لم يكن من الاعتيادي مطلقا ان تكون دبي في ليلة رأس السنة بهذا الهدوء، فلا احتفالات ولا ابواق سيارات ولا ألعاب نارية، لم يكن هناك ما يشير الى بدء العام الجديد فنظرة الى برج العرب الصامت على غير العادة ايضا تظهر غياب الاحتفالات فعليا بعد ان كان يضيء سماء دبي بالعاب نارية ضخمة عند انتصاف الليلة في كل عام وهو ما جاء تطبيقا لما اصدره حاكم الامارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإلغاء كافة مظاهر الاحتفال بالسنة الجديدة «تضامنا مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له قطاع غزة وأهله من تدمير وقتل وتشريد من قبل الآلة العسكرية الاسرائيلية». وطلب حاكم دبي من الجهات المعنية في الامارة تنفيذ هذا الامر واتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة لتعميم هذا الالغاء على مختلف الجهات ذات الصلة.
وقبل اسبوعين من العام الجديد بدأت الفنادق وشركات تنظيم الحفلات بالاعلان عن برامج حفلاتها التي اشتملت على حفلات لمطربين عرب واجانب الغيت جميعها بعد صدور هذا القرار لتقتصر احتفالات الكثيرين من العرب والاجانب في الامارة على حفلات خاصة تقام في المنازل او حضور احد برامج المطاعم والفنادق التي التزمت بدورها بقرار المنع واقتصرت احتفالاتها على الاجواء الاعتيادية اليومية لدرجة ان احد المطاعم اكتفى باطفاء الاضواء واشعالها عند منتصف الليل في اشارة الى بدء العام الجديد.
وفي اطار الغاء مظاهر الاحتفالات الغيت الحفلات التي كان من المقرر ان يحييها محمد عبده وكاظم الساهر ونانسي عجرم في الاسبوع الاول من العام الجديد ضمن فعاليات «ليالي دبي»، وكان من المقرر ان يحيي الليلة الاولى في الثاني من يناير فنان العرب محمد عبده والنجمة الإماراتية أحلام.
وكانت شرطة دبي قد نشرت «215 شرطيا، و56 ضابطا و181 دورية لضبط الفوضويين في شوارع دبي خلال ليلة امس»، وفقا لما اعلنته قيادة شرطة الامارة في مؤتمر صحافي لكن الامارة لم تشهد أي مظاهر ازدحام او اختناقات لدرجة انها لم تختلف عن الليالي العادية لدبي. ففي كل عام يزدحم شارع الجميرا المؤدي الى برج العرب بمئات السيارات وتعم اجواء الاحتفال كل شيء، الامر الذي لم يحصل ليلة امس، التي كانت يخيم عليها ضباب كثيف حجب الرؤية عن كل شيء .
وفي مقابل الغاء مظاهر الاحتفالات في دبي شهدت امارة ابو ظبي حفلا للمغنية الكولومبية شاكيرا حضرها الآلاف من جميع الاعمار ومختلف الجنسيات في فندق قصر الامارات في أبوظبي وقالت مجموعة من الشباب ممن حضروا الحفلة، انها كانت «مزدحمة، ساخنة، خيالية».