دبي: منتدى القيادات النسائية يفتح الباب أمام أكبر تجمع للقيادات النسائية العربية

نسبة المشاركة النسائية في البرلمان عربيا 10% ودعوات لتطبيق الكوتا

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يحضر مؤتمر القيادات النسائية العربية في دبي («الشرق الأوسط»)
TT

في تجمع هو الأكبر للقيادات النسائية العربية، بدأ أمس في دبي منتدى القيادات النسائية العربية، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي يتناول على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، مجموعة من المواضيع والقضايا المهمة المتعلقة بالمرأة العربية وقدرتها على الاضطلاع بمسؤوليات قيادية، تمكنها من المشاركة بفعالية في بناء مستقبل بلادها، ومن ثم مستقبل المنطقة العربية على عمومها.  ودعت الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة ورئيسة مؤسسة دبي للمرأة، التي ألقت الكلمة الرئيسية للمنتدى، المشاركات والمشاركين إلى محاولة الخروج من اللقاء بأفكار مبدعة ومبتكرة، من خلال التعرف على التجارب العربية والعالمية الأهم في مجال تمكين المرأة والتي سيتم استعراضها ضمن فعاليات المنتدى، ومن ثم الوصول إلى أفكار من شأنها تعزيز الأدوار القيادية للمرأة العربية في زمن يحفل بالمتغيرات ويزخر بالفرص والتحديات.

ونوهت الشيخة منال بصمود المرأة العربية في فلسطين، في مواجهة كل ما يتعرض له شعبها من قهر وعذاب وتشريد وقتل، وقالت «أمامنا اليوم صورة حية لمعاناة أخواتنا وأمهاتنا وأطفالنا في غزة، ومع شعورنا بجراح وعذابات المرأة الفلسطينية، نؤكد تضامننا معها وحقها علينا بمساعدتها، كما نود أن نشكرها لأنها تبعث فينا مشاعر الاعتزاز والفخر».  ومن المقرر أن يختتم منتدى القيادات النسائية العربية أعماله اليوم بمشاركة أكثر من 500 سيدة قيادية إماراتية وعربية من مختلف مجالات العمل السياسي والأكاديمي والاقتصادي والاجتماعي والتطوعي، حيث تتناول المناقشات مجموعة من التجارب المهمة في مجال إعداد القادة، والعلاقة بين القيادة والتغيير المؤسسي وتعزيز دور المرأة في المنظمات، وتحقيق التوازن بين الجنسين في مجال القيادة. وضمن فعاليات اليوم الأول، شهدت الجلسة الأولى التي أدار النقاش فيها الدكتورة مي الدباغ، مديرة برنامج النوع الاجتماعي والسياسات العامة، وباحث رئيس في كلية دبي للإدارة الحكومية، دعوات لتطبيق نظام الكوتا لضمان دخول المرأة بالانتخاب للبرلمانات العربية.

وقدمت الدكتورة روهيني بانده، أستاذ السياسات العامة، كلية كينيدي للإدارة الحكومية، عرضا وافيا استعرضت خلاله أثر سياسة تحديد الحصص في الانتخابات في تعزيز فرصة المشاركة السياسية للمرأة، وقالت إن نسبة المشاركة النسائية في التمثيل البرلماني حول العالم بلغت في العام 2008 أقل من عشرين في المائة، بينما انخفضت النسبة في العالم العربي إلى أقل من عشرة في المائة، منوهة بالتجربة الإماراتية في هذا الخصوص، حيث وصل التمثيل النسائي في المجلس الوطني الاتحادي إلى 22.5 في المائة. وأكدت المتحدثة أن نظام الحصص في الانتخابات النيابية، يساهم في تعزيز المشاركة السياسية للمرأة ودعم فرصها في الوصول إلى مراكز صنع القرار وتأكيد إسهامها في هذا المجال، وضربت مثالا بالولايات المتحدة التي شهدت تناميا للمشاركة السياسية للمرأة من العام 1970 وحتى العام 2000، وقالت إن أهمية نظام الحصص أو «الكوتا» تكمن في زيادة الدعم المقدم للمرأة ومنحها فرصة أكبر للمشاركة في تطوير وتعديل الأطر التشريعية التي من شأنها خدمة قضاياها الأساسية، وتحفيز الناخبين على تغيير نظرتهم إلى المرأة وقدرتها على تبوؤ مراكز اتخاذ القرار.

من جهتها، قدمت الدكتورة باربرا جوتيك محاضرة، ألقت من خلالها الضوء على وضع المرأة وقدرتها على الوصول إلى المواقع القيادية في الولايات المتحدة، حيث أشارت إلى أن الفضل في زيادة عدد السيدات القياديات هناك، يعود في الأساس للتعديلات التشريعية التي شهدتها بلادها خلال فترة عقد الخمسينات والستينات. وقالت الدكتورة أليس ايغلي، أستاذ ورئيس قسم علم النفس الاجتماعي، جامعة نورث وسترن الأميركية، إن الدراسات تظهر تواضع فرص المرأة في الوصول إلى المواقع القيادية مقابل فرص الرجل، وقالت إن الدراسات أوضحت أن نسبة النساء اللاتي يتمكن من الوصول إلى مركز المدير التنفيذي في المؤسسات العامة لا يتعدى 25 في المائة، في حين تتدنى هذه النسبة إلى أقل من 3 في المائة بالنسبة للسيدات اللاتي نجحن في الوصول إلى مركز المدير التنفيذي في إحدى المؤسسات الاقتصادية العالمية الكبرى التي تندرج على قائمة «فورتشن 500». وقدمت الدكتورة آسيا اللمكي، الملحق الثقافي لسفارة سلطنة عمان في العاصمة الأميركية واشنطن، صورة حول فرص المرأة في الوصول إلى المواقع القيادية في المنطقة العربية مقارنة بالعالم، مع استعراض أهم ملامح التجربة العمانية في هذا الخصوص، وقالت إن العقود الثلاثة الماضية، شهدت تصاعدا واضحا لمجمل التحديات الاقتصادية والاجتماعية العالمية، مشيرة إلى أن العالم العربي، لم يكن بمعزل عن تلك التحديات وتبعاتها التي انعكست واضحة على مجريات الحياة الاجتماعية في المنطقة العربية.