بغداد تستبدل نصب صدام العسكرية بأعمال فنية عن السلام

خطة لجمع تماثيل ونصب تذكارية للرئيس الأسبق في متحف

TT

بعد نحو ست سنوات من اسقاط العراقيين والجنود الأميركيين لنصب تذكارية، أقامها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يعتزم العراق وضع نحو مائة عمل فني جديد يأمل أن يكرس عهدا جديدا من السلام.

وقبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 كانت جميع النصب والتماثيل التي تزين الميادين العامة تشير الى حزب البعث الذي يتزعمه صدام أو تحكي عن انتصارات عسكرية ضد أعداء كثيرين للعراق.

والى جانب التمثال الضخم لصدام الذي اسقطته القوات الاميركية في ساحة الفردوس في بغداد أمام كاميرات التلفزيون في ابريل (نيسان) من عام 2003 كان العديد من صور الرئيس السابق بزيه العسكري تملا المدينة. وخارج مكتب تابع لوزارة الزراعة اقيمت لوحة جدارية تصور صدام وهو يحرث الارض بفأس. وعند وزارة العدل صورة جدارية لصدام وهو يحمل ميزان العدل.

ومنذ ذلك الحين أزال العراقيون أغلب الجداريات ودمروا معظم التماثيل وسط الفوضى التي سادت البلاد في أعقاب الغزو. وفي بعض الاحيان كانت التماثيل تنهب للاستفادة من المعدن.

ومازالت بعض التماثيل قائمة ومنها تمثال من البرونز لجنود عراقيين يقفون فوق دبابة ويحملون علم العراق اعلانا عن النصر على ايران في الحرب التي دامت من 1980 حتى 1988. وفي المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد ترتفع ذراعان عملاقتان من الارض تفصل بينهما مئات الامتار وتحملان سيفين متقاطعين يشكلان قوسا فوق ساحة عرض. وتمثلان يدي صدام. واستخدم في اقامة هذا النصب نحو 160 طنا من البرونز. ويريد العراق استبدال مثل هذه النصب التذكارية بأعمال فنية ترمز الى السلام.

وقال محمد طاهر التميمي رئيس لجنة حكومية مختصة بالتماثيل والجداريات لوكالة رويترز، ان هناك خططا لاستبدال السيفين بتمثال لبندقية باسطوانة معوجة. وقال ان ذلك يمثل اعلانا عن نبذ العنف وعدم الاستعداد لاستخدام السلام أو الحاق الاذى بالعراق الجديد. ومازال الوقت مبكرا وخطط اللجنة لاقامة تماثيل جديدة لم تتقدم بعد. وقال التميمي انه طلب من فنانين عراقيين في مختلف أرجاء العالم تقديم أفكار. وما سيصورونه يرجع للفنانين.

وقال التميمي «لم نحدد على الاطلاق موضوع العمل الفني حتى لا نتهم بفرض تأثير سياسي... نريد تماثيل جميلة تبعث على السعادة والهدوء». وأشاد الفنانون بالخطة باعتبارها ترمز لآمالهم.

وقال مرتضى حداد النحات والاستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد «لدينا الكثير من الأفكار، مثل تماثيل المثقفين والكتاب لان بغداد هي مهد الحضارة».

وأبدى استاذ اخر بالكلية ـ ينحت أشكالا فنية مجردة باستخدام الخزف ـ قلقه من أن العنف الذي ساد البلاد منذ سقوط صدام قد يخيف الفنانين ويمنعهم من المشاركة.

وقال الاستاذ الذي طلب عدم نشر اسمه لانه تعرض لتهديدات من متشددين «كلنا نحلم بأن تصبح بغداد مثل باريس لكن... الضعف الأمني يمتص طاقة الفنانين». ومن أحدث أعماله الفنية التي يتردد في عرضها اذ انها بالكاد تمجد مستقبل العراق السعيد عملا يصور ثلاثة أشخاص مقيدين الى جدار في هيكل وسط انقاض معبد.

ويقول انه يرمز الى ان العراق مازال مقيدا بالعنف والاحتلال من جانب القوات الاميركية. ومن ناحية أخرى قد ينتهي الحال بتماثيل صدام في متحف جديد يقام بالقرب من نصب الجندي المجهول الذي أقيم في الثمانينات لتخليد ذكرى العراقيين الذين قتلوا في الحرب العراقية الايرانية. وقال التميمي «العراق في... مرحلة انتقالية من نظام دكتاتوري الى الديمقراطية... ومن المهم تحويل الفن عن تمجيد شخص واحد الى تصوير جميع أبعاد العراق».