها 100 ألف جنيه، وذلك عن عملها الفني المركب «برج الأمل» الذي يتناول موضوع العشوائيات في مصر برؤية فنية خاصة. فيما ذهبت جوائز البينالي الثلاث الأخرى وتبلغ كل واحدة منها 35 ألف جنيه إلى الفنانين: عادل السيوي «مصر» وخالد رمضان «لبنان» وعبد القادر عطية «الجزائر».
يشارك في هذه الدورة 84 فنانا من45 دولة عربية وأجنبية. وتعرض الأعمال المشاركة في البينالي، بقصر الفنون بدار الأوبرا، وقاعة الهناجر، ومتحف الخزف بالزمالك بالقاهرة، وقاعة «أفق» بمتحف محمود خليل بالجيزة.
وحول الجديد في هذه الدورة من عمر البينالي، أكد الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية، رئيس البينالي أن هذه الدورة تم التحضير لها بشكل مختلف، بحيث تصبح بمثابة إعادة صياغة للبينالي، وحتى يشهد روحا جديدة ليس في الأعمال الفنية فقط، وإنما في الأفكار والمضامين وآليات العمل.
وقال شعلان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: حرصنا في هذه الدورة على إعطاء فرصة التنظيم للشباب ومنهم الفنان الشاب إيهاب اللبان قومسير البينالي، بالإضافة إلى الشباب الذين أشرفوا على ورش العمل التي أقيمت قبل الدورة. وأوضح شعلان أن الهدف من ذلك هو ضخ دماء جديدة وبناء جسر للتواصل بين الأجيال، وتهيئة كوادر جديدة كصف ثان في المؤسسات الفنية. ولفت شعلان إلى أن اختيار تيمة «الآخر» عنوانا للبينالي جاء لأهمية هذه التيمة على المستويين المحلي والعالمي، مؤكدا أن فعاليات الدورة الحالية تتميز بتقدم مستواها الفني والتقني وتنوع مشهدها الإبداعي. مشيرا إلى أن البينالي سيرافقه عدد من الفعاليات التي تتناول نشأته وتطوره وتاريخه، وغيرها من المحاور الفنية والنظرية.
وينظم البينالي ورش عمل وأمسية في فن الرسوم المتحركة وندوة عنوانها (جوانب أخرى من العالم) بمشاركة تشكيليين من مصر والولايات المتحدة هم كمبرلي ماير ومالك جينز وتشيب توم وشيرين جرجس.
ويستضيف البينالي الفنان الايطالي برونو كاروزو (81 عاما)، فيما اختيرت إسبانيا ضيف شرف البينالي، وتشارك بستة تشكيليين، وهو أكبر عدد يمثل دولة واحدة في هذه الدورة باستثناء الدولة المضيفة مصر التي تشارك بعدد مماثل.
ورأس لجان تحكيم البينالي الناقد الأميركي دان كامرون، وشارك في عضويتها الأرجنتينية ارما أرستيزابال، والاسباني تشوس مارتينيز، والايطاليان دانيللو ميستوسي، ومارتينا كوريناتي، والألمانية كارين أدريان فون روك، والمصري آدم حنين.
تشمل أعمال البينالي معظم أشكال الفنون وتتنوع في هذه الدورة ما بين فنون النحت والتصوير والفوتوغرافيا والجرافيك والفيديو، والأعمال المركبة والمجسمات. ومن الدول العربية المشاركة في هذه الدورة: السعودية ومصر والمغرب والكويت والعراق والبحرين وقطر وسورية والأردن وفلسطين والجزائر ولبنان وليبيا.
من جهته، أكد الفنان إيهاب اللبان قومسير البينالي على تيمة «الآخر» التي يتخذها المهرجان شعارا لهذه الدورة، مشيرا إلى أنها تنطوي على رؤية مهمة، تعكس كيف يعبر الفنانون عن أنفسهم، في إطار تطور الحركة التشكيلية على الساحة العالمية. والذي يشكل مفهوم الآخر أحد روافدها وقواسمها المشتركة المهمة سواء في الشرق والغرب، وقال اللبان إن اللجنة المنظمة اختارت طريقة جديدة غير الطريقة التقليدية المتمثلة في مخاطبة السفارات لترشيح فنانين وإرسال أعمالهم، مما كان يؤدي إلى إرسال أعمال لم تكن تلائم فكرة البينالي، بينما هذا العام تواصلت اللجنة بأعضائها مع الفنانين المعروفين في بلادهم.