بعد دخول باراك أوباما البيت الأبيض.. هل حان أوان التخلي عن البلاكبيري؟

شائعات حول استبداله هاتفا ذكيا «ضد الجواسيس» بجهازه المفضل

باراك أوباما.. هل يتخلى عن جهاز البلاكبيري (أ.ب)
TT

على صفحة البيت الأبيض الالكترونية، كتبت عبارة «التغيير جاء لأميركا» وهي شعار حملة الرئيس الأميركي، والتغيير في هذه الحالة طال أخيرا موقع البيت الأبيض، الذي تغير تصميمه يوم الثلاثاء الماضي، إيذانا بدخول عهد جديد. التغيير الذي ظهر على موقع البيت الأبيض، لم يكن فقط في الرسالة والأشخاص، ولكن أيضا في الخدمات التفاعلية، التي تتيح للمتصفح للموقع معلومات وتواصلا أكثر. على الموقع هناك وصلة باسم «غرفة التصريحات»، أو المركز الصحافي، والتي تضم قسما للمدونات، كما يمكن للمتصفح إضافة اسمه وعنوانا لتلقي آخر الأخبار الصادرة من البيت الأبيض.

وجاء التغيير في الموقع منسجما مع أسلوب العمل، الذي انتهجه أوباما منذ بداية حملته الانتخابية، إذ اعتمد بشكل واضح على التقنيات الحديثة، التي سمحت له بالتواصل مع الناخبين عبر الرسائل الالكترونية والإيميل، ومواقع الشبكات الاجتماعية، مثل «فيس بوك» و«ماي سبيس». ولهذا أثارت احتمالية تخلي الرئيس عن جهاز البلاكبيري الخاص به، الكثير من الاهتمام. فأوباما يعتمد بشكل كبير على جهاز البلاكبيري في التواصل مع الأصدقاء والمحيطين به، كما أنه بوابته لمعرفة آخر الأخبار والمستجدات. ولم يسلم أوباما بسرعة لمتطلبات الأمن في البيت الأبيض، التي تحتم على الرئيس التخلي عن مراسلاته الالكترونية، وهاتفه الجوال، فقام بالتفاوض مع أجهزة الأمن، من أجل أن يحتفظ بالجهاز، وأن يحافظ معه على صلته بالعالم الخارجي. وفي مقابلة مع وكالة «سي إن إن» الشهر الماضي، قال أوباما «مازلت متمسكا بالبلاكبيري». وتتخوف الأجهزة الأمنية من اختراق أي جهة أجنبية لمراسلات الرئيس واتصالاته، ويتخوف الفريق القضائي لأوباما من أن الرسائل، التي يرسلها ويستقبلها الرئيس عبر جهاز البلاكبيري، تقع تحت حرية المعلومات الأميركية، ولذلك يجب الاحتفاظ بها مع الملفات الخاصة به بعد تركه للبيت الأبيض.

لكن الوكالات أمس، تداولت احتمالا يمكن أن ينهي الجدل حول البلاكبيري، وأن يمنح الرئيس وسيلة للتواصل مع العالم، توافق عليها الأجهزة الأمنية. فأورد موقع «سي إن إن» أمس، أن الرئيس الجديد، سيتسلم جهاز هاتف ذكي مضاد للجواسيس. ونقل الموقع عن مارك امبيندر، صاحب مدونة «اتلانتيك ماغازين»، أن الهاتف الجديد، الذي أطلق عليه اسم «باراك بيري»، قد حصل على موافقة جهاز الأمن القومي. ويبلغ ثمن الهاتف الجديد 3350 دولارا أميركيا، وهو من ماركة «سكتيرا إدج» وتصنعه شركة «جنرال ديناميكس». الجهاز الجديد على حسب ما قال امبيندر، يقوم بتشفير المحادثات الهاتفية والملفات المخزنة عليه أيضا. ولكن على أوباما أن يتخلى عن الرسائل النصية، التي لن يستطيع إقناع أجهزة الأمن بها.

واستخدم أوباما البريد الإلكتروني، خلال حملته، ليبقى على اتصال دائم بأصدقائه، ويشير مساعدوه إلى أنه نادرا ما كانت المذكرات الواردة إلى أوباما تطبع وترسل إلى منزله أو غرفته في الفندق، فكانت ترسل ببساطة إلى جهاز البلاكبيري لمراجعتها. وإذا ما كانت المذكرة طويلة فإنه يقرأها ويرد عليها من اللاب توب، ويضع التعديلات المناسبة باللون الأحمر. وكان أوباما يتسلم قائمة مطولة من قصاصات الأخبار من مساعديه، في محاولة لإثنائه عن متابعة المدونات والأخبار المتطورة، التي ترد طيلة اليوم، ولكنهم قالوا إنه «على الرغم من ذلك، كان يسمع كل شيء وقت حدوثه، فشبكة أصدقائه الواسعة ـ بعضهم زملاء دراسة، وبعضهم من شيكاغو، وآخرون أصدقاء قابلهم في حياته المهنية ـ وعدوه بأن يبقوه على اطلاع على كل ما يدور». واعتبر الموظفون الذين قضوا عددا لا يحصى من الساعات معه، إن بعده عن الإنترنت سيكون تحديا كبيرا. فتقول لندا دوغلاس، واحدة من كبار المستشارين الذين رافقوه خلال الحملة الانتخابية: «بالنظر إلى الأهمية التي يعلقها على الحصول على معلومات لم تتعرض للتنقيح من مصادر متعددة، أعتقد انه سيفتقد هذه الحرية».