السعوديون ينافسون الإماراتيين في عقر دارهم في رقصتهم «اليولة»

بريطاني وسوداني وجنوب أفريقي وخليجيون من المشاركين أيضا

المتسابق السعودي سعيد الراشدي ينافس الإماراتيين في عقر دارهم («الشرق الأوسط»)
TT

رقصة «اليولة» هي إماراتية مائة بالمائة، والإماراتيون يحتفون بهذه الرقصة الشعبية للدرجة التي أصبحت تجدها في كل مكان، ولا يكاد يخلو حفل زواج أو مهرجان إلا و«اليولة» حاضرة وبقوة. ولأن الاهتمام بهذه الرقصة التراثية بلغ أعلى المستويات، فأصبح «لليولة» برنامجها التلفزيوني، الذي يعتمد على تصويت الجمهور، لاختيار أفضل «اليويلة»، أي المتسابق الذي يرقص «اليولة»، والذي يحصل على الجائزة المليونية في نهاية المطاف. غير أن ما يلفت الأنظار لهذه الاحتفالية الإماراتية بـ«اليولة»، هو انتشار هذه الرقصة على المستوى الخليجي، وأصبح المواطنون، في دول مجلس التعاون، يشاركون في البرنامج الجماهيري «الميدان» الذي يقام تحت رعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وتبثه قناة سما دبي، بل وينافسون أصحاب الرقصة الأصلية في عقر دارهم، كما هو المتسابق السعودي سعيد محمد الراشدي، الذي شارك ونافس زملاءه الإماراتيين في حلقة هذا الأسبوع من البرنامج، وبالرغم من أنهم، كباقي المتسابقين الخليجيين وغير الخليجيين، تعلموا هذه الرقصة مؤخرا، ولم يكتسبوها منذ الصغر كما هي الحال مع زملائهم الإماراتيين، فإن الراشدي تلقى إشادة لجنة التقييم بأدائه ومشاركته للمرة الأولى في البطولة، متمنيين له التوفيق والتعويض عن خسارته من خلال تصويت الجمهور عبر الرسائل القصيرة. ووصف عبد الله حمدان بن دلموك، المدير التنفيذي للبطولة ، أداء المتسابق السعودي بالجيد على الرغم من وقوع السلاح من يديه، متوقعا أن ينصفه الجمهور. وشملت التصفيات الأولية للبطولة زيارات ميدانية ما بين دبي ورأس الخيمة والعين والذيد ودول الخليج، حيث تجاوز عدد المشاركين في التصفيات الأولية أكثر من 1000 مشارك، تم اختيار 170 مشاركا، بقي منهم في نهاية المطاف 40 مشاركا ، منهم 10 متسابقين من دول الخليج العربي والسودان وجنوب أفريقيا وبريطانيا. ويعد فن «اليولة» من الفنون التراثية المتوارثة، لكن الجيل الجديد طورها إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من أسلوب الاستعراض بالسلاح (البندقية) في العروض والاحتفالات الشعبية في الإمارات، وبعض دول الخليج، لذلك انطلقت «بطولة فزاع لليولة» وتلتها بطولات «اليولة» للمدارس والأطفال، لزرع هذا الموروث فيهم، والسير على خطى الآباء والأجداد، لكيلا يفقدوا الهوية العربية، التي كان عليها آباؤهم، كما يقول مسؤولوا البطولة. صحيح أن للإماراتيين الغلبة في النهاية، فهذه رقصتهم، لكن الخليجيين ينافسون بقوة لتأكيد جدارتهم، كما فعل المتسابق، عاصم سالمين الرحيلي، من سلطنة عمان، لكن الحلقة السادسة من برنامج «الميدان 4»، شهدت تقديم المتسابق الإماراتي، محمد بالكوس الفلاسي، أداء جيدا، استطاع من خلاله تحقيق رميات ناجحة، رن فيها الجرس ثلاث مرات، مع وصول سلاحه إلى مستوى 20 مترا، استحق عليها 15 ألف صوت إضافي، كما نال 48 صوتا من أصل 50 صوتا من أصوات لجنة التقييم، إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم. ويتنافس في كل حلقة أربعة مشتركين من «اليويلة» ، ليفوز متسابق واحد ويتأهل للدور قبل النهائي «عزبة الميدان» قبل وصوله إلى المرحلة النهائية، حيث يبلغ عدد المشاركين في الدورة الحالية أربعين مشاركا ، منهم عشرة متسابقين من دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول الأخرى، حيث يعتمد نجاح المتسابق على تصويت المشاهدين عبر الرسائل القصيرة ، حيث يستمر التصويت مدة أسبوع، تضاف إليها النسبة التي نالها المتسابق من لجنة التقييم من أصل 50 صوتا. ويسعى المسؤولون الإماراتيون إلى الاهتمام بالموروث الشعبي وتنميته وتوثيقه، من خلال تعليم جيل الشباب فنون وبطولات الآباء والأجداد، وتشجيعهم على الانخراط فيها وتعلمها، والاعتزاز بها باعتبارها جوهر هويتهم الوطنية. وتصل قيمة الجائزة الكبرى للفائز الأول مبلغ مليون درهم إماراتي (266 ألف دولار أمريكي) بالإضافة إلى سيارة «جاكوار»، في حين يحصل الفائز الثاني على مبلغ نصف مليون درهم، والثالث على مبلغ 250 ألف درهم، فيما ينال كل متسابق يصل إلى الأدوار النهائية مبلغ 150 ألف درهم، أما بقية المشاركين فيحصل كل واحد منهم على 20 ألف درهم. وللاستفادة من اهتمام المحبين في هذا الفن التراثي، فقد دخلت برامج الواقع على الخط، من خلال فقرة «عزبة الميدان» التي يعتبرها المسؤولون عن البطولة الإضافية الأهم فيها، لما تقدمه من عرض حي لأوجه الحياة الإماراتية بموروثها الشعبي، وبعدها الحضاري، فتتيح للجمهور فرصة متابعة الحياة اليومية للمتسابقين العشرة، الذين سيتأهلون إلى التصفيات النهائية. ولتحفيز المتسابقين والجمهور، تم تركيب جهاز خاص (كجرس) لقياس ارتفاع السلاح في الهواء، في حال وصوله إلى ارتفاع 20 مترا، حيث ينال المتسابق 5000 صوت إضافي، وفي حال سقوط السلاح من يده يفقد هذه الأصوات الإضافية، فيما سيتم خصم 500 صوت في حال سقوط السلاح أو الغترة في الأحوال العادية. وقبل سنوات قليلة كانت «اليولة» مجرد اسم في دول الخليج، بخلاف الإمارات، لكنها، عاما بعد عام، تزحف لتأخذ نصيبا لها من اهتمام الخليجيين بهذه الرقصة الشعبية الإماراتية الخالصة، ومن يدري فربما تمكن متسابق خليجي من الفوز بهذه البطولة، وانتزاعها حتى ولو كانت تقام في عقر دار الإماراتيين.