الشوارب تعود إلى وجوه الرجال الفرنسيين

يقلدون براد بيت وجورج كلوني أو يستعدون لحضور حفلة تنكرية

TT

حتى وقت قصير، كان الشباب الفرنسيون يحرصون على حلق شواربهم لأنها، حسب السائد، علامة من علامات الماضي والفحولة الظاهرية، التي تركت محلها لنعومة الرجل الحديث. لكن ألان بلاكمان، أحد آخر «الأسطوات» المتخصصين في حلاقة اللحى في باريس، يؤكد أن موضة الشوارب عادت بقوة، وأن زبائنه من كل الأعمار، يطلبون الحفاظ على شواربهم ويستشيرونه حول شكل الشارب الذي يناسب كلا منهم. ويحاول بلاكمان أن يفلسف هذه الظاهرة بالقول، إن «زوال الفوارق بين النساء والرجال في المجتمعات الأوروبية، يدفع هؤلاء الأخيرين إلى تمييز أنفسهم من خلال إطلاق الشعر، الذي ينمو على الوجه. كما أن التفنن في ابتكار أشكال جديدة، وتحديدات غير مألوفة لخطوط الشوارب واللحى، هو وسيلة يلجأ إليها الشباب في محاولة لبناء شخصية مختلفة عن الآخرين». ويضيف: «مثلما تغيرت نظرة الشباب للشوارب، تغيرت نظرة الفتيات في الآونة الأخيرة، وصرن ينجذبن بسهولة إلى الرجل ذي الشاربين، لأن الشوارب ناعمة، ولا تجرح مثل اللحية بنت اليومين».

يتمتع بلاكمان بشخصية ظريفة ويربي، هو نفسه، لحية خفيفة. وفي صالونه صور لعدد من زبائنه المشاهير. ويقول إنه المسؤول عن تقليم لحى باقة من نجوم السينما والغناء، كما أنه رسم الشكل النهائي لشوارب الممثلين ساغامور ستفنان وجان دوجاردان. ولعل الشباب الباريسي عاد إلى الموضة، التي كان يتمسك بها جيل الآباء، لأن بعض نجوم هوليوود ربى شواربه لضرورات تصوير شخصيات في أفلام جديدة، أو لمجرد أنه وجد نفسه أكثر وسامة وجاذبية بالشوارب. وفي مقدمة هؤلاء النجوم براد بت وجورج كلوني وجوني ديب. في فرنسا، أطلق كل من الممثلين الشباب، غييوم كانيه، وفنسان كاسيل، ورومان دوريس شواربهم. وسرعان ما عمد المعجبون إلى تقليدهم، عن قناعة شخصية، أو مدفوعين بأذواق المعجبات، الأمر الذي جعل الشوارب تدخل إلى صفوف الجامعات، على استحياء في البداية، ثم على سبيل الموضة، التي يسهم موقع «فيس بوك» في نشرها، ضمن ما يدور فيه من صور شخصية. ويلاحظ أن شوارب الألفية الثالثة رفيعة ومعتنى بها، على طريقة الممثل الأميركي غلارك غيبل، وليس على طريقة ستالين. لكن هناك من يمضي في المغامرة إلى حدود التطرف، ويحاول تقليد الشاربين الشهيرين المفتولين، للرسام الإسباني سلفادور دالي.

وهناك بين الفرنسيين من يربي شاربه قبل فترة من حضور حفلة عرس، أو مناسبة اجتماعية خاصة. وبينهم من يلجأ الى الشارب من أجل حفلة تنكرية. وعندما تنتهي المناسبة يحتفظ صاحب الشارب بهذا «الديكور» الجديد. ويلاحظ خبير في الظواهر الاجتماعية، أن أصحاب الشوارب هم من الشباب الذين يميلون إلى السهر والمرح، عموما.