عرض مسرحية الراحلة مها الصالح في دمشق

عرضتها في العديد من عواصم ومدن العالم

الممثلة الراحلة مها الصالح في دور «شجرة الدر» («الشرق الأوسط»)
TT

قبل حوالي سبعة أشهر، توفيت الممثلة والمخرجة المسرحية السورية، مها الصالح، زوجة الممثل المخضرم المعروف، أسعد فضة، بعد ان قدمت العديد من العروض المسرحية تمثيلاً وإخراجاً، وخاصة تلك التي تنتمي لعرض الممثل الواحد (المونودراما)، والتي عرضتها في العديد من عواصم ومدن العالم. وكانت الراحلة الصالح تستعد لتقديم عمل مسرحي جديد يحمل عنوان: «الساعة الأخيرة من ماضي السيدة حكمت» للكاتب التونسي حكيم مرزوقي، واستعدت له لتقديمه ضمن فعاليات احتفالية دمشق الثقافية عام 2008، ولكن مداهمة المرض لها وبشكل سريع منعها من تحقيق ذلك.

مع ذلك، وأثناء مرضها الذي كانت تعمل لتخفيه وتتجاهله، أصبح العمل حاضراً في أيام الصالح، فكانت وصيتها قبل وفاتها بان يكمل العمل المخرج السوري باسم القهار. وبالفعل عمل القهار على تنفيذ توصيتها. كما احتفظت أمانة احتفالية دمشق الثقافية بذكرى الراحلة الصالح ووصيتها، فقررت تقديم العرض بعد اكتمال إخراجه وتحت نفس العنوان «الساعة الأخيرة من ماضي السيدة حكمت»، لذلك جاء تقديمه تحية لروح الراحلة الصالح ابتداءً من أمس الأحد 4 يناير (كانون الثاني) على مسرح القباني بدمشق وبشكل يومي حتى الجمعة 9 يناير الحالي.

والعرض يتحدث عن ذكريات تستعرضها حكمت في مخيلتها، وهي في ساعتها الأخيرة من حياتها... فبين التداعيات والهلوسة واستعادة الذكريات، بين البكاء والخوف والجنون، تستجمع السيدة حكمت كل طاقتها لمقاومة الساعة الأخيرة قبل هزيمتها من قبل حبيبها وزوجها الذي حشد قوته لاقتلاع ما تبقى لها من جذور ماضيها وانتمائها الاستعلائي. تستعين حكمت بالحنين، وبقايا الحب وحتى إثارة الشفقة للدفاع عن إرث يتيم وتاريخ زال، لكنها تكتشف أن الزمن قد عبرها وأن كل من حولها قد تجاوزها، وأنها لم تعد تصلح للبقاء، كما تشاء وربما كما يشاء الآخرون. تصارع حكمت ضد زوج غائب، لكنه مهيمن استطاع تعريتها لتكتشف كم هي ضعيفة ومهزوزة. وهكذا تكتشف متأخرة بأنها لا تملك سوى جسد هرم وروح خاوية وعقل مشغول باستعادة الماضي وتمجيده.