«الزنديق» آخر أعمال المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي

استكشاف الذاكرة والماضي

TT

فيلم «الزنديق»، الذي صورت أحداثه في مدينة الناصرة ومناطق اخرى من فلسطين هو آخر اعمال المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي. يروي الفيلم قصة مخرج فلسطيني يسكن في بلد اوروبي ويعمل على انجاز فيلم وثائقي مبني على شهادات رجال ونساء عاشوا أحداث نكبة 1948 من معارك وطرد ونزوح. يقوم بدور المخرج «م» الممثل الفلسطيني محمد بكري، وتعمل معه رشا «ميرا عوض» شابة فلسطينية في أواخر العشرينات من عمرها، ويشعر «م» بالانجذاب تجاهها، أما هي فتضعه عند حده لكي يحترم العلاقة المهنية القائمة بينهما. تتصل اخت «م» به وتعلمه بأن ابن أخيه ارتكب جريمة قتل شاب، وان عائلته من مدينة الناصرة يتهددها خطر كبير يطال جميع أفرادها، بمن في ذلك «م» نفسه، على الرغم من انه يسكن في بلد بعيد، بسبب الثأر الذي تطالب به عائلة القتيل. في البداية، لا يعود «م» الى الناصرة، لكنه يقرر بعد ذلك العودة اليها ويصلها في الثانية صباحا، كما ان رشا تنصحه بجمع حقائبه والعودة إلى اوروبا، ولكنه يرفض ذلك.

يتمحور الفيلم حول هذه الساعات التي يقضيها «م» في انتظار الفجر، التي توصله الى رحلة في اعماق مدينته الاسطورية من جهة، والى اعادة اكتشاف عالمه الداخلي الذي يتضارب بين الماضي الحنيني والمستقبل الذي يجب ان يتحرر من ذلك الماضي من جهة أخرى.. فهل يستطيع الحداد على ماضي تاريخه الشخصي والعائلي، بل والجماعي الذي يربطه بتاريخ شعبه؟

من الجدير بالذكر ان الفيلم الجديد يجمع بين العناصر الفنية، التي سبق أن ساهمت في انتاج أفلام خليفي الماضية، مثل مدير التصوير البلجيكي ريمون فرمون ومدير الانتاج جورج خليفي، والمنتج المنفذ عمر القطان. الفيلم انتج بموارد محدودة جدا، وباشتراك كل من ميشيل خليفي نفسه مع عمر القطان، من دون العودة الى مصادر خارجية أخرى، وذلك في تحد جديد أمام السينما الفلسطينية.

يذكر ان خليفي قام باخراج خمسة افلام مثل «الذاكرة الخصبة» و«عرس الجليل» (1987) و«نشيد البحر» (1990) و«حكاية الجواهر الثلاث» (1995) التي حصلت على العديد من الجوائز الدولية، وكانت ريادية في التعبير عن وجهة نظر ناقدة، عالج من خلالها العديد من المواضيع الحيوية في التاريخ الفلسطيني المعاصر.