الموت يغيب طلعت وفا.. بعد ركض صحافي استمر لـ3 عقود

مارس مهنته حتى آخر أيامه بحضوره للجريدة عبر كرسي متحرك

الراحل طلعت وفا («الشرق الأوسط»)
TT

ودع الوسط الصحافي والإعلامي السعودي عصر أمس الزميل طلعت وفا الذي غيبه الموت بعد رحلة طويلة مع المرض لم تمنعه من ممارسة مهنته الاثيرة الصحافة التي كان أحد أعمدتها على مدى ثلاثة عقود محررا ثم رئيس تحرير صحيفة «الرياض ديلي» فمستشارا لرئيس تحرير جريدة «الرياض» كما تولى إدارة مكتب الجريدة في واشنطن لسنوات عدة.

ويعد الزميل الراحل واحدا من الصحافيين السعوديين الذي يتمتع بأخلاق ومهنية عاليتين، كما عرف بإنتاجيته اللافتة واهتمامه بالعناصر الصحافية الشابة الواعدة والتزامه بالمهنة التي عشقها طويلا وواصل عمله الصحافي فيها حتى آخر لحظة من حياته، حيث كان يحضر إلى جريدة «الرياض» في الأيام الأخيرة على كرسي متحرك إلى أن غيبه الموت.

وعاش الراحل معاناة طويلة مع مرض السرطان خلال السنوات الأربع الماضية أجرى خلالها عملية في القولون في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وتابع العلاج في ذات المستشفى إضافة إلى مستشفيات أخرى في الولايات المتحدة . وتمتع الزميل الراحل بعلاقات قوية مع المسؤولين داخل بلاده وخارجها وله علاقات صداقه واسعة في الوسط الصحافي المحلي وكذا الأوساط العربية والدولية بسبب نشاطاته الإعلامية الرائعة ومشاركته في العديد من المؤتمرات والاجتماعات المحلية والإقليمية والدولية وذلك على مدى أكثر من ثلاثين عاما في عمره الصحافي. وتولى الراحل الذي يحمل رسالة الماجستير في الصحافة من الولايات المتحدة الأميركية إدارة مكتب جريدة «الرياض» في واشنطن لسنوات عدة قام خلالها بتغطية الشأن الأميركي والمؤتمرات الدولية واجتماعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالإضافة إلى لقاءات مهمة تتعلق بالشأن العربي والإسلامي في الولايات المتحدة، وحصل على العديد من الميداليات والدروع والشهادات التقديرية من قبل جهات محلية ودولية تقديرا لجهوده الصحافية المتميزة وخلال عمله الصحافي التقى الراحل وفا بقيادات السعودية وعدد من الأمراء والمسؤولين، كما التقى بالعديد من زعماء العالم منهم رؤساء الولايات المتحدة ورؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية. والراحل عضو في مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحافية لعدة دورات وعضو مؤسس في مؤسسة اليمامة، إضافة إلى عضويته في هيئة الصحافيين السعوديين وجمعية الإعلام والاتصال السعودية. وفي 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي تناول طلعت في آخر مقال سطرته يداه قبل الرحيل عن الدنيا، مقالة عكس فيها الجهود التي تبذلها السعودية لجهة تهدئة الأوضاع الملتهبة بين باكستان والهند على خلفية تفجيرات مومباي التي خلفت مئات القتلى والجرحى. كما نشر قبل ذلك بيومين حوارا مع خافيير سولانا ممثل الاتحاد الأوروبي للسلام حول مستقبل المنطقة، وعايش لحظات تنصيب أوباما أولا بأول عبر تقارير صحافية لجريدته.

ولد الراحل في مكة المكرمة، عام 1954، وتلقى فيها تعليمه الأول، وحصل على البكالوريس في الآداب من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1980، ثم بعد 4 سنوات حصل على الماجستير في الاتصال السياسي من الجامعة الأميركية، وكان قد عمل محررا سياسيا متفرغا عام 1979، ثم أصبح مديرا لمكتب جريدة «الرياض» في واشنطن عام 1989، وفي ذات العام تولى الإشراف العام على تحرير جريدة «الرياض ديلي» الناطقة بالإنجليزية، ثم بعد 3 سنوات من هذا التأريخ، تم تعيينه رئيسا لتحرير الجريدة، واستمر في العمل بها حتى توقفت عن الصدور عام 2003، ليعمل بعدها مستشارا لرئيس تحرير جريدة «الرياض» حتى وفاته يوم أمس 5 يناير (كانون الثاني) الجاري.