خمسة عروض مسرحية استضافها مسرح جيزويت القاهرة الأسبوع الماضي ضمن مجموعة الورش المسرحية التي بدأت مع أول يناير (كانون الثاني) الجاري، ومن أبرز تلك العروض عرض قدمته جمعية للصم والبكم بحدائق المعادي وآخر قدمه أبناء حي الزبالين بمنطقة منشأة ناصر.
العروض الخمسة التي شهدت حشدا جماهيريا كبيرا وحضورا لافتا للنقاد والمهتمين بالمسرح استهدفت إتاحة الفرصة للفئات المهمشة للمساهمة في الأنشطة الفنية والثقافية بجمعية النهضة العلمية والثقافية «الجيزويت» التابعة للآباء اليسوعيين، ويقع مقرها بحي الفجالة الشعبي بوسط القاهرة، ومن بين أهدافها تقديم خدمات ثقافية واجتماعية للمناطق الفقيرة.
وقدمت فرقة الصم والبكم بحدائق المعادي، عرضا صامتا، أقرب للعروض التجريبية، حاز إعجاب الحضور، يتناول علاقة الآباء بالأطفال والقهر الذي يمكن أن يمارسه ذوي الشأن ضد الأقل منهم شأنا، مع استعراض لقصة حب تتوج بالزواج من خلال حوار صامت بلغة الإشارة وتعبيرات الوجه.
أما العرض الآخر الذي لفت الانتباه فقدمته جمعية أهلية بحي الزبالين بمنشأة ناصر، ويتناول فرقة موسيقية شعبية بملابس أعضائها المبهرجة يتحكم رئيس الفرقة في باقي الأعضاء، ثم هروبهم منه بحجة التركيز في المذاكرة ومتابعة المحاضرات في الجامعة حتى يجد رئيس الفرقة نفسه وحيدا، فيقرر أن يغير من أسلوبه معهم ليكسب عطفهم ومحبتهم.
كما اخرج احد أعضاء هذه الفرقة، عرضا للأطفال تناول فيه عمليات النصب التي يتعرض لها المغتربون عندما يسافرون إلى القاهرة.
وشهد مسرح الجيزويت أيضا عرضا قدمته فرقة أرمنت بالأقصر (جنوب صعيد مصر) تناولت فيه بعض مشاكل المجتمع كأزمة المواصلات ورشوة الموظفين، والثأر، واللافت أن معظم أعضاء هذه الفرقة كن من النساء، رغم المعوقات الجتماعية التي تواجه المرأة في الصعيد.
وقال محمود مختار منسق البرامج بالجيزويت إن هدف مشروع الورش المسرحية الأخير إتاحة الفرص المختلفة للإبداع الحر، وإيجاد حلول بديلة للأساليب المسرحية في ظل أزمة المسرح، إضافة لتدريب بعض الكوادر لتكون قادرة على تكوين كيانات مسرحية مستقلة».
وبحسب مختار فإن فرقة الخيال الشعبي بالجمعية، وضعت نواة لخمس فرق مسرحية في أماكن مختلفة في مصر، بالتعاون مع بعض الجمعيات الأهلية، لافتا إلى أن بعض الفنانين من العاملين بالجمعية والمساهمين في أنشطتها يدربون هذه الفرق ومنهم يعقوب لينفورس وديانا كالفو ومصطفى وافي وشاكر سعيد.