عروس البحر الأحمر تستقبل 2009 بابتسامة خضراء

جدة: مؤسسات مدنية وشبان وناشطون يطلقون مبادرة بيئية للحد من التلوث

عدد من المشاركين في حملة الحد من التلوث («الشرق الأوسط»)
TT

آثرت مدينة جدة أن تستقبل عامها الجديد 2009 بابتسامة خضراء، في بادرة بيئية شاركت فيها عدة مؤسسات مدنية، بالإضافة إلى المئات من الشبان والشابات الذين قرروا أن مدينتهم بحاجة إلى وقفة حقيقية، لمواجهة مشاكل التلوث البيئي فيها، آملين أن تستمر تظاهرتهم البيئية على شكل فعاليات متصلة طوال العام.

وبدأ مئات الشبان والشابات منذ اليوم الأول في العام الجديد، بتنفيذ حملة كبرى تشتمل على عدد من فعاليات انطلقت صباح الخميس بمشاركة أكثر من 30 غواصا لتنظيف الشواطئ في عدة مناطق، أعقبتها حملة تنظيف على مدى كيلومتر كامل من كورنيش جدة المفتوح، وفرز النفايات استعداداً لإعادة تدويرها، تصاحبها فعالية لتوعية الموجودين على الشاطئ من عائلات ومتريضين، تم خلالها توزيع 4000 نشرة توعوية اتخذت من عبارة «ارميها صح» عنواناً لها لحض رواد الكورنيش على التخلص من نفاياتهم بصورة صحية وسليمة.

ريم أحمد موظفة الفعاليات بالغرفة التجارية والصناعية بجدة، وصاحبة فكرة الحملة قالت «آثرنا بدء العام بهذه الحملة، التي بدأ الإعداد لها والإعلان عنها قبل نهاية 2008، للتأكد من مشاركة فعالة وكثيفة للشبان، وتمت هذه الحملة بالتعاون والتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة بجدة، إضافة إلى أمانة مدينة جدة، ومجموعة من الشبان والشابات الناشطين في مجالات خدمة المجتمع».

وأضافت «الحملة إلى جانب الفعاليات التي أشير إليها سابقاً، تضمنت مسابقة خاصة بالصور الفوتوغرافية لأفضل الصور التي تعبر عن الحملة وأهدافها البيئية، وأغلق تسلم الصور بالنسبة للمشاركات يوم أمس، وكانت حصيلة الصور التي حصلنا عليها ما يقارب الـ70 صورة، وسوف نقوم ببدء تسلم صور الشبان للمشاركة ضمن معرض فني فوتوغرافي تنظمه الأمانة على مدى أيام، ليكون ملهماً لسكان جدة ودافعاً لهم للاستمرار في التظاهرة البيئية التي أطلقناها مع بداية اليوم الأول في العام، آملين أن تكون 2009 سنة خضراء لمدينة جدة، ترتاح فيها رئتا هذه المدينة، التي وصل حد التلوث البيئي فيها إلى حد مزعج لسكانها ومخيف للمختصين والمراقبين».

الكابتن وليد رفيع المشرف على فعالية الغوص من جانبه، أكد أن حجم التلوث داخل شواطئ جدة مخيف جداً، وهو يؤثر بشكل سلبي على الحياة البيئية داخل البحر، وقال «المساحة التي قمنا بتنظيفها هي 200م تقريباً بعمق 40 قدم بعد انتقائها بعناية وإجراء الدراسات البيئية الملائمة بالتعاون مع أمانة محافظة جدة، وحاولنا استخراج المواد الدفينة المضرة للبيئة، والتي تقتل الشعب المرجانية، وبالتالي تؤثر على تكاثر الأسماك في المنطقة، ومنها علب البلاستيك، وعلب الألومنيوم، والنفايات الورقية، وقد استخرجناها بصعوبة بالغة».

وأكد رفيع أنه، وبالتعاون مع لجنة أصدقاء البيئة في أمانة محافظة جدة، سيقوم إلى جانب فريق الغوص المساند له بحملات تنظيفية دورية للشاطئ طوال العام، في مبادرة من أجل حماية شواطئ البحر الأحمر، التي تعد أجمل وأروع البيئات البحرية في العالم، إلا أن النفايات والتلوث البيئي يتهددها بشكل خطر.