صالونات حلاقة ومراكز تجميل للكلاب الأليفة في لبنان

أشهر الكلاب اللبنانية «أوسكار» للنائب جنبلاط

بدأت تبرز صالونات العناية والتجميل وصالونات التزيين من أجل تأمين الرفاهية لـ«رفاق الدرب»، و«حراس المنزل» («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن الكلاب الاليفة في لبنان باتت تشكل مجتمعاً كاملاً متكاملاً تتوافر فيه كل أسباب الراحة والامان والغبطة. فبعد «العيادات الطبية» التي باتت تنتشر بوفرة في المدن والضواحي، بدأت تبرز صالونات العناية والتجميل، وصالونات التزيين من أجل تأمين الرفاهية لـ«رفاق الدرب»، و«حراس المنزل».

رمزي خطار لبناني عاش فترة في باريس في جوار أحد مراكز التجميل حيث تابع على يد صاحبه دروس العناية بهندام «الاصدقاء الاوفياء». وفور عودته الى بيروت تردد لفترة على «العيادات البيطرية» قبل أن ينبري لخوض تجربته الشخصية، وذلك في صالة أعدت خصيصاً في منزله الكائن في احدى ضواحي بيروت، حيث يمضي معظم وقته في الاعتناء بالكلاب الاليفة، تحقيقاً لرغبة برزت عنده وهو في سن الثامنة عشرة حين كان يتولى قص الشعر لأول كلب اقتناه، وهي القصة التي كانت تحظى باستحسان أصدقائه من الاطباء البيطريين.

خطار يعمل وفق الأصول. يرتدي مئزره الابيض وينتظر الزبائن. اذا دخلت عليه سيدة وهي تحمل كلبها، يطلب اليها ان تنتظر في الخارج ريثما يخضع كلبها لأول قصة شعر، يقول: «ان عملي دقيق جداً. وينبغي توفير جو الطمأنينة في المركز، وبعيداً عن القلق والاضطراب اللذين يستبدان عادة بصاحب أو صاحبة الكلب. وغالباً ما «تزورني» كلاب صالون وقد تعرضت لغرس مسمار أو شظية زجاج بين اصابع قوائمها، من دون أن يعرف أصحابها بالامر. ثم لا ألبث أن أرفع «الضيف العزيز» على طاولة دوارة لأبدأ بقص الشعر، في جو من الموسيقى الناعمة والكلمات الدافئة، ما يجعل ضيفي مطمئناً هادئاً، لا تخيفه فرشاة ولا مشط، ولا آلة حلاقة، ولا مجفف الشعر».

ويعتبر خطار ان حلاقة الشعر للكلاب فن قائم بذاته، تماما كحلاقة شعر الرجل أو المرأة. المهم ان تكون القصة جميلة، وتزيل القلق، أو تفوز برضى صاحبة «الزبون». قصة أسد، أو قصة بنطال، أو قصة حديثة هي القصات الاكثر طلباً».

وبعد قصة الشعر يأتي دور الشامبو القاسي، والمضاد للقمل في وعاء معد خصيصاً لهذه الغاية. ويمر الشامبو على الارجل والجذع والاذنين، والظهر، أما الرأس فيترك للختام. «وهنا يكون توقيعي الاخير قبل ان يعود الضيف من حيث أتى منعشاً كانتعاش صاحبه أو صاحبته».

ساندرا دوارندا، الايطالية الاصل، لها حكاية أخرى. ففي محترفها الخاص بتصميم علب الهدايا والحقائب الجلدية لا تتورع عن تحضير الاكسسوارات الخاصة بكلابها الثلاثة، اعترافاً بـ«وفاء» هذه الاخيرة لها ولابنتها، وتجنباً لاضاعة الوقت في البحث عن تلك الاكسسوارات في المخازن الخاصة والنادرة. وأحد الكلاب الثلاثة من نوع «برجيه» الالماني وآخر من نوع «برجيه» البلجيكي، والثالث من نوع «ايهاسا ابسو». وتحرص ساندرا على تأمين الكساء والهندام الدائمين لـ«رفاقها» الثلاثة. «معاطف صغيرة من الجلد للخروج من المنزل، ولباس من النايلون ذو قبة جلدية مقلوبة لفترة الشتاء. ورداء وفق الموضع للجولات والنشاطات الرياضية»، كما تقول ساندرا، التي تضيف: «لا اسمح لنفسي بأن اضع رباطاً لكلبي الرائع من النايلون، ولما لم اجد في المخازن الخاصة اربطة جلدية عكفت شخصياً على اعداد اربطة في محترفي، فضلاً عن العقود واكسسوارات الالعاب، وكل ما يوفر لـ«رفاقنا» الثلاثة الراحة والرفاهية وحسن الهندام».

يذكر ان اشهر «الكلاب» هي الكلبة الروسية «لايكا» التي كانت اول كائن حي يخرج الى الفضاء في العربة الفضائية «سبوتنيك 2» عام 1957 والكلب الافغاني «كاسبك» الذي اتخذه بيكاسو في الاربعينات نموذجاً رئيسياً. وتحت قصص «كراكر» كلب الملكة اليزابيت في الصفحات الاولى من الصحف البريطانية، وكذلك «شيهواهوا» كلب «باريس هيلتون». اما في لبنان فلا يمكن تجاهل وجود «اوسكار» كلب النائب وليد جنبلاط الذي يلازمه كلما اقام في قصره في المختارة (الشوف اللبناني) ولا يغيب عن الاجتماعات واللقاءات التي تغطيها وسائل الاعلام المرئية. حيث يظهر على الشاشة وهو يرافق جنبلاط وهو يستقبل ضيوفا رسميين وانما في اجواء عائلية.

واقبال اللبنانيين على اقتناء الكلاب تتنوع أسبابه. بعضهم يقتنيه لطرد الوحدة ورفقة المنزل والنزهات، لا سيما مع تزايد هجرة الابناء. وقد يتم اقتناء الكلاب للحراسة، وتحديدا في المناطق البعيدة نوعا ما عن الاكتظاظ السكاني. اما البعض الثالث، وهو من النساء على وجه العموم، فيقتني كلبا وكأنه جزء من الكماليات المطلوبة.

وغالبا ما تفرض هذه الفئة على الخدم الاهتمام بالكلب و«تزيينه» واصطحابه للنزهة بكامل اناقته لتتباهى به امام الاصحاب والجيران.