عمل فني يمثل دول الاتحاد الأوروبي.. يثير غضبها

صور بلغاريا على شكل مرحاض ووضع بطاقة كتب عليها «للبيع» على لوكسمبورغ

زوار مبنى الاتحاد الاوروبي يتأملون العمل الفني «إنتروبا» (أ.ب)
TT

اختارت جمهورية التشيك عملا فنيا يمثل الصور النمطية لدول الاتحاد الأوروبي، لعرضه على واجهة مبنى الاتحاد في بروكسيل، وذلك تزامنا مع بداية رئاسة التشيك للاتحاد الأوروبي، والتي تستمر لستة أشهر. العمل الذي حمل عنوان «إنتروبا»، يتم تدشينه في بروكسيل اليوم، ومع التدشين بدأت موجة من الاعتراضات من الدول الأوروبية الممثلة في العمل، ضد تصويرهم فيه بصورة مهينة.

العمل صور بلغاريا على صورة مرحاض، ورومانيا على صورة حديقة مستوحاة من أسطورة دراكولا، أما بريطانيا فغابت تماما عن العمل، وذلك إشارة إلى دورها في الاتحاد الأوروبي، بينما تحولت إيطاليا إلى ملعب كبير لكرة القدم، وفرنسا إلى حركة إضراب دائمة، أما الدنمارك فهي لعبة «ليغو»، وبلجيكا بطبيعة الحال أصبحت عبارة عن لوح شيكولا، وتحولت لوكسمبورج إلى مساحة كتب عليها «للبيع»، وهولندا غطتها المياه ولم يبرز منها إلا بضعة أبراج.

ولكن العمل لم يسلم من الاعتراضات التي أثارتها الدول الأوروبية، وآخرها كانت بلغاريا، فقد أعلنت وزارة الخارجية البلغارية أنها استدعت السفير التشيكي المعتمد لديها، مارتين كلبتكو، وأعربت أمامه عن الامتعاض من الطريقة التي يجري بها عرض وتمثيل بلغاريا في معرض «إنتروبا». وقالت الوزارة «إن وجود لوحة تمثل خريطة بلغاريا، ولكن على شكل مرحاض، أمر يدل، من دون أدنى شك، على ذوق سيئ». جدير بالذكر أن جمهورية تشيكا (التشيك) تترأس حاليا الاتحاد الأوروبي، وأن براغ هي الجهة التي تشرف على تنظيم المعرض المذكور.

وتتضارب الأنباء عن اسم الفنان صاحب العمل المذكور، الذي من المفروض أن يمثل بلغاريا ضمن لوحة كبيرة، تمثل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد. ففي وقت ذكرت فيه بعض الأنباء أنه فنان تشيكي يدعى دافيد تشيرني، فإن مصادر أخرى أفادت أن صاحب اللوحة، فنانة بلغارية تسمى إلينا غليبوفا، بيد أن اتحاد الفنانين في بلغاريا قال إنه لا يوجد من بين أعضائه شخص يحمل هذا الاسم.

وأمس قالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن تشيرني اعترف بأنه خدع مسئولي الاتحاد الأوروبي، قائلا بأنه نفذ العمل ومعه بضعة فنانين من التشيك، بدلا من أن يكون فريقا من 27 فنانا أوروبيا من الدول المصورة في العمل. وقال تشيرني في تصريح صحافي: «المبالغات الزائدة من أهم صفات الفن التشيكي، وانتحال شخصيات أو خلق شخصيات وهمية من استراتيجيات الفن التشيكي المعاصر»، وفي المقابل قال ألكسندر فوندرا نائب رئيس الوزراء للشئون الأوروبية «لقد كانت مفاجأة سيئة لي، عندما علمت بأن صانع العمل هو ديفيد تشيرني وليس 27 فنانا أوروبيا من الدول الأعضاء»، وكان تشيرني قد وعد بأن يضم إلى فريقه 27 فنانا من دول الاتحاد الأوروبي، ولكنه فشل في ذلك، وقرر أن يخترع أسماء وهمية للمشاركين في اللوحة، وأنهى تصريحه الصحافي بتقديم الاعتذار «لعدم إحاطة المسؤولين التشيكيين بالوضع، ولخداعهم. كنا نعرف أن الأمر سيفتضح، ولكننا قررنا المضي في العمل لنرى إذا كان الأوروبيون قادرين على السخرية من أنفسهم». وأفادت مراسلة جريدة «ترود» البلغارية في بروكسيل، أن عملا للفنان التشيكي المذكور أعلاه، دافيد تشيرني، كان يمثل صدام حسين، قد منع سنة 2006، من المشاركة في معرضين أقيما في بروكسيل وفي برلين، لأن إدارتي المعرضين وجدتا فيه أنه يشكل إهانة لمشاعر المسلمين.