جدة: شاب يحول شاحنته إلى معرض تراثي «متنقل»

يسكن الطائف ويتنقل للبيع بين جدة ومكة والرياض وتبوك وأبها وغيرها

أحمد العتيبي يعرض بضاعته المنصوبة داخل شاحنته للمارة بالطريق («الشرق الاوسط»)
TT

على رصيف شارع مشهور في قلب مدينة جدة، يبعد أقل من كيلومتر عن جامعة الملك عبد العزيز، ومثلها عن جسر المشاة الشهير، اتخذ حمد العتيبي، وهو شاب سعودي في أواخر العقد الثاني، مكاناً أوقف فيه شاحنته التي تحمل أشكالاً وأنواعاً من البضائع والتراثيات التي أجبرت آلاف المارين من هناك بشكل يومي إلى التوقف والتسوق بين ما تحمله شاحنته من مبيعات.

والعتيبي شاب يصف نفسه بأنه من المتمسكين بالتراث، ويعتبر أنها هوايته الأولى التي يمارسها منذ زمن عبر جمع القطع الأثرية والتاريخية والتنقل بها من مكان إلى آخر في مناطق المملكة في كل المناسبات والمواسم، كمعرض متنقل يجذب إليه المشترين وأعين المتذوقين للتعرف على التراث الدفين.

يقول العتيبي الذي لم يتجاوز الثلاثين ربيعاً، ويتخذ من مدينة الطائف مقراً لسكنه «بدأت أعمل في هذه المهنة منذ صغري، عندما كنت أعمل مع والدي في محل شعبي لبيع التحف والآثار، وبت أعشق هذه المهنة التي أعتبرها هواية ومتعة قبل أن تكون مهنة».

وأبان العتيبي «أنه يحصل على القطع من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى بعض الدول العربية، مثل سورية والأردن والإمارات التي يقوم بزيارات مستمرة لها على مدار العام، وذلك لجلب البضائع التراثية التي يقبل على شرائها السعوديون في مختلف المناطق».

وحول جولاته التي يقوم بها، والمشاركات أو الفعاليات الشعبية التي شارك بها، قال العتيبي «اشتركت في العديد من المهرجانات التراثية في مختلف مناطق المملكة في كل من الرياض وتبوك وأبها، إضافة إلى الطائف». مشيراً إلى أن معظم زبائنه من مختلف الأعمار، ويقبلون على الشراء بشكل كبير.

وعن المقتنيات الموجودة، يقول العتيبي «لديّ الكثير من الفوانيس القديمة التي توضع في المنازل المصنوعة على الطراز القديم، إضافة إلى بعض الجنابي بأشكال مختلفة، البعض منها يُلبَس والآخر يوضع للزينة، إضافة إلى بعض العصي وأعواد الخيزران وبعض أنواع العصي الإماراتية».

وحول الإقبال الكبير من الناس على شاحنته، قال العتيبي «على الرغم من شبه انقراض التراث الشعبي في المدن، فإن هناك أناساً يفضلون التراث ويحبون تزيين منازلهم بالتراث الشعبي من خلال المجالس ومداخل المنازل، كي يعيدوا الزمن والماضي الجميل، إضافة إلى شراء المفارش القديمة المصنوعة والمزينة بأشكال تراثية قديمة». شاحنة العتيبي وجدت إقبالا منقطع النظير، خاصة وقد صادفت أياماً باردة، وهو يحمل فيها مختلف أنواع القطنيات الخاصة بالصحراء والبرد، ويقول «بسبب برودة الجو يقبل الناس على شراء الفروات والملابس الصوفية، للحماية من موجات البرد خلال هذه الأيام، كما أن للأزياء البدوية القديمة روادها، وللملابس البدوية النسائية والرجالية بأشكالها المتنوعة وألوانها المختلفة روادها، والبعض الآخر يشتري لوازم الرحلات من الخيام والتي تختلف أسعارها عن الموجود في المحلات عن أغلى الموجودات».

وعن إحدى الآلات الموسيقية الموجودة التي يبيعها وتبدو غريبة، قال «هي آلة موسيقية قديمة يزيد عمرها على 200 سنة، وسعرها 600 ريال، توضع كزينة في المجالس أو في صالة المنازل». مشيراً إلى أن باقي المعروض بأسعار أقل مما في السوق. وعن فترات دوامه، وكيف يقضيه، يقول مالك الشاحنة «عملي ممتع، خصوصاً أنني أسافر وأتجول من منطقة إلى أخرى، وأقضي في كل منطقة ما يقارب 15 يوماً متواصلة، وأعمل ليل نهار، وأستعين بمولد كهربائي يضيء البضائع المعروضة للزبائن المارّين بالليل».