مصر: المسلمون يشاركون الأقباط فرحتهم بذكرى الميلاد

بالحلوى والكعك واختفاء لافتة «يوجد طعام صيامي» من المطاعم

TT

يحتفل مسيحيو مصر اليوم بذكرى الميلاد المجيد (ذكرى مولد السيد المسيح) وتأخذ الكنائس زينتها السنوية المعتادة في مثل هذا اليوم من كل عام، تأهبا لاستقبال أبنائها للصلاة، يتضافر مع هذا المشهد الروحاني، مشهد متاجر الملابس المزدحمة بمن يشتري «ملابس العيد»، كما تجد المخابز وقد امتلأت بالكعك والحلوى ليفطر بها المسيحيون بعد صيامهم عنها منذ أواخر شهر نوفمبر.

ورغم تنوع مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد إلا أنها تتشابه في مجملها مع الأعياد الإسلامية، فهناك كعك يعد بمناسبة العيد، كما أن وجبة الإفطار التي يتناولها المسيحيون بعد أداء الصلاة في الساعات الأولى من صباح يوم 7 يناير تتكون من اللحوم التي امتنعوا عن تناولها لفترة تزيد على شهر ونصف الشهر، كما تتبادل الأسر، مسيحيون ومسلمون الزيارات والتهاني بالعيد الذي جاء بعد «الصيام الصغير»، وكعادتهم يفرح الأطفال «بالعيدية».

وعن الطقوس الاجتماعية للاحتفال بعيد الميلاد تقول مينا إبراهيم (25 عاما) «يعتبر عيد الميلاد فرصة للتزاور وتجمع الأسرة، فبعد العودة من القداس الذي ينتهي بعد منتصف ليلة السابع من يناير تتجمع العائلات لتناول وجبة الإفطار التي عادة ما تتكون من لحوم وألبان وبعض الأطعمة الأخرى التي امتنعنا عن أكلها منذ يوم الخامس والعشرين من شهر نوفمبر».

ويضيف «وفي يوم العيد تمتلئ الكنائس بالأسر المسيحية التي تأتي لتهنئة رجال الدين والقساوسة بالعيد، كما تنظم الكنائس رحلات اليوم الواحد إلى الأديرة البعيدة أو المتنزهات أو المدن الساحلية».

وتتشابه أعياد المسيحيين مع أعياد المسلمين في مصر بما يخص أكلات بعينها ارتبطت بالأعياد في مصر مثل المخبوزات (من كعك وبسكويت وغريبة) أو الفتة واللحم كوجبة رئيسية في العيد. أما السيدة فايزة سمير (60 عاما) فتقول «نحرص على تبادل الهدايا في العيد، ورغم المكانة التي تحتلها الورود والفاكهة كهدايا متبادلة بين الأقارب إلا أن الشيكولاتة والحلوى تتربع على عرض الهدايا أثناء الزيارات العائلية نظرا لابتعاد المسيحيين عنها طوال فترة الصوم ومداومة تناول حلوى مصنوعة من مشتقات نباتية أي خالية من اللبن».

وتعتبر فايزة أن أهم مظهر يرافق عيد الميلاد هو اختفاء لافتة «يوجد طعام صيامي» من المطاعم التي تقدم وجبات نباتية مصنوعة من الزيوت لتناسب صيام المسيحيين، وهي اللافتة التي تختفي مع حلول يوم 7 يناير من كل عام.

«أم مصطفى» سيدة مصرية مسلمة بسيطة أتمت عامها الثامن والخمسين قبل أيام، تحرص كل عام على مساعدة جارتها «أم ارميا» في إعداد كعك عيد الميلاد المجيد، فهي لا ترى أية غضاضة في ذلك «فالجيران لبعضهم».

وترفض «أم مصطفى» تسمية مسلمين ومسيحيين قائلة «كلنا جيران من 20 سنة يعني أكثر من الاخوات وطول عمرنا بنساعد بعض ومحدش بيسأل انت مسلم ولا مسيحي».