العراق يستعيد يخت صدام حسين من اليونان بعد الفشل في بيعه

متحدث باسم الحكومة لـ «الشرق الأوسط» : قد نستخدمه لأغراض سياحية

اليخت وقد تغير اسمه من «نسيم المحيط» إلى «نسيم البصرة» (ا.ف.ب)
TT

قررت الحكومة العراقية سحب يخت الرئيس السابق صدام حسين من مرفأ بيريوس اليوناني إلى ميناء البصرة (جنوبا)، لأنها لم تتمكن من بيعه بسبب الأزمة المالية العالمية.

وقال الدكتور علي الدباغ، المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، أمس، إن قرار الحكومة «القاضي بسحب اليخت الرئاسي الموجود حاليا في ميناء بيريوس اليوناني يأتي نتيجة انتهاء العقد المبرم بين السفارة العراقية والشركة اليونانية» مشيرا إلى أن «الحكومة العراقية لا تريد أن تتحمل المزيد من الخسائر بدفع بدلات إيجار وصيانة اليخت حيث سيتم صيانته ورسوه في ميناء البصرة».

وكانت شركة (تيتان) اليونانية تتولى صيانة اليخت منذ يوليو (تموز) 2008، وتنتهي فترة عقدها نهاية الشهر الحالي. وأضاف الدباغ قائلا «إن الحكومة لم تتمكن من بيع اليخت في المزاد العلني حاليا نتيجة الأزمة المالية العالمية التي أثرت بشكل كبير على أسواق اليخوت الفاخرة كما أن الأسعار المعروضة لا تتناسب مع التكلفة الباهظة لليخت» وستتولى وزارة المالية دفع أجور الشركة اليونانية وأتعاب المحامي البالغة 2% من قيمة اليخت.

وكان صدام حسين قد أوصى على بناء هذا اليخت عندما وصل إلى السلطة عام 1979، وتولت ورشة «هلزنغر فايرفت» البحرية الدنماركية تنفيذه. وجرى تسليمه عام 1981، في عز اندلاع الحرب مع إيران، وقد أطلق عليه اسم (قادسية صدام). ولغرض حمايته من القصف، حيث كان راسيا في مدينة البصرة القريبة على جبهة النار، نقل اليخت إلى ميناء جدة السعودي في البحر الأحمر، عام 1986.

   وبعد سقوط صدام حسين إثر اجتياح العراق في 2003 وإعدامه عام 2006، ظهر «اوشن بريز» في خريف 2007 في نيس على ساحل الجنوب الفرنسي حيث باعه سمسار لندني بسعر 23 مليونا و512 ألفا و790 يورو (34 مليونا و450 ألف دولار). وطعنت الدولة العراقية بعملية البيع وحصلت من محكمة التجارة في نيس على اليخت.

وأكدت شركة سادلي ليمتد، ومقرها جزر كايمان، أن اليخت ملك لها بعد أن منحته عائلة صدام حسين للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي منحه بدوره إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وأعلن المحامي أمير أصلاني مستشار الدولة العراقية في باريس أن الدولة الأردنية التي كانت تعتبر المالكة الجديدة لليخت، أعلنت في رسالة بتاريخ الأول من يوليو (تموز) أنها تخلت عنه وتوافق على حجج جمهورية العراق التي تطالب بحقها في اليخت.

   وأوضح المحامي أن «التسليم الفعلي تم في 17 يوليو (تموز) عندما انتقل سفيرالعراق في فرنسا إلى نيس لرفع العلم العراقي على اليخت».

وأطلق على اليخت الذي كان يسمى «اوشن بريز» (نسيم المحيط) اسما جديدا هو «البصرة بريز»، نسبة إلى مدينة البصرة التي كان راسيا فيها.

وبقي اليخت محافظا على فخامته الفخمة، بغرفه العديدة المؤثثة بشكل راق وبركات السباحة المتعددة، والحمامات ذات المواسير الذهبية، وصالاته المزودة بشاشات تلفزيونية ضخمة. هذا بالإضافة إلى الترسانة الدفاعية الملحقة به، كالزجاج والجسم المصفح ضد الرصاص ومقلع طائرة الهليكوبتر وقاذفة الصواريخ الخاصة به والنفق السري الذي يؤدي إلى منفذ تحت الماء يقود إلى زورق صغير سريع للهرب، ويبلغ طوله 82 مترا.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية أن «اليخت سيبقى في ميناء البصرة ريثما يتسنى بيعه أو الاستفادة منه لأغراض سياحية بعد توفير طواقم التشغيل والخدمة»، مشيرا إلى أن «قرارا بهذا الصدد لم يتخذ بعد».

من جهة أخرى أشار مصدر عراقي، رفض نشر اسمه، إلى أن «الرئيس العراقي السابق صدام حسين لم يستخدم هذا اليخت، سواء في رحلات داخل العراق أم خارجه، وأن العراقيين لم يكونوا يعرفون أي شيء عن اليخت ولم تنشر صوره في وسائل الإعلام العراقية».